بقلم / د . ميادة عبدالعال
الإعلام بوسائله المتعددة المقروءة والمسموعة والمرئية مرآة لأي مجتمع حيث تستطيع تلك الوسائل أن تعكس لنا نبض المجتمع فليس كل ما تذيعه وسائل الإعلام يعبر بالضرورة عن آرائها أو فيها روح الحيادية.
حتى وسائل الإعلام الكبرى والعالمية ذات المصداقية ، والتي تعد بالنسبة للكثير من المؤرخين مصدراً مهماً من مصادر استقاء الخبر، تقع في بعض الأحيان في فخ تلك التناقضات ولا تستطيع النأي بنفسها عن اتخاذ جانب سياسي ضد آخر أو الوقوف بجانب تيار ضد آخر، والتالي تقدم لنا الحدث بطريقة تتناسب مع مصالح مموليها وبالتالي خالية من الحيادية والمصداقية التي نتوخاها منها.
فمهما اختلف المستوى العلمي والفكري والثقافي في المجتمع، فإن الكل تحت تخدير تلك الوسائل، فالإعلام سلاح ذو حدين، إما أن يبني ويرتقي بالفرد والمجتمع أو يضلل الفرد والمجتمع ويرسخ القيم غير المرغوبة، حيث يحمل الإعلام على عاتقه الأمور الاقتصادية والاجتماعية والمعرفية .
قد نجد أثر التأثير السلبي لوسائل الإعلام في تدهور مستويات الذوق العام، وأحياناً يتدنى المستوى الأخلاقي والإسفاف، فيكون بذلك الإعلام وسيلة تضليل غير هادفة في نشر الوعي في المجتمع.لوسائل الإعلام التي لاتزال فرض هيمنتها على الوسائل الأخرى .
ناهيك عن استحالة متابعة كل ما تبثه والتثبُّت من صحته ، أضافة إلى ارتفاع منسوب الكذب والتضليل في المادة الإعلامية ، أن مصداقية وسائل الإعلام تتكون من مجموعة من الآليات التي تعمل معاً للوصول لثقة الجمهور وتتنوع هذه الآليات ما بين الحيادية والموضوعية وعرض جميع جوانب الموضوع وكفاءة القائم بالاتصال ، فكلما شعر الجمهور أن وسائل الإعلام أمينة فيما تقدمه له من أحداث وتلتزم بالمعايير المهنية وكلما شعر بتميز أداء القائم بالإتصال داخلها كلما زادت تقييماته لمصداقية تلك الوسائل.