قناع الخوف علي المصلحة العامة..وجوه كاذبة خدعت الناس لتحقيق «مكانة جماهيرية»

 

محمد عادل حبيب

لقد عانى المجتمع منذ الأزل ولا يزال يعاني من هذه المظاهر الخادعة، ومن هذه الوجوه المقنعة بسمات الخوف علي المصلحةالعامه، تلك الوجوه التي خدعت الناس تارة لتستولي على ثقتهم واحترامهم وبالتالي الوصول إلى تحقيق مكانة جماهيرية مؤثرة، توصلهم إلى أهداف متعددة، بوسائل خش وخداع بأنهم هم اللذين يخافون علي المصلحة العامة وهم الأكثر قلبا عليها وهم في الحقيقة لهم غرض يردون الوصول اليه..

فمن أجل الوجاهة الاجتماعية يظهر لنا هذا النفاق الاجتماعي للأغراض والمنافع الذاتية، وبالتالي يفسح المجال للمنافقون ان يتبوؤا المكانة القريبة من الأعضاء او المسؤولين.

ويصبح المخلصون العاملون الجادون، الذين لا يجيدون العزف على وتر النفاق، نجدهم في الصفوف الخلفية لا نصيب لهم في شئ، لأن النفاق الإجتماعي أصبح أحد المؤهلات الضرورية للوصول إلى المناصب، والتقرب من الأعضاء والمسؤولين، ومن لا يجيد هذا النوع من النفاق لا مكان له إلا في ذيل القائمة.

وبذلك أصبح المتملقون والمنافقون هم أصحاب المكانة القريبة من الأعضاء والمسؤولين،وهم أيضا اللذين يتظهرون بالخوف علي المصلحة العامة، وأصبح المخلصون العاملون الجادون، الذين لا يجيدون العزف على وتر النفاق، ولا يحسنون النفاق السياسي أصبحوا لا نصيب لهم، لأن بعض المنافقون يجاملون على حساب المصلحة العامة.

فقد اصبح النفاق الاجتماعي أحد المؤهلات الضرورية للوصول إلى المناصب، والتقرب من الأعضاء وغيرهم من المسؤولين، ومن لا يجيد هذا النوع من النفاق لا مكان له إلا في ذيل القائمة، لأن المنافق الاجتماعي يتلونون حسب الطلب، فيقابل هؤلاء بوجه، واولئك بوجه آخر، وقد ذم الإسلام ذا الوجهين، عن أبي هريرة أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «إن شر الناس ذو الوجهين الذي يأتي هؤلاء بوجه وهؤلاء بوجه آخر».

فإن مسؤولي وشخصيات النفاق الاجتماعي لا يعيرون اهتماما لأصحاب الكفاءات، وإنما يعتمدون على من ينافقهم، ما يؤدي إلى خلل اجتماعي ويجعل المواطن محملا بالحقد، وفاقد ولائه وانتمائه للقرية، ما يتسبب في إحداث ازدواجية في التفكير، بسبب أن جميع المصالح العامة تفضل المنافق والمتملق للمناصب القيادية فيها، ما يؤدي إلى تفاقم الأزمات الاجتماعية والسياسية.

يجب على المخلصين والشرفاء تعرية المنافقين، والتصدي لظاهرة النفاق الإجتماعي، فالذين يبالغون في المديح بالباطل من أجل الوصول الي المصالح الشخصية، وقد يبالغون في المدح إلى حد الإطراء، فيصنع هؤلاء المنافقون طغاة يذلون الناس ويستعبدونهم، ونتيجة لتزييف الحقائق تنزلق القرية في الفوضي والتمزق وانهيار المصالح الحكومية بها.

فهولاء المنافقين هم اداة الفرقة والتشرذم وتقسيم القرية، واصطناع الحدود والفواصل النفسية بين ابناء القرية.

Related posts

Leave a Comment