من هم اليهود والنصارى؟

من هم اليهود والنصارى

من هم اليهود والنصارى؟ من بين الأسئلة التي قد يتساءلها الكثير من المسلمين واليهود والنصارى بشكل عام، فهم الأتباع للديانات السماوية وأهل الكتاب. فقد أنزل الله عليهم كتابين سماويين وهم التوراة التي نزلت على نبي الله موسى عليه السلام والإنجيل الذي نزل على نبي الله عيسى عليه السلام. سيتناول هذا المقال السؤال حول هوية اليهود والنصارى وسيسلط الضوء على كيفية التعامل معهم.

أهل الكتاب

قبل الإجابة على سؤال: من هم اليهود والنصارى؟ لا بد أن نعرف من أهل الكتاب، وهم الذين أنزل الله عليهم كتابين. الأول هو التوراة التي نزلت على موسى عليه السلام، والثاني هو الإنجيل الذي نزل على عيسى عليه السلام. لأهل الكتاب أحكام خاصة في التعامل معهم تختلف عن الأحكام المتعلقة بالباقين من المشركين. من بين هذه الأحكام، يسمح للمسلمين بالزواج من النساء النصرانيات العفيفات المحصنات، استنادًا لقوله تعالى: “والمحصنات من الذين أوتوا الكتاب من قبلكم”، ويسمح لهم أيضًا بأكل طعامهم طالما أنه حلال، استنادًا لقوله: “وطعام الذين أوتوا الكتاب حل لكم وطعامكم حل لهم”. كما يفرضون على أهل الكتاب جزية، وهي ضريبة تفرض عليهم من قبل المسلمين مقابل حمايتهم. وهذه الضريبة مشتركة مع المجوس.

من هم اليهود والنصارى

في الرد على سؤال حول مَنْ هم اليهود والنصارى؟ من الممكن أن نقول إن النصارى يُطلق عليهم هذا الاسم نسبةً إلى مدينة الناصرة التي تقع في فلسطين، والتي وُلدَ فيها المسيح عيسى ابن مريم عليه السلام. والنصارى هم أتباعه الذين يرتبطون بتلك المدينة، وقيل أيضاً إنهم النصارى لأنهم نَصَروا عيسى عليه السلام. ولا يزال هذا الاسم يُطلق على جميع أتباع المسيح عيسى بعد ذلك.

تمتلك اليهود هذا اللقب بسبب التوبة وهو يشير إلى تغيير دينهم. وقد يقال أنه تم تسميتهم على أساس التوبة عن عبادة العجل، فهم أتباع لموسى عليه السلام. وفيما يتعلق بالاعتقاد، اليهود والمسيحيون لا يؤمنون بصحة نبوة محمد عليه الصلاة والسلام، ولا يعملون بشريعته. والله أعلم.

اليهود والنصارى في القرآن الكريم

ظهرت إشارات كثيرة في القرآن الكريم تتحدث عن النصارى واليهود، وفيها تناولت الآيات الكريمة تحويل عقائدهم عن الطريق الصحيح، وبيان أنهم هم الذين كتبوا التوراة والإنجيل بأيديهم.

اليهود في القرآن الكريم

بعد أن نتعرف على من هم اليهود والنصارى، نذكرهم في القرآن الكريم وكيف أوضح الله في كتابه العزيز كيف انحرف اليهود والنصارى عن الحق والتوحيد الذي أنزل به عيسى وموسى عليهما السلام. وسنذكر بعض انحرافات اليهود التي ذكرها القرآن الكريم فيما يلي.

 

  • وفي القرآن الكريم، وصف الله تعالى اليهود بأنهم أعداء للأنبياء، ويتكذبون بهم ويقتلونهم. يمكن أن نجد هذا الوصف في قوله تعالى: “هلم جاءكم رسول بما لا تحبون أنفسكم استكبرتم فريقًا كذبتم وفريقًا تقتلونهم”.
  • وصف الله تعالى في القرآن الكريم سرقة اليهود للحقيقة وعلمها لها، والحقيقة هي صدق نبوة رسول الله صلى الله عليه وسلم، وذلك تجلى في قوله تعالى: “أيها أهل الكتاب قد جاءكم رسولنا يوضح لكم الكثير مما كنتم تكتمونه من الكتاب…”
  • في القرآن الكريم، وصف الله تعالى سعي اليهود للتسبب في الفساد في الأرض، وكانوا دائماً يشعلون نيران الحروب بين العرب خلال الجاهلية. وقد تم ذكر ذلك في قوله تعالى: “كلما أشعلوا ناراً للحرب أطفأها الله ويسعون في الأرض فسادًا والله لا يحب المفسدين”.

النصارى في القرآن الكريم

بعد الإجابة على السؤال المتعلق بمن هم اليهود والنصارى وذكر بعض الأماكن التي ذكرها الله تعالى في القرآن الكريم بالنسبة لليهود، سنتطرق إلى ذكر بعض الأماكن التي ورد فيها الحديث عن النصارى ومن بينها: 

  • أشار الله تعالى إلى انحراف النصارى عن الحقيقة حين زعموا أن عيسى -عليه السلام- هو الله نفسه، وهذا يعد واحداً من أخطر الانحرافات العقائدية التي اتبعها النصارى. وجاء في قول الله تعالى في ذلك: “لقد كفر الذين قالوا إن الله هو المسيح ابن مريم…”
  • أشار الله تعالى إلى انحرافات النصارى في معتقدهم بالتثليث، وهي تعتبر من أخطر الانحرافات العقدية. قال الله تعالى في ذلك: “إِنَّ اللَّهَ ثَالِثُ ثَلَاثَةٍ وَمَا مِنْ إِلَهٍ إِلَّا إِلَهٌ وَاحِدٌ وَإِنْ لَمْ يَنْتَهُوا عَمَّا يَقُولُونَ لَيَمَسَّنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ”.
  • ذكر الله تعالى قول المسيحيين بأنّ عيسى هو ابن الله، وقد ذكر ذلك في قوله العزيز المتعال: “وقالت اليهود عزير ابن الله وقالت النصارى المسيح ابن الله، ذلك قولهم بأفواههم يضاهئون قول الذين كفروا من قبل، قاتلهم الله أنى يؤفكون”.

طريقة التعامل مع اليهود والنصارى

بعد الإجابة على السؤال حول هوية اليهود والنصارى، يجب أن نركز على معرفة القواعد والتوجيهات التي تحدد كيفية التعامل مع أهل الكتاب في ظل وجود التبادل الاجتماعي معهم. ومن بين تلك التوجيهات البارزة هي:

  • أمر الله المسلمين بمعاملة أهل الكتاب بالإحسان، وحثّهم على أن يكونوا برًّا تجاههم ولا يظلموهم.
  • نحيي أهل الكتاب، وهناك خلاف بين العلماء حول جواز بدء التحية لهم، ولكن هناك اتفاق على أنه من الواجب أن نرد التحية عليهم إذا بدأوا بها.
  • تجنب تقديم التهاني بأعياد أهل الكتاب، وهي عملية محظورة وفقًا لاتفاق العلماء.
  • يتم تشييع جنائز أتباع الأديان السابقة، ويعتقد أتباع المذهب الشافعي والحنفي أنه من المسموح اتباع جنائز من ينتمون إلى الأديان السابقة.

وبهذه الطريقة، فإننا قد تعرفنا على هوية أهل الكتاب وأجبنا عن سؤال منهم هم اليهود والنصارى بتفصيل معين، كما ذكرنا الأماكن التي تم ذكر اليهود والنصارى في القرآن الكريم، ومدى التحريف الذي حدث في عقيدتهم والتي نزلت بها الأنبياء السلام عليهم، وأخيرًا تناولنا أيضًا ضوابط التعامل مع أهل الكتاب.

Related posts

Leave a Comment