“الصدمة”…

روعة محسن الدندن/سورية
الصدمة ربما تكون خيبة أو مصيبة بفقدان غالي أو فشل أو ربما غدر
يتأثر الناس بها حسب شخصيتهم وقوتها أو ضعفها أو ربما حسب شفافيتها ورقتها
وبداية تلقي هذه الصدمة تكون في أشدها وخاصة إذا لم تتوقعها ربما في زمن حدوثها أو من شخص معين إذا كانت خيبات
مراحلها الأولى التي تأتي في البداية من نكران للحقيقة ورفضها وعدم القدرة على البكاء هذه أخطر وأقسى المراحل
كموت قريب لنا مثلا وفي حال دخولنا بعدم التصديق ونكران للواقع يجعل من الكثيرين لدخول حالة مرضية نفسية لا يدركها هو وتترجم من خلال أفعاله وتصرفاته
كرفضه التخلي عن ثياب من تم فقدانه أو التخيل بوجوده وأنه يحدثه ويراه ورفضه للواقع بأن هذا الشخص غادره
وعند لحظة الحقيقة التي تصيبه بنوع أخر من الصدمة وكشفه لهذه الحقيقة يدخل الشخص في مرحلة البكاء الشديد وربما أحيانا لصراخ والبعض يصيبه حالة من الإكتئاب ويدفعه إلى التفكير بالإنتحار
وهذا بسبب قوة الصدمة وضعف في شخصيته المتلقي للصدمة وإهمال المحيطين به يجعله أكثر عرضه لأمراض النفسية التي ستنتج عنها وأحيانا ضعف إيمانه هو السبب
وعلاج هذه الحالات يكون صعبا لأن الوجع والمرض النفسي أشد قسوة وأكثر صعوبة للعلاج
والكثير لا يدرك ذلك ويعتبر أي مرض نفسي هو نوع من الجنون وحتى فكرة المراجعة لمرشد نفسي أو طبيب تكون مرفوضة لأن كلمة دكتور نفسي اقترنت بعلاج الجنون وهذا للعامة ولا يتم شرح فكرة العلاج النفسي
الكثير يحمل داخله ذكريات وربما صدمات أو ظلم وغير ذلك مما يسبب أحيانا الأمراض النفسية ويحملها الشخص دون أن يدرك هو أو من حوله أنه تعرض لمرض نفسي والبعض لا يشكل خطرا لأنه كما نقول معقد ويظهر هذا من ردات فعله
وخاصة إذا واجه ما يخشاه
وهذا أيضا يحمله الفكر الإرهابي والذين يقومون بالقتل
لو بحثت في داخلهم أو عن ماضيهم لوجدت أنهم تعرضوا للقهر والظلم وهم يقومون بنفس الفعل
وأما من امتلك القوة النفسية يتجاوز الصدمات سريعا
لتكون له دفعة للأمام أو درسا يتعلم منه
وكلما وسع الإنسان مدركات عقله وتقبل واقعه كان هو الطبيب لنفسه والمرشد لها

Related posts