دور مواقع التواصل الاجتماعي في الاٍرهاب الالكتروني

بقلم / الخبير فى الجرائم الالكترونية  د.طارق جمعة 
شبكات التواصل الاجتماعي هي شبكات تفاعلية تتيح لمستخدميها التواصل في أي وقت وفي أي مكان من العالم ويتسم هذا العصر بثورة هائلة في وسائل الاتصال الحديث التي تستخدمها التنظيمات الإرهابية ويعد من أبرز مواقع التواصل التي تستخدمها عناصر تلك التنظيمات (فيسبوك – تويتر– انستجرام– الواتس آب) وتتسم شبكات التواصل الاجتماعي بأنها شبكات عالمية كونها متاحة للجميع وبالمجان وتتميز بتكوين مجتمعات افتراضية جمعت بين النص المكتوب والمقطع المرئي وساعد ذلك في تحويل المستخدم لها من متلقي للمعلومات إلى منتج للمعلومات ومشارك فيها • مميزات مواقع التواصل الاجتماعي • تقليل العبء المادي الاعتماد على آليه منخفضة التكاليف يتيح نشر المعلومات عن التنظيمات وكيفية التواصل مع أعضائها إلى جانب تدفق المعلومات وتسهيل مهمة وتكلفة تجنيد الأعضاء الجدد في التنظيم. • تعزيز الهوية تدعم تلك المواقع وجود هوية جماعية ووجود انتماء بين أفراد المجموعة الواحدة على ضوء ارتباط تلك الأفراد بقضية واحدة وهدف مشترك. • مجتمعات افتراضية من خلال تواجد أعضاء تلك التنظيمات على مواقع التواصل يتشارك أعضائها في المبادئ والأفكار والمرجعيات الفقهية التي يستند إليها التنظيم. وتتيح تأسيس علاقات واسعة وتمكن من علاقات مباشرة وقوية على الرغم من بعد المسافات الجغرافية. • البعد عن سيادة الدولة وسائل التواصل الاجتماعي متاحة للجميع وهناك صعوبة في السيطرة عليها من قبل الأجهزة الأمنية إضافة الى قدرة تلك التنظيمات على التحايل على المراقبة الأمنية وفتح حسابات ومواقع أخرى بسهولة. • منصات إعلامية توفر مواقع التواصل لهذه التنظيمات منصات إعلامية للدعاية لأنشطتها وأفكارها كما تساعد في حربها النفسية ضد الدول والتنظيمات الأخرى. إضافة إلى إمكانية نشر المقاطع المرئية التي تدعم أفكار ورؤية التنظيم. • أسباب استخدام مواقع التواصل الاجتماعي من قبل التنظيمات الارهابية • سهولة التنسيق يعتبر (تويتر) أحد أهم وسائل التواصل الاجتماعي التي تستخدم التفاعل والتنسيق أثناء أعداد وتنفيذ العمليات الإرهابية. وتكمن الميزة الأساسية في كونه يوفر مجتمعات افتراضية تتكون بشكل تلقائي خلال الاحداث وهو ما تستفيد منه تلك المنظمات الإرهابية. • تجنيد ونشر الافكار يعتبر(فيسبوك) من أكثر مواقع التواصل استخداماً في تجنيد العناصر المتطرفة.. وغالياً ما تقوم تلك التنظيمات بأنشاء (group) لاجتذاب المتعاطفين فكرياً معاً.. حيث تركز المجموعة في طرح موضوعات أنسانية بالأساس كدعم القضية الفلسطينية أوالأسلام بصفة عامة ومع زيادة أعضاء تلك المجموعة يتم وضع المواد والأفكار الجهادية تدريجياً.. ثم بعد ذلك يتم توجيه أعضاء المجموعة ألي المواقع أو المنتديات المرتبطة بتلك التنظيمات. • ساحة افتراضية للتدريب يستخدم (يوتيوب) بصورة أساسية من جانب الجماعات الجهادية بهدف التدريب فالوظيفة الأساسية للموقع هي استضافة الفيديوهات التي يتم تحميلها على الموقع إذ يمكن تحميل فيديو لكيفية تصنيع قنبلة أو عبوه متفجرة ويمكن تحقيق نسب مشاهدة عالية قبل أن يتم حذفه من قبل إدارة الموقع. • الدعم المعنوي شهدت بعض مواقع التواصل الاجتماعي تدشين صفحات باسم (التبعية الافتراضية لدعم تنظيم داعش) ولاقت متابعة وقبولاً كبيراً خاصة من عناصر السلفية الجهادية وجاء ذلك على أثر أعلان الناطق باسم التنظيم عن تأسيس دولة الخلافة في المناطق الخاضعة لسيطرة التنظيم بسوريا والعراق أسهم ذلك الأمر بشكل إيجابي في انتشار التنظيم وتوسيع قاعدة مؤيديه عبر العالم الافتراضي. • الشرعية تسعى التنظيمات الجهادية من خلال مواقع التواصل الاجتماعي إضفاء الصبغة الشرعية لجماعتها المسلحة مثل بقية الاجنحة السياسية الأخرى في المجتمع حيث تمكنهم تلك المواقع من التعبير عن وجهة نظرهم استنادا إلى مرجعيتهم الفقهية أو أسانيد فتواهم الجهادية. • الفئات المستهدفة من التنظيمات الجهادية • الفئة الأولى المتعاطفة مع الفكر الإرهابي وغالبيتهم من الشباب المتصفح لشبكة الانترنت ومواقع التواصل الاجتماعي. • الفئة الثانية الرأي العام .. من أجل تأكيد تفوق تلك التنظيمات إما بغرض التخويف من المواجهة مع الأنظمة الحاكمة أو بغرض الحشد والتأييد والقناعة بالأفكار والمنهج. • الفئة الثالثة الخصوم من أجهزة الدولة ومؤسساتها وذلك بهدف إضعاف موقفهم والتأثير على هيبتهم وإظهارهم بمظهر العاجز عن مواجهة نجاح العمليات الإرهابية عقب عرض تلك العمليات على شبكة الأنترنت ومواقع التواصل وإبراز نجاح مراحل التنفيذ. • أبرز معوقات رصد وتحليل مواقع التواصل الاجتماعي • غالبية السيرفرات التابعة لمواقع التواصل الاجتماعي تتواجد خارج سيطرة الدول العربية وتحت سيطرة الولايات المتحدة. • صعوبة التعاون الأمني حيث أن الحصول على معلومات عن أي حساب مشبوه في مواقع التواصل يتطلب أمر قضائي يتسم بالتعقيد في إجراءات الإنابة القضائية والتعاون الدولي. • مواقع التنظيمات المتطرفة على شبكة الانترنت مستضافه لدى شركات استضافة أمريكية ولا سيطرة عربية عليها. • حجب مواقع الأنترنت يضطر غالبية المستخدمين لاستخدام عمليات تجاوز الرقابة مما يعقد من عملية حصر وتتبع المشتبه بهم .. وتتوافر طرق بديله وأدوات لتجاوز الحجب مما يفقد غايته. • أساليب مقترحه لتعزيز الرقابة على متصفحي مواقع الانترنت • أتاحه أضافة في المتصفحات للتبليغ عن أي نشاط غير مشروع من قبل زوار مواقع التواصل الاجتماعي. • استخدام برامج التحليل والرقابة لدى مزودي خدمة الانترنت بإشراف الأجهزة الأمنية لكشف الأنشطة غير المشروعة. • استخدام الثغرات الأمنية غير المكتشفة في تتبع نشاط عناصر تلك التنظيمات على شبكة الانترنت. • تعزيز مبدأ ومنهجية أمن المعلومات من خلال أدلة التوعية في محاولة للحد من جرائم انتحال الهوية. • توثيق هوية مستخدمي شبكة الانترنت. [email protected]

 
 
 

Related posts

Leave a Comment