ومَـاذا بَعـد يا فلسطيـن

 

بقلم / نـــور علم الدين

لقد بدأت ملامِحُنا تتحدث عن التعب الذي نحملهُ بداخلنا من كل المشاهد التي نراها ، فباتت الليالي جميعُها تؤلمُنا حتيّ صِرنا نَشعُر فيه بأن قفصنا الصدريّ لا يسع قلوبنا مِن شِدة خفقاتهِ ..

فما ذنب هؤلاء الأطفال الذين كانوا ينتظروا النور في نهاية النفق ماذا لو ؟! كانوا يعلمون أن هذه هي حياتِهم الأبدية وأن النفق لا نهاية له إلا القبر ..

فما ذَنب مَن مَات بلا حياة ، و لِما يطير مقصوص الجِناح ، نعم إنه إرتقيَّ إلي العُلا رافعًا السبابه ..
فاللهم قد سلَّمُوا أنفسهم لمشيئتك و لا ردًا لقضائِك ..

فنحن نُريد أن نعتذر لهم لأننا بخير رغم ما أصابهم هو أيضا أصابنا فنحن لسِنا بخير ، فقد نخجل منكم أن نضحك وأنتم تنزفون دماءًا ، و نتوجع عليكم حياءًا منكم لعجزِنا و رخَائِنا ونخجل حين نضم أبنائِنا إلي أحضانِنا وأبنائِكم ممزقون تحت الأنقاض ، عادات نفعلها ونُشاهِدكم أمام أعيُنِنا ( نتوجع لحُزنكم ونحن بالرَّاحة ننعمُ ) وها نحن نموت مكبلين بصمتٍ لاذع في قلوبنا غِصة تَخفيّ عن الناس ولا تَخفيّ عليك يا الله ..

فاللهم إخمد الحُزن الذي فينا مع كل ضربة تُطال أهلنا هُنـاك ، فنحن نتوجع ونتألم ونبكي خلف الشاشات فماذا بهم وهم أهلِها ؟!
فا آه و آه علي مانراهُ .
ولاندري نرثيكم أم نرثي أنفُسنا ، فشُهداؤكم أحياء عند الله يرزقون ينعمون بما لاعينً رآت ولا أذنً سمعت ولا خطر علي قلب بشر .. أما نحن .. فماذا نحن .. وما نحن .. وأين نحن من هؤلاء .. نحن لا وجود لنا منكم ..
نحن نعيش حياةٍ عبثيهٍ لا قضية لنا سِوىٰ لُقمة العيش ، والصراعات السخيفة بعضِنا لبعض ..
وأنتم تريدون العيش ذاتهِ .. فعلىٰ أيُهما نحزن ونبكي ، فمهما بكينا نعلم أن الدموع لا تَسترد المفقودين ولا تُحرر أراضيكم ..
فأنتم نفوس مهما إستقويَت عليها النكبات نادوا ” الله أكبر .. الله أكبر ” لِتُزيل عنهم الشِتات .. ثابتون .. راسخون .. فمنهم من علاَّ ومنهم من بقىٰ وأبقىٰ معهُ روح الإنتقام لأرضهِ وأهلهِ ، فنادىٰ .. إما النصر أو الإستشهاد ، كانوا ولازالوا صرخة قلبٍ واحدٍ جعلتهُم قاسمين بالله أن لا عودة ولا فُرقة عن أرضهم إلىٰ الممات …
فالمُخزي أن العالم لم يتحطم بواسطة الأعداء بل بواسطة مَن يشاهدونهم دون أن يفعلوا شيئًا ، فيا أيُها الموجوع الممزق صبرًا فإن بعد العُسر يُسرا ..
فإطمإن وثِق بالله بأن البوصلة لا تُخطئ الطريق وسيصل المؤشر بيومٍ إلىٰ فلسطين ..

فلكم منا ألف سلام عسيّ أن يصل للأرض السلام السلام وذلك وعد قد أُوتيتموه ووعد الله لا يخلف الله وعده ، فأيقنوا أن النصر قريب وبقدر البلاء يكون الأجر ..

وما أنا بأهلٍ للنُصح وما أنتم بحاجة للتثبيت فإنكم أهلهِ ، وعسانا نُجزىٰ علي ما أصابكم ..
وأخيرًا ..
كل مافينا من جوارح لا تُطَيب إلا جُواركم .. ولا تطيب إلا بقولهِ تعالي ..
{أم حسبتم أن تدخلوا الجنة ولما يأتكم مثل الذين خلوا من قبلكم مستهم البأساء والضراء وزلزلوا حتى يقول الرسول والذين آمنوا معه متى نصر الله ألا إن نصر الله قريب} ( سورة البقرة 214 ) ..
ولكم منا دائمًا الدعاء .. فلقد سمعّ الله لِمن دَعىٰ ..

Related posts

Leave a Comment