كتب أحمد أسامة
حالة من التنديد والسخط الشعبي خلفتها عملية تسليم أبو عجيلة مسعود في ليبيا وزادت من حدتها كلمة رئيس حكومة تصريف الأعمال عبد الحميد الدبيبة، التي جاءت عشوائية وممتزجة بمبررات واهية لا تتناسب وحجم القضية، وحملت استهانة بمشاعر الشعب وكرامته.
واشارت وسائل اعلام ليبية الي فشل الدبيبة في محاولته لاستمالة الشارع الليبي عبر إرسال تطمينات بأن مسار التعويضات ومسؤولية الدولة الليبية عن الحادثة قد أغلق وكلمته أمام الشعب أراد منها أن ترفع السقف وتفتح النار على من انتقدوه.
اشارت التقارير انه على عكس ما توقع فريقه المساعد لم يستطع خطابه امتصاص غضب الشارع، بل زاده اشتعالًا.
وفي تغيير مثير للسخط في مسار الأحداث بعد إعادة فتح الدبيبة لملف لوكربي وتسليمه ابوعجيلة مسعود للولايات المتحدة، تفجرت انباء عن اجتماع ضم ذوي ضحايا الجيش الايرلندي طالبوا من خلاله حكومتهم بمقاضاة ليبيا في حادث هجوم هارودز الذي وقع منذ 39 سنة بالإضافة إلى مطالبتها بصرف تعويضات لهم لاتهامهم النظام السابق بضلوعه في الحادث.
وفي تعليقه على البيان قال المحلل السياسي، محمد الباروني، أن “الدبيبة فتح بابًا جديدًا وخطيرًا على البلاد، ومع مرور الأيام ستتهافت مطالب الدول بالحصول على تعويضات، بقضايا لم تمت بليبيا بصلة، لأن ما فعله الدبيبة يعطي إشارة للعالم بأن هذه الحكومة همها الأول والأخير هو السلطة، وبأنها حكومة ساذجة.
ومن جهتها قالت عضو مجلس الدولة الاستشاري وعضو المؤتمر العام منذ عام 2012 نعيمة الحامي إن “العالم لم يصل حتى الآن إلى تعريف للإرهاب ولا أعلم على ماذا استند عبد الحميد الدبيبة ليصف المريمي بالإرهابي.
الحامي تسائلت في تصريحات صحفية نقلتها قناة “ليبيا الحدث”، “كيف يتم بيع أبناء ليبيا بكل بساطة بغض النظر عن توجهاتهم وخلفياتهم”، مشيرةً إلى أن القانون الليبي والاتفاقيات والقوانين المنظمة تقول إنه من المفترض أن يحاكم المريمي في ليبيا.
وتابعت: “الدبيبة يقول إن المريمي مجرم ومتهم وإرهابي، والمتهم بريء حتى تثبت إدانته، ونتساءل عن الصفقة التي باع بها الدبيبة المريمي وليبيا”.
ولفتت إلى أن اعتراف الدبيبة بتسليم المريمي أثبت بأنه وحكومته يبيعون ليبيا كلها وليس المريمي فقط، وإلى ان الدبيبة اتهم المريمي بأنه يحمل جنسية تونسية وهو لديه جنسية أخرى وأغلب وزرائه يحملون جنسيات أخرى.
وفي الختام نوهت إلى أن الدبيبة يصف المريمي بأنه من أنصار النظام السابق والدبيبة من مؤيدي هذا النظام أصلاً.