الدبيبة ورحلة الحصول على الدعم الغربي للاستمرار في منصبه بليبيا

كتب أحمد أسامة
لم يكتف رئيس الحكومة المنتهية الصلاحية عبد الحميد الدبيبة، بتوقيعه اتفاقيات تعاون اقتصادية وعسكرية مع الحكومة التركية لدعم استمراره بالسلطة، بل قام بتسليم القطاع النفطي للشركات التركية التي بموجب الاتفاقيات تستطيع البحث والتنقيب عن النفط والغاز في ليبيا، ليقوم منتصف الشهر الماضي باختطاف المواطن الليبي، ابوعجيلة مسعود المريمي من منزله وتسليمه للولايات المتحدة الأمريكية، الأمر الذي قوبل باستياء واسع وضجة وغضب في الداخل الليبي.
تسليم المريمي المتهم في قضية لوكربي، كانت الشرارة الأخيرة التي انتفض بعدها الشعب الليبي على التجاوزات الكبيرة والمعيبة التي يقوم بها رئيس الحكومة لصالح استمراره في السلطة، الأمر الذي لم يعد مقبولاً، خصوصًا وأن سيادة البلاد وثرواتها تنهب ببساطة ليستطيع الدبيبة تحقيق مسعاه في السلطة.
يأتي هذا بعد أن ضيق مجلسي النواب والدولة الخناق على حكومة عبد الحميد الدبيبة، وكانوا بصدد تنحيته بشكل كامل عن السلطة، إلا أن لعبة الدبيبة الاخيرة حصل من خلالها على دعم الولايات المتحدة الأمريكية، التي خرج ممثليها وساستها بتصريات جميعها تفيد بأن “ليبيا ليست بحاجة لحكومة انتقالية جديدة”، وهو ما أثبت بأن صفقة تسليم ابوعجيلة المريمي هدفها الرئيسي كسب ود ورضا واشنطن.
واتفق معظم المحللين السياسيين وغيرهم من النشطاء والساسة على أن صفقة الدبيبة “المعيبة” تصب في مصلحته الشخصية فقط، وبأنه سيجني منها أموالًا ليبية مجمدة وفترة حكم أطول.
حيث قال الباحث الاستراتيجي الليبي فرج زيدان: “الحصول على أموال القذافي المخفية وراء ترحيل أبو عجيلة إلى أميركا، هذه الأموال تقدر بـ74 مليار دولار، تكفي لإعادة إعمار البلاد وتأمين الكهرباء وجعم القطاع الصحي”.
مضيفًا: “حكومة الفساد واختلاس الأموال، وهو وصف نابع عن نتائج تقارير ديوان المحاسبة، لن تلبث حتى تسرق كل هذه الأموال المجمدة دون أي تغيير يذكر في البلاد”.
وبالفعل بعد أن خرج الدبيبة بخطابه المعيب للشعب الليبي، الذي أعلن فيه مسؤوليته عن تسليم أبو عجيلة المريمي، سارع وزير الدولة في حكومته وليد اللافي بالحديث عن الـ74 مليار دولار، قائلاً: “نجحنا في صفقة المتهم في قضية لوكربي لأجل انتصار العدالة، وتسليم أبوعجيلة مسعود سيعيد للدولة الليبية مبلغ 74 مليار دولار مجمدة في أمريكا”.
وفي السياق تجدر الإشارة إلى أن رئيس مجلس النواب، المستشار ” عقيلة صالح “، بحث مؤخرًا مع ممثلي منظمات واتحادات وروابط شبابية بمنطقة الجبل الأخضر ومناطق متفرقة من ليبيا «الوصول بالبلاد إلى مرحلة الاستقرار عبر إجراء الانتخابات البرلمانية والرئاسية».
وبحسب منشور للمتحدث الإعلامي باسم مجلس النواب “عبدالله بليحق ” عبر صفحته الرسمية على فيسبوك قال فيه : أكد ممثلي الاتحادات والروابط خلال اللقاء الذي عٌقد بمكتب عقيلة في القبة، «دعمهم للتغيير من خلال الانتقال السلمي للسلطة وتحقيق إرادة الشعب الليبي عبر صندوق الانتخابات»، فضلا عن «رفضهم للتدخلات الخارجية في البلاد»، وتنديدهم بتسليم المواطن الليبي أبوعجيلة مسعود المريمي إلى الولايات المتحدة بدعوى تورطه في قضية «لوكربي»، وفق البيان الصادر عن بليحق.

Related posts

Leave a Comment