ما الذي يعبده اليهود؟

ما الذي يعبده اليهود

ما الذي يعبده اليهود؟ هذا هو السؤال الذي يشغل أذهان المسلمين الذين يبحثون عن حقيقة عبادة هذا الشعب من أتباع الديانات السماوية الثلاث، وسيجيب هذا المقال على هذا السؤال بالإضافة إلى تعريف بعض التفاصيل الدقيقة حول ديانة اليهود ومعتقداتهم وحالتهم العامة.

من هم اليهود؟

قبل أن نتعرف على ما يُعبَدُه اليهود، يجب أن نقول أن اليهود هم جماعة من الأمم السامية التي يعود نسبها إلى سام بن نوح عليه السلام. تعني التسمية الحديثة اليهود الأمة التي أُرسِلَ إليها النبي موسى عليه السلام من قبل الله تعالى، وقبل موسى عليه السلام كان هناك عدد كبير من الأنبياء مثل إسحاق ويعقوب ويوسف عليهم السلام. أنزل الله تعالى فيهم كتابه التوراة. ولكن يجب علينا أن نعلم أن موسى عليه السلام لم يُنزِل باليهودية، بل نزل بالإسلام مثل الأنبياء من آدم إلى محمد عليهم الصلاة والسلام. يقول الله تعالى: “وَقَالَ مُوسَىٰ يَا قَوْمِ إِن كُنتُمْ آمَنتُم بِاللهِ فَعَلَيْهِ تَوَكَّلُوا إِن كُنتُم مُّسْلِمِينَ”.

شاهد أيضًا: من هم اليهود والنصارى؟

ماذا يعبد اليهود

معظم اليهود يدّعون أنهم يعبدون إلهًا واحدًا، ولكن بعضهم قد عبدوا عزيرًا قديمًا وادعوا أنه ابن الله -تعالى-، وبعضهم عبدوا العجل. والآن، يعبدون إلهًا صنعوه بأنفسهم، ولديه العديد من الصفات الجسدية المشتركة مع البشر، فهم يرون إلههم كخيل فقير. هذا هو قول أجدادهم الذين لعنهم الله -تعالى- عندما قال: “وقالت اليهود: يد الله مغلولة، غلت أيديهم ولعنوا بما قالوا، بل يداه مبسوطتان ينفق كيف يشاء”.

ويدعي اليهود أن أسلافهم شاهدوا إلههم ورأوه بأعينهم، ولكن الله -تعالى- لا يمكن أن يتم رؤيته من قبل البشر ولا يمكن لأحد أن يصل إلى هذه المكانة في الدنيا. في الواقع، يقول الله -تعالى- في سورة البقرة: “{وإذ قلتم يا موسى لن نؤمن لك حتى نرى الله جهرة فأخذتكم الصاعقة وأنتم تنظرون}”

وبالإضافة إلى ذلك، يدعي اليهود أنهم شعب الله الذي اختاره، حيث ينزل الإله – حاشا لله – إليهم ويتخاطب مع أحبارهم وحكمائهم ويمارس معهم اللعب والتسلية. ويفعل الإله – حاشاه – هذا أيضًا مع أنبيائه. ويذكرون أنه في إحدى المرات، كان يعقوب يتصارع مع الرب ويهزمه، حيث قام الرب بضرب يعقوب على فخذه عندما أدرك أنه سيهزمه. فأصابه عرق النسا وقال الرب له إن تركتني سأطلق عليك اسم “إسرائيل” ومعناه العبد المبارك الذي لا يستطيع أن يهزمه أحد. ومن الواضح أن مسألة توحيد الإله لديهم تعتبر شركًا من جهة أخرى. فمن يشرك مع الله – تعالى – أي شخص في أي شيء مما يختص به الله – سبحانه – فهو مشرك وغير مؤمن بالتوحيد. والله – سبحانه – لا يشترك في صفاته العليا مع العبيد، ولا يمكن لأي كائن أن يكون مثله تعالى الله في كيفية وصفه.

شاهد أيضاً: معنى التطبيع مع اليهود.. الدول العربية المتعاونة مع إسرائيل.

لماذا سمي اليهود بهذا الاسم؟

اسم اليهود ليس الاسم الوحيد الذي استخدم لهؤلاء الناس. يمكن أن يطلق عليهم أيضًا اسماء أخرى مثل بنو إسرائيل والعبرانيون والعبريون. في الوقت الحاضر، يُطلق عليهم اسم “الصهاينة”. يرجع سبب تسميتهم باليهود إلى يهوذا، أحد أبناء يعقوب عليه السلام. ومع ذلك، فإن هذا السبب غير مؤكد، حيث أن جديهم الأكبر هو لاوي، لذا لا يمكن أن تكون نسبتهم إلى غير لاوي. بالإضافة إلى ذلك، تم اطلاق لفظة “اليهود” بعد وقت موسى عليه السلام، وهذا يأتي بعد زمن لاوي وغيره من أبناء يعقوب عليه السلام. لذا، لا يمكن أن يكون الاسم قد جاء قبل وقت موسى عليه السلام. ومع ذلك، يعتقد الأكثر أهمية في سبب التسمية أنه يعود إلى توبتهم إلى الله تعالى مع موسى عليه السلام عندما قالوا “واكتب لنا حسنة في الدنيا وفي الآخرة إنا هدنا إليك”. والله أعلم.

هل اليهود من نسل بني إسرائيل؟

بعد الإجابة عن سؤال ما هو اله اليهود، من الضروري أن نضيء على موضوع هام وهو مطالبة اليهود الحاليين بصلة ببني إسرائيل القديمة. المطالبة تتضمن ادعاءين: الأول يقول إنهم من نسل يعقوب وأن لديهم حقا في أرض فلسطين التي كانت مسكونة من قبل الكنعانيين. الادعاء الثاني يستمد تعاطفه من المسيحيين الذين يؤمنون بالتوراة المحرفة الموجودة بين أيدي اليهود. التوراة المحرّفة تقول إن أبناء يعقوب هم الموعودون بالنصر وبالأرض المقدسة. ومع ذلك، ينفي الواقع هذه المزاعم ويعتبرها تضليلًا، فإنهم ليسوا أبناء يعقوب، بل هم أشخاص اعتنقوا هذا الدين وليسوا من نسل يعقوب.

مثالا على ذلك، اعتنق الأشكناز – اليهود الأوروبيون – الديانة اليهودية بعد أن كانوا في البداية خزرًا وثنيًا في القرن الثامن الميلادي، واليهود الأشكناز يشكلون غالبية يهود أوروبا. فكيف يمكن أن يكون الأوروبي من أصل كنعاني؟ بالإضافة إلى ذلك، يقومون بزواج من الأجانب وتزويج بناتهم للأجانب. فكيف يمكن أن يكونوا شعبًا نقيًا وهم يدعون عكس ذلك؟ هذه القصص لا تتوافق مع العقل السليم، وهناك العديد من الأدلة على نقض مزاعمهم التي توجد في الكتب التي بحثت في تاريخهم الافتراضي. والله أعلم.

من هو إله اليهود

عندما نتحدث عن عبادة اليهود، فإن السؤال الأول الذي يتبادر إلى الذهن هو: ما هي العقيدة اليهودية في الله العلي؟ وللإجابة على هذا السؤال، يجب أن نعرف من هو إله اليهود الذي يعبدونه. بإيجاز، يمكن القول أن اليهود يعبدون إلهًا خاصًا بهم يسمونه “يهوه”، وهم يمنعون أن يكون له إله آخر سواهم. يصورونه بالطريقة التي تعجبهم، فيجعلونه يحب رائحة الشواء ولا ينصر أحد غير اليهود، ويتشبثون بالدماء ويلقون تحديًا للنبي داود. يتجسد في صورة الإنسان أو السحابة أو الدخان، وهو ربهم المقدس الخاص بهم فقط ولا يمكن لأي شخص آخر أن يدّعي أنه ربهم أيضًا. تعالى الله عما يقولون بمكان عالٍ جدًا.

ما هي أبرز معتقدات اليهود؟

لدى اليهود عقائد متنوعة ومختلفة عن أتباع الديانات الأخرى، ومن أبرز هذه المعتقدات:

  • يؤمن اليهود بوجود التناسخ، حيث يعتقدون أن الأرواح تتجسد في البشر بعد الموت إذا كانوا صالحين، أو تتجسد في النباتات والحيوانات إذا كانوا مجرمين.
  • رد الكذب على الأنبياء والرسل: فقد جعلوا سليمان – عليه السلام – يعبد الأصنام، وقد جعلوا نوح – عليه السلام – يشرب الخمر، وقد زعموا أن لوط – عليه السلام – قد زنى بابنتيه! ولكن القرآن الكريم يرد عليهم بتكذيبهم وافتراءاتهم على الأنبياء الذين يأتونهم بما لا تشتهي أنفسهم المريضة، ويقول الله تعالى في سورة البقرة: “وَلَقَدْ آتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ وَقَفَّيْنَا مِن بَعْدِهِ بِالرُّسُلِ ۗ وَآتَيْنَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ الْبَيِّنَاتِ وَأَيِّدْنَاهُ بِرُوحِ الْقُدُسِ ۗ أَفَكُلَّمَا جَاءَكُمْ رَسُولٌ بِمَا لَا تَهْوَىٰ أَنفُسُكُمُ اسْتَكْبَرْتُمْ فَفَرِيقًا كَذَّبْتُمْ وَفَرِيقًا تَقْتُلُونَ”، فكانوا يكذبون الرسل ويقتلون بعضهم.
  • رفض الإيمان بالقيامة واليوم الآخر: بسبب أن اليهود لا يؤمنون إلا بالجوانب المادية، فإن الأمور الروحية والمستقبلية ليست لها تواجد كبير في كتبهم المزعومة مثل التوراة والتلمود. هناك بعض اليهود الذين ينكرون وجود الجنة والنار، وغيرها من الحقائق الغيبية التي تم تأكيدها في الشرائع السماوية الأخرى. [15]

انظر أيضًا: من هم الأشخاص الذين صرّحوا بأن عزير هو ابن الله؟

الزواج في الدين اليهودي

بعد معرفتنا بالاعتقادات اليهودية، تسلط هذه الفقرة الضوء على مسألة الزواج عند اليهود. يعتبر الزواج من بين المسائل الهامة لدى اليهود اليوم، إذ لا يمكن لليهودي أن يستمر في الحياة بدون زواج. ويُحَرَّمُ على اليهودي الزواج من غير يهودية، وكذلك يحظَر زواج اليهودية من غير يهودي. وفي تعاليم رجال الدين اليهود، لا يُحَرَّمُ زواج اليهودي من قرابته كابنة أخته أو تزوُّجه ابنة أخيه. ولا يوجد عدد محدد للزوجات عند اليهود؛ أي أنه لا يوجد حد أقصى لعدد الزوجات التي يمتلكها الرجل. وإذا توفي الرجل اليهودي ولم ينجب من زوجته أطفالاً، يجب على أخوه العازب أن يتزوجها، وتكون الولد المنجب من العلاقة بينهما ينتسب إلى الأخ المتوفى.

كيف هي صلاة اليهود؟

بعد أن نلقي الضوء بالتفصيل على سؤال ماذا يُعبد من قِبل اليهود، يمكننا القول بأن اليهود في الوقت الحاضر يدّعون أنه لا يلزمهم سوى ثلاث صلوات يومية. هذه الصلوات هي: صلاة الفجر، وصلاة الظهر، وصلاة العشاء. تتم المناجاة خلال الصلاة بأشكال مختلفة، بين القوافي والأنواع الأخرى من اللغة الشعرية، ثم يأتي بعدها الغناء. ومن المسموح لهم استخدام آلات موسيقية خلال الغناء في الصلاة. قبل الصلاة، يجب عليهم أن يغسلوا أيديهم ويرتدوا شالًا صغيرًا على كتفيهم في حال كانت الصلاة فردية. أما إذا كانت جماعية، فيجب وضع شالًا كبيرًا. ويجب أيضًا أن يتغطوا رؤوسهم بقبعة، احترامًا لنصوص التوراة التي يقرؤونها. في الماضي، كانوا يركعون ويسجدون خلال صلواتهم. أما في الوقت الحاضر، فالغالبية منهم يصلون جالسين على الكراسي، مثلما يفعل النصارى. ومكان توجههم في الصلاة هو بيت المقدس.

 

ما هي الكيبا عند اليهود؟

الكيبا أو الكيباه هي قلنسوة صغيرة يرتديها بعض اليهود على رؤوسهم، وتغطي جزءًا من الرأس وترتديها اليوم بعض الفئات مثل رجال الجيش الصهيوني والأطباء والمهندسون والمحامون. لم يتم ذكر الكثير عن رمزية هذه القلنسوة، والأرجح أن السبب وراء ذلك ديني والله أعلم.

ما علاقة النصارى باليهود؟

بعد معرفتهم بما يُعبد به اليهود، من الضروري أن يدرك أن العلاقة بين اليهود والنصارى قائمة على الكراهية والعداء المتبادل منذ القدم، ولكن في الأزمنة الحديثة، تعاون كل من اليهود والنصارى معًا لتوحيد جهودهم ضد الإسلام، حيث جمعوا التوراة التي يُطلقون عليها العهد القديم والإنجيل المعروف بالعهد الجديد في كتاب واحد يُسمى الكتاب المقدس. وبالطبع، التوراة والإنجيل هما النسختان المحرفتان التي يتبعها هذه الشعوب، واعتمد كتّاب الأناجيل بشكل كبير على العهد القديم في صياغة العهد الجديد، بحيث قيل من قبل الكثيرين أن العهد الجديد مُستمد من العهد القديم.

انظر أيضًا: من سيُحرِّر فلسطين في القرآن ؟

ما هو التباين بين المسيحية والنصرانية واليهودية؟

في البداية، يجب أن نعلم أن المسيحية والنصرانية هما ديانة واحدة وكان اسمها في الماضي النصرانية، ولكن في الآونة الأخيرة أصبح اسمها المسيحية ولا يوجد أي اختلاف في الاعتقاد بين النصراني والمسيحي. وهناك الكثير من الاختلافات بين الديانتين المحرفتين اليهودية والنصرانية، ولكن من أهم هذه الاختلافات هي:

  • في الديانة اليهودية، يؤمن اليهود بموسى ورسالته، ويعتبرون كتابهم المقدس هو التوراة. أما في الديانة المسيحية، فلا يعتقد المسيحيون بإله واحد، بل يشركون عيسى في الألوهية، ويعتبرون كتابهم المقدس هو الإنجيل.
  • في اليوم المقدس، يُعتبر الأحد يومًا مقدسًا للمسيحيين، بينما يُعتبر السبت يومًا مقدسًا لليهود.
  • وضع اليهود بيت المقدس كقبلة لهم، أما النصارى فاختاروا الشرق كقبلة لهم.
  • انتهاز العديد من اليهود أن إبراهيم – عليه السلام – كان يدين اليهودية، في حين يعتقد النصارى أنه كان يتبع النصرانية.
  • معتقدهم في المسيح المنتظر آخر الزمان: المسيح الذي سيأتي في آخر الزمان يُعتقد من قِبَل المسيحيين أنه هو ابن مريم عليهما السلام، وسيُقتل كل من ليس مسيحيًا، بينما يعتقد اليهود أن المُنتظر هو “ملك السلام” كما يُسمونه، وفي الواقع هو الدجال الأعور الذي يُعتقدون أنه سيُقضي على المسيحيين والمسلمين.

Related posts

Leave a Comment