كتب :وائل دياب
حاولَ الإنسانُ منذُ العصور القديمة فهم وتفسير السّلوك الانساني؛ حيث اهتمّ الفلاسفة القُدماء بدِراسة النّفس البشريّة، ووضعوا الكثير من النظريّات الفلسفيّة لتَفسير السلوك؛ حيث قُسّم الوجود الإنساني إلى جسدٍ ماديّ، وروح غير ماديّة وغير ملموسة
وغيرها الكثير من الآراء التي رفضها علمُ النفس الحديث. مَرّ علمُ النفس بالكثير من المَراحل التطوّرية حتّى وصل إلى صورته الحالية؛ حيث استقلّ بشكلٍ تام عن العلوم الفلسفيّة عام 1879على يد العالم الألماني فونت الذي اعتُبر الأب الروحي لعلم النفس، وكان هو من أنشأ أوّل مُختبرٍ سيكولوجيّ نفسي
كما ساهم فونت بوضع المبادئ الأساسيّة الدراسيّة للسلوك الإنساني، وتنوّعَت بعدها الدّراسات والاتّجاهات التي تبنّاها عُلماء النفس المُجدّدون، فتشعّبت بذلك هذه الدراسات والمدارس النفسيّة باختلافِ آراء علمائِها واتّجاهاتهم.
تعريف علم النفس من المُمكن تَعريف علم النفس على أنّه العِلم الذي يهتمّ بِدِراسة السّلوك الإنساني بمَفهومِه الشّامل في كافّة المَواقف الحياتيّة، والعمليّات العقليّة، والانفعاليّة والشعوريّة
أمّا السلوك فيشمل جميع الأوجه النشاطيّة للفرد أثناء تَفاعُله مع بيئته، من خلالِ التّعديلات التي يُجريها عليها مهما كانت بَسيطةً لجَعلها أكثر تَلاؤماً وتَناسُباً، بالإضافة إلى النّشاطات الذاتية التي يُمارسها الفرد حتى يكون أكثر تكيّفاً، وبالتالي تحقيقُ أكبر قدرٍ مُمكن من التوافق النفسي والاجتماعي
وبِذلك فإنّ السّلوكَ يَظهر على شكلين، إمّا سلوك خارجي تفاعلي من المُمكن أن يتمّ إدراكه ومُلاحظته من قبل الآخرين، وإمّا سلوك داخلي غير مادّي