روعة محسن الدندن /سوريا
………
المقالة، فن نثري يعرض فيه الكاتب فكرةً أو قضيةً معينةً،بطريقةٍ منظمة وشيّقة، ويكون حجم المقالة محدوداً لايتجاوز بضع صفحات، لذلك يقتصرُ الكاتب على عرض فكرة الموضوع فقط، دون التطرق لتفصيلات ثانوية، اضافةً الى ان باستطاعته تناول اي موضوع فيها، سواءً سياسياً كان ام دينياً ام اقتصادياً أم اجتماعياً،ام غير ذلك.
هذه المقالة بشكل عام، اما المقالة الادبية فهذا ماسيتم الحوار حولها مع الناقد والشاعر العراقي المعروف، حسين عوفي، فاهلاً به وبكم متابعي برنامجنا لهذا اليوم في واحة التجديد الادبية.
نبدأ حوارنا مع ملك القوافي الدكتور حسين عوفي
س /1..ماهي المقالة الأدبية؟
ج:
شكل من اشكال المقال، لمعالجة موضوع ادبي وفني محدد، يتم خلاله ابراز القيم الجمالية والفنية لذات الموضوع… مع عدم توفر شرط مطابقة الواقع لما يتم وصفه وفق خيال، الكاتب، اي عدم النظر، للموضوعية …وذلك لان الإنزياح هو مايتم التركيز عليه وبشكل اكبر، حيث يعطى لعناصر الخيال، والتشبيه، والتصوير بلغة ادبية عميقة الافكار وتصاعد ادائها بمفردات مثقلة ومحملة بالإيحاء وفصاحة وجزالة التعبير، وعلى كاتب المقالة الإبتعاد قدر الإمكان عن الالفاظ الغير مأنوسة بحجة الجزالة، بل الاتيان بلفظة مفهومة ومستساغة ومتداولة.
س 2ـومارأيك في المقالات التي يستخدم بها الكاتب دمج العلوم من خلال تناوله للفكرةكالفيزياء او التاريخ وغيرها؟
قلت في بداية الموضوع، يحدد الكاتب موضوعه، علميا، تاريخياً،سياسيا، اجتماعيا، وكي يكون متكاملا، لابد وان يحتاج علم من العلوم لدعم ماعرضه من افكار
س 3ـ وماذا ايضا على كاتب المقالة الادبية ان يقوم به بعد مابينته اعلاه؟
ج/عليه ترتيب أفكاره، وطرح الفكرة ،والتمهيد لكل فكرة تعقبها ليشكل ترابطاً على شكل، سلسلة لايمكن ان تنفصم إحداها السابقة عن اللاحقة، وعليه ان يتقيد بعدد كلماته او صفحاته بشكل اقتصادي دون المساس بفقدان واحدة من المعايير اعلاه.
خاصة لو رغب بنشرها في الصحف والمجلات والمواقع الادبية.
س 4
يعني من الاصح لكاتب المقالة البساطة في القول
والتوضيح ويكون ذلك بعكس الومضات والشعر؟
ج/اختيار مفردات مأنوسة ومستساغة وغير قاموسية أو أعجمية
س5
لكل جنس ادبي لابد من عناصر او معايير تميزه عن جنس ادبي، آخر، فهل المقالة الادبية لها عناصرها، الخاصة بها.؟
ج/.. نعم بالتأكيد، ولابد من ذلك، ولكي نكون دقيقين اوضح عناصر المقالة الادبية، وكما يلي:
*.المقدمة:واقصد من المقدمة البوابة او المدخل التمهيدي للولوج الموضوع، الذي حدده، الكاتب، وفيها يجب ان تكون، مناسبة مع افكار المقالة.
*.العَرض:لكل كاتب طريقته واسلوبه في عرض قضيته او افكاره، ومهما اختلفت الأساليب، بين كاتب وآخر، لكنها في المحصلة يجب، ان تكون بشكل متسلسل متناسق ومرتب.
*.الخاتمة:
نستطيع القول انها خلاصة الموضوع الذي عرضه الكاتب، وقد يكون اقرب الى النتائج التي توصل، لها الكاتب.
إلى هنا ينتهي حوارنا عن المقالة الأدبية
وإلى اللقاء في حوار جديد عن الأجناس الأدبية الآخرى
تحياتنا للجميع