الأمريكي توماس فريدمان: مقترح ترامب بالتهجير.. سيموت من تلقاء نفسه.. حل الدولتين أو نهاية الشعبين
د. عكاشة: القاهرة أعدت خطة من 3 مراحل تمهيدا لحل الدولتين
السفير العرابي: الخطة المصرية قائمة على تحقيق السلام والاستقرار والتنمية
إبراهيم عوف
نظم المركز المصرى للفكر والدراسات الاستراتيجية، بالتعاون مع المجلس المصرى للشئون الخارجية، أمس، مؤتمراً بعنوان «غزة ومستقبل السلام والاستقرار فى الشرق الأوسط»، بمشاركة واسعة، ضمّت سفراء وخبراء وباحثين وأعضاء بالسلك الدبلوماسى بالسفارات العربية والأجنبية.
أوضح د. خالد عكاشة، مدير عام المركز المصري للفكر والدراسات الاستراتيجية. أن التهجير كانعكاس لسياسة «فرض القوة» بذريعة تحقيق السلام قد يُفجر المزيد من الصراعات الداخلية سواء كانت طائفية أو اجتماعية أو مناطقية، وخاصة في بعض دول الإقليم التي تشهد أوضاعًا ديموغرافية هشة، و أن أي تصور قائم على إقصاء الفلسطينيين، ومرتبط بتقديم المزيد من الضمانات الأمنية لإسرائيل والسماح لها بالتوسع على حساب حقوق الشعب الفلسطيني يُعد أمرًا غير مقبول فلسطينيًا وعربيًا ودوليًا، ويُنذر بتجدد التصعيد الإقليمي.
واضاف إن القاهرة أعدت خطة لإعادة الإعمار مُكونة من 3 مراحل مُرتكزة على عمليات التعافي المبكر، ثم إعادة بناء البنية التحتية الأساسية للقطاع، يليها البدء في المسار السياسي تمهيدًا لحل الدولتين، مع بقاء الفلسطينيين على أراضيهم كركيزة أساسية لعملية إعادة الأعمار
و أشار د.عكاشة إلي أن محاولات تسويات الصراعات الدولية الراهنة أضحت ترتكز على «فرض السلام من خلال القوة»، وإعادة تأطير اتجاهات التفاعلات الدولية، وتوازنات القوى دون وضع تصور عادل لآفاق التسوية السياسية والسلمية الشاملة، مضيفًا أنه على النقيض من التاريخ الممتد للولايات المتحدة في دعم عملية السلام في الشرق الأوسط، إلا أنها تبنت مُؤخرًا موقفًا قائمًا على تقديم الدعم اللامحدود لإسرائيل، والتماهي مع الرؤية اليمينية الإسرائيلية،.
وأكد د. عكاشة علي أن المقترحات الأمريكية تسعى إلى فرض سياسة الأمر الواقع وفق رؤية مُتوافقة مع المطامع التوسعية الإسرائيلية إزاء الأراضي العربية، وتتغاضى عن التوسع الإسرائيلي في الضفة الغربية وكلٍ من سوريا ولبنان، لافتًا إلى أننا ننتظر من الولايات المتحدة أن ترتكز جهودها لإعادة إعمار غزة على إشراك سكان القطاع باعتبارهم فاعلًا محوريًا لضمان استدامة عمليات الإعمار وبناء السلام والاستقرار، كما ننتظر من الولايات المتحدة دعم وتعزيز الجهود والرؤى العربية بشأن إعادة إعمار غزة والتي تأتي في مقدمتها ما طرحته مصر والأردن.
أكد السفير محمد العرابي علي أن القضية الفلسطينية تتعرض لأكبر هجمة في تاريخها منذ عام 1948، و أن السياسة المصرية قائمة على تحقيق السلام والاستقرار والتنمية، واصفًا ما يحدث في القضية الفلسطينية بالعبث ويهدد قدرات الإقليم على تحقيق قدر من التنمية تساعد الشعوب على العيش حياة لها قدر من الرفاهية
وقال العرابي : “نحن في مرحلة تفكيك القضية وإعادة تركيبها من مفاهيم غريبة لا تعبر عن النظام العالمي الذي نتمسك به في ظل ميثاق الأمم المتحدة والأعراف الدولية.
وأشار إلى أن إعادة تركيب القضية الفلسطينية بمفاهيم بعيدة عن طموحات الشعوب العربية ومتطلبات الشعب الفلسطيني، مشددًا على أن القضية هي أرض وشعب وأي محاولة لسلب أحذ هذه الاعمدة معناه تصفيتها وهذا أمر مرفوض”.
وطالب بطرح أفكار سريعة وحاسمة وتتوافق مع المخططات المصرية لإعادة إعمار فلسطين بسواعد أبنائها وبدعم عربي ودولي، وأشار إلى أن هناك مؤشرات من فرنسا وإسبانيا ودول أسياوية عندهم قدر من الدعم لإعادة الإعمار في غزة
واشار إلي أن القيادة السياسية كان لديه إدراك ونظر ان كل ما يجري بعد 7 أكتوبر كان في إطار تصفية القضية وكان الموقف المصري قوي وصريح وحازم وقال لا لتهجير الشعب الفلسطيني من أرضه.
أكد الكاتب الأمريكي البارز توماس على إن مقترح ترامب حول تهجير أهل غزة سيموت من تلقاء نفسه، موضحا أن الأمر غير معقول فكيف سيتم نقل 2 مليون شخص من القطاع؟ وكيف يمكن تنفيذ المقترح حتى النهاية؟
أوضح فريدمان أن الصدام بين ترامب ونتنياهو قادم، موضحا أن الشرق الأوسط بات مرتبطا في الولايات المتحدة بالاستثمار في الخليج، بالإضافة إلى المصالح الأمريكية المرتبطة بمواجهة الصين وهو ما يتطلب خلق تحالف كبير تحتاجه واشنطن ليهدد العلاقة مع نتنياهو.
وأضاف فريدمان أن تهجير سكان غزة لمصر والأردن غير مقبول، وان ترامب أدرك أن فكرته مجنونة وتراجع بالفعل، داعيا العرب إلى عدم القلق بشأن مقترح ترامب، ولكن تبقى الأمور في انتظار ما سوف تسفر عنه القمة العربية.وكان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب تراجع عن مقترحه بشأن تهجير الفلسطينيين من قطاع غزة الجمعة الماضية.
وأوضح أن وجود الدولة الفلسطينية مهم من أجل أمن إسرائيل، معتبرا أن حل الدولتين هو السبيل للاستقرار، حيث يبقى الأمر صعب ولكن البديل سيكون أصعب حيث إن انهيار حل الدولتين يعني انهيار الشعبين.
وأكد على الحاجة الملحة لبناء مؤسسات حقيقية في الداخل الفلسطيني، معتبرا أن هذه هي الخطوة المهمة نحو بناء دولة، ولكن حتى يحدث ذلك ينبغي أن يكون الضغط متواصل على إسرائيل للتوقف عن بناء المستوطنات.
وأضاف أن منطقة الشرق الأوسط أصبحت زاخرة بدول سقطت تماما، بين لبنان وسوريا واليمن، موضحا أن أهم ما يميز مصر بالنسبة للولايات المتحدة هي أنها قوية وقادرة على الحفاظ على الثبات والاستقرار.
وشدد على أن المنتظر من القمة الطارئة هو تقديم رسالة واضحة إلى العالم أن العرب شركاء في تقرير مصير غزة وأنهم لن يتركوها لنتنياهو، موضحا أنه ليس من الممكن أن يفرض سيناريو التهجير على مصر أو الأردن.
وفي هذا الصدد ،
طالبت السفيرة مشيرة خطاب، الوزيرة والسفيرة المصرية للسابقة، بعقد ندوة لمناقشة وتحليل كلمة الكاتب الأمريكي توماس فريدمان التي ألقاها في المؤتمر عبر الزووم.. لأنها تحمل معاني مضامين هامة منها ماهو مباشر ومنها ما هو باطن يحمل يحمل العديد من الدلالات والمعاني بين السطور.أثني الجميع علي طلب السفيرة مشيرة خطاب، وطالب السفير محمد العرابي من د. خالد عكاشة مشاركة المجلسين لإقامة هذه الندوة الهامة
أكد د عبدالمنعم سعيد، رئيس الهيئة الاستشارية بالمركز المصري للفكر والدراسات الاستراتيجية، عضو مجلس الشيوخ، علي إن مصر لديها خبرة كبيرة في التعامل مع المواقف الصدامية، وتعتبر هي القوة الضامنة في أية جهود للوساطة. و أن الولايات المتحدة هي الحاضر الغائب في الأزمة، وطرف أساسي في اتفاقات وقف إطلاق النار، وعليها دور كقوة ضامنة، عندما ينقض أي طرف من الأطراف التزاماته، ويجب عليها ممارسة الضغوط عليه.
وأضاف أن الولايات المتحدة تاريخيًا تتدخل بشكل إيجابي في أزمات المنطقة، عندما يكون لدينا مشروع متكامل وليس مبادئ أو أحكام عامة، وهو ما حدث بعد حرب أكتوبر 1973، قائلًا: «إن حل الدولتين هو الهدف الاستراتيجي الذي نسعى إليه، والذي يجب أن تركز عليه كل التحركات سواء العربية أو الدولية
قال السفيرعزت سعد، المدير التنفيذي للمجلس المصري للشؤون الخارجية، إن الصراع في غزة والضفة هو تجربة مستنسخة من الاستعمار الاستيطاني الأوروبي، في بدايات القرن التاسع عشر من خلال القضاء على السكان الأصليين في البلد الذي يُستوطن.
أن المواطن الفلسطيني في غزة والضفة الغربية لا يحارب من أجل التحرير، ولكن من اجل البقاء، لافتا إلى أن «7 أكتوبر» وُظف كذريعة لاستكمال ما عجزت الحركة الصھيونية عن إكماله في نكبة 1948.
أكد جلال نصار، رئيس وحدة الدراسات العربية بالمركز المصري للفكر والدراسات الاستراتيجية، علي أنه من المتوافق عليه أن مفهوم إعادة الإعمار جزء من عملية بناء السلام، حيث يجب أن تحول إعادة الإعمار دون منع بدء أو استئناف القتال مجددًا.وإن مفهوم إعادة الإعمار في المنطقة بدأ نظرًا للتركيز على إعادة الإعمار دون مسارات موازية سياسيًا واقتصاديًا واجتماعيًا.
وأوضح أن هناك عدة سمات مشتركة في كل عمليات إعادة الإعمار في عدد من الدول، تشمل الدمار الشامل للبنية التحتية، والتدخلات الإقليمية والدولية، والتحديات السياسية الداخلية، وتأثيرات الصراع على الاقتصاد الوطني
اكد د. جهاد الحزازين، استاذ علوم سياسية ومستشار بالسفارة الفلسطينية بالقاهرة، علي إن الفلسطينيين متمسكون بأرضهم، موضحا ان القضية الفلسطينية ليست إنسانية كما يحاول الآحتلال ان يروج، وانما قضية سياسية تتطلب حلول سياسية.
وأضاف الحزازين ان الاحتلال الاسرائيلي هو الطرف الرافض للسلام، مستشهدا باغتيال رئيس وزراء إسرائيل الأسبق إسحاق رابين من قبل متطرفين لتقويض عملية السلام، مشيرا إلى ان السلام لن يأتي إلا بإنهاء الاحتلال، موضحا ان هذا الأمر يمثل لب الرؤية المصرية والتي سبق وان عرضها الرئيس عيد الفتاح السيسي في العديد من المناسبات السابقة.
اكد د. صبحي عسيلة، عضو الهيئة الاستشارية بالمركز المصري للفكر والدراسات الاستراتيجية، علي أن الصراع في الأراضي الفلسطينية هو صراع على البشر، موضحا ان هناك تعادل ديموجرافي في أرض فلسطين التاريخية، وهو ما لم يكن ليتحقق دون عملية تهجير منظمة للفلسطينيين، هو ما يؤكد حقيقة ان الأمور ليست جديدة، لكنها تمثل مخطط مستمر وقائم، وأوضح أن المشروع الصهيوني قائم في الاساس على تهجير سكان فلسطين لتكون الفرصة مهيأة أمام الاحتلال للاستيلاء على الارض.
وقال الخبير الأردنى عريب الرنتاوى، مدير مركز القدس للسياسات الاستراتيجية علي أنه لا يمكن النظر إلى مخطط التهجير بعيدا عن الأوضاع فى الضفة الغربية وسوريا، وهو ما يعكس خطورة المخطط ليس فقط على القضية الفلسطينية وإنما على الدول العربية كلها.وإن طرح ترامب حول التهجير ليس مجرد امرا عابرا وإنما يحمل رؤية استراتيجية ينبغى أن تواجه بمواقف دولية قوية
وأضاف أن بنيامين نتنياهو يرى فى نفسه الوحيد القادر على تصحيح أخطاء اسلافه، معتبرا ان اللحظة الراهنة تمثل خطورة استراتيجية إثر حقيقة مفادها أن التهجير بات خطر قائم، وهو ما يهدد أمن دول المنطقة، حتى الدول التى عقدت معاهدات سلام معها.
أوضح اللواء محمد إبراهيم الدويري، نائب مدير المركز المصري للفكر والدراسات الاستراتيجية،ان مقترحات تهجير سكان غزة، هي جزء من المخططات المشبوهة، والتي تهدف في الأساس إلى تصفية القضية الفلسطينية
و إن التجارب السابقة فيما يتعلق بإعادة الإعمار اثبتت أن السوابق التاريخية أظهرت إمكانية الإعمار في وجود السكان، بينما يبقى الأمر الثاني مرتبطا بأن اللجوء والنزوح من شأنها زعزعة الاستقرار..
وأضاف أن المنطقة العربية، وليس فقط القضية الفلسطينية تمر بواحدة من أصعب لحظاتها التاريخية، في ضوء التداعيات المترتبة على تصفية القضية الفلسطينية على الأمن القومي العربي، وهو ما يتطلب وقفة عربية جادة لمواجهة المخططات المشبوهة.
قال د. حسن أبو طالب. عضو الهيئة الاستشارية بالمركز المصري للفكر والدراسات الاستراتيجية:
قضية التهجير لها تأثير على أمن الخليج، والخليج ككل مرتبط باستقرار الاقتصاد العالمي الذي تتأثر به مصالح الكثير من الدول، ولذلك يهم الجميع أن تظل تلك المنطقة مستقرة. وان التهجير القسري جريمة حرب بامتياز، ويجب أن نضع أمام أعيننا أمرين وهما؛ من يرفض التهجير ومن يشارك به. وأنه لا يشكل حلًا لأي مشكلة، لأن الشعب المهجر لن ينسى أي ظلم وقع عليه وسيكون بمثابة قنبلة موقوتة ستنفجر في وجه الجميع.
وان المواقف الخليجية المُعلنة تدرك المخاطر وترفض المشاركة والقبول بالتهجير، والسعودية والإمارات عبرتا بشكل واضح للإدارة الأمريكية عن رفضهما خطة التهجير، وهو ما يشير إلى وجود إدراك واعٍ بتلك المشكلة.
وأكد علي ضرورة التنسيق الخليجي مع مصر بشأن رؤيتها لإعادة إعمار القطاع وإنهاء الحرب في ظل تواجد الفلسطنيين على أراضيهم أمر مهم للغاية.
أكد د. محمد مجاهد الزيات، المستشار الأكاديمي للمركز المصري للفكر والدراسات الاستراتيجية علي أن القضية ليست قضية تهجير فقط؛ فالتهجير هو البداية والعنوان المعلن لما يجري الآن؛ فالتهجير يعني نقل سكان ثم إعادة توطين، وعندما يتم التوطين يتغير التركيب الديموغرافي والاجتماعي وبما ينتج عنه تصاعد الإرهاب وعدم الاستقرار ونشوء بؤر توتر على مستوى المنطقة.
وان هناك ثلاث مشروعات سياسية تتصارع في الإقليم وهي المظلة الأساسية التي يتم تحتها كل ما يجري الآن، الأول هو المشروع الإسرائيلي الذي تمدد في الفترة الأخيرة بصورة كبيرة من خلال مشروع التهجير في غزة والضفة الغربية والتمدد في سوريا الذي قد ينتج عنه تهجير. وهناك المشروع التركي التي قام بالفعل بتهجير وتغيير ديموغرافي في سوريا، وكذلك المشروع الثالث وهو المشروع الإيراني.
أوضح عزت إبراهيم، رئيس تحرير الاهرام ويكلي، ورئيس وحدة الاعلام وحقوق الانسان بالمركز المصري للفكر والدراسات الاستراتيجية ان هناك انحياز منهجي ضد فلسطين لصالح إسرائيل في الإعلام الغربي، ويلعب اللوبي الصهيوني دورًا في ذلك.، ومن أبرز مظاهر هذا الانحياز في الإعلام الغربي تغطية الأحداث في إسرائيل بشكل أكبر بكثير من العدوان على غزة.، ونحو 75% من المقالات تصف الوضع بأنه حرب بين حماس وإسرائيل منذ بداية الحرب.
و استُخدمت عدة أساليب لبناء خطاب إعلامي موالٍ لإسرائيل في الحرب على قطاع غزة، من أبرزها وصف الهجمات بأنها “غير مبررة” لنزع سياق الأحداث، إلى جانب تغييب السياسات الوحشية في غزة عن التغطية الإخبارية.
أيرزت د. دلال محمود – مدير برنامج الأمن وقضايا الدفاع مدي تأثير غملية التهخير فى ودور الدول العربية غدة نقاط أهمها : أن دول الشرق الأوسط، خاصة العربية، تتميز بتركيبة ديموغرافية فريدة: معدلات طبيعية مرتفعة، نسب كبيرة من الشباب، وتنوع عرقي وديني مميز. وانالتغيرات المفتعلة ذات الدافع السياسي تؤدي إلى اضطرابات إقليمية؛ خاصة في ظل ما يشهده الشرق الأوسط من صراعات مستمرة منذ 2011. وارتفاع نسبة الشباب في الدول التي تعاني من التغيرات الديموغرافية يزيد من تحديات التعامل مع الظواهر الأمنية، مما قد يؤدي إلى زيادة معدلات الإرهاب.
أوضح د. خالد حنفي، خبير بالمركز المصري للفكر والدراسات الاستراتيجية انه يوجد سمات أساسية للتغيير الديموغرافي، وهي أن منطقة الشرق الأوسط من أكثر مناطق النزوح، فواحدة من كل ٣ حالات نزوح توجد في الشرق الأوسط، وأن المنطقة يعاد التأثير في بيئتها الديموغرافية بدءًا من حرب ١٩٦٧. وان القضية ليست فقط في محاولة التغيير الديموغرافي في الضفة الغربية وقطاع غزة ولكنها محاولات على مدار ٧ عقود لتغيير شكل المنطقة. وان التدخلات الاقليمية والدولية تلعب دورًا في التغيير الديموغرافي، فبعض القوى الإقليمية تستخدم إعادة الإعمار للتأثير في تغيير البنية الديموغرافية، فمن استعمل القوى والعنف يجب ألا يكون طرفًا في إعادة الإعمار.
أكد محمد مرعي، الخبير بالمركز المصري للفكر والدراسات الاستراتيجية علي ان هناك تحديات كبيرة تصاحب مشروعات التهجير في دول الشرق الأوسط سواء بشكل دائم أو بشكل مؤقت، خاصة إذا كانت حركات الهجرة والنزوح نتيجة للحروب والصراعات المسلحة. وكذلك مشروعات إعادة التوطين تساعد على تنامي الظواهر الإرهابية، وذلك بسبب فقدان الاستقرار السياسي والاقتصادي والاجتماعي وانهيار الهوية المجتمعية، ما يدفع نحو تبني أيديولوجيات متطرفة كوسيلة لتحقيق العدالة.
أوضح د. عبد العزيز صقر، مؤسس ورئيس مركز الخليج للأبحاث ان السعودية أكدت رفضها القاطع لأي محاولة لتهجير الفلسطينيين، لأنها تعتبر ذلك انتهاكًا صارخًا للقانون الدولي وحقوق الشعب الفلسطيني، من منطلق دعم المملكة للحقوق الفلسطينية ورفض أي مخططات تستهدف تسوية قضيتهم عبر حلول غير عادلة. والسعودية عملت على توحيد الموقف العربي حيال الضغوط الأمريكية، وتحرص على أن يكون الحل ضمن النطاق العربي وبالتزامن مع مساعي المملكة لحل القضية وضمان الحق الفلسطيني.
أبرز ما جاء في البيان الختامي لمؤتمر “غزة ومستقبل السلام والاستقرار في الشـرق الأوسـط”
رفض أي خطط لتهجير السكان من قطاع غزة، معتبرين أنها ليست فقط غير منطقية وغير مسؤولة وتتجاهل حق الفلسطينيين في تقرير مصيرهم، وإنما تخالف أيضا الأعراف والقوانين الدولية، وتعد جريمة تطهير عرقي وجريمة ضد الإنسانية يتعين منعها والوقوف ضدها بل ومحاسبة المسئولين عنها.
طرح المشاركون خبرات إعادة الإعمار وتسوية الصراعات بعد انتهاء الحروب في مناطق عديدة حول العالم والتي ارتكزت على إعادة اللاجئين والنازحين إلى أماكنهم الأصلية، وأن عمليات إعادة الإعمار لا تتعارض بالأساس مع وجود السكان.
لا يجب التعامل مع المقترحات المطروحة مؤخراً بشأن تهجير سكان غزة من منطلق منظورها الضيق المرتبط بإعادة إعمار القطاع فقط، وإنما النظر إليها من منظور أوسع يعكس محاولات تصفية القضية الفلسطينية، والتي تتماشى في مجملها مع المخططات الإسرائيلية المطروحة في هذا الشأن منذ أكثر من ثماني عقود.
الإشادة بالموقف الحاسم للقيادة السياسية المصرية التي رفضت كافة المحاولات الرامية للتهجير لسكان غزة مع التأكيد على أن محاولات التهجير إلى سيناء هي خط أحمر لن تقبل الدولة المصرية ومؤسساتها بتجاوزه، وهو الموقف الذي نال دعمًا شعبيًا من مختلف الأطياف السياسية في المجتمع المصري.
بلورت القيادة المصرية رؤية ومشروعًا متكاملًا يستند إلى مبدأ إعادة إعمار القطاع دون تهجير سكانه، على أن يطرح هذا المشروع في القمة العربية الطارئة التي ستعقد في القاهرة في الرابع من مارس المقبل، ليحصل على الدعم الجماعي العربي.
ثمن المشاركون الدور الأمريكي وجهوده الحثيثة في التوصل لوقف إطلاق النار في غزة، وأعربوا عن تطلعهم إلى دور قيادي أمريكي في عملية السلام في الشرق الأوسط، وأهمية تثبيت اتفاق وقف إطلاق النار.