حكايتي مع بنت البواب: يكتبها عبد العاطي محمد

 

أحبها بجنون وكانت تسكن خياله ويري طيفها امامه وكانها تعيش معه اراد الارتباط بها لتكتمل سعادته لكن القدر حرمها منه وارتبطت بآخر تتحول حياته الي عذاب لكنه مع الوقت لم يرفع رايه الاستسلام وتغلب علي ما اصابه من الم وقرر العبور الي مستقبل أفضل بترك عمله بالشركة التي تعمل بها محبوبته .. محمد كان يعمل مهندسا باحدي الشركات ولفت انتباهه حسن خلق وانضباط زميلته المهندسه شادية كان يراها فتاه احلامه التي يبحث عنها وكانت نظراته لها تحمل كل الحب لدرجه انها شعرت بذلك ولم يكن امامه سوي مصارحتها بحبه الجارف لترد عليه بابتسامه جميله تحمل الرد ليدق قلبه فرحا ويعزف اجمل سيموفونية حب لها.

محمد طلب من زميلته شادية ان يطلبها من اسرتها وانه جاهز لكنها طلبت منه بعض الوقت لابلاغ اسرتها وكانت نظرات الحب تجعمهمافي كل لقاء لدرجه انه عندما كانت تتغيب عن العمل يبقي هو الاخر بمنزله وبعد عام من الحب كانت الصدمة التي هزت قلب محمد عندما فوجئ بزميلته التي احبها تضع كارت علي مكتبه وعندما سألها عن محتواه ابلغته مبتسمه كارت عقد القران لم يصدق محمد ونزل عليه كلامها كالصاعقة وظهرت دموع الحزن في عيناه وخرج بسرعة من الشركة والتزم منزله واغلق هاتفه وبعد ثلاثه اشهر توجه الي الشركه وكانت حالته غير طبيعية وتقابل مع مدير الشركة الذي كان يعرف حكايته مع شاديه وابلغه انه رفض فصله لظروفه النفسية وما كان من محمد الا الاصرار علي ترك عمله بالشركة وقدم استقالتة رغم عرض المدير عليه نقله الي فرع اخر.. محمدتوجه الي منزله وكانت حالته النفسية سيئة وعاود غلق هاتفه.

وبعد شهر رن جرس الباب لكنه لم يهتم ومع تكرار رن الجرس اكثر من مرة قام من سريرة وفتح الباب واذا بابنه البواب انعام الطالبة بكلية الهندسة تحضر له وجبه عشاء من صاحب العمارة بمناسبة تخرج ابنته من كلية الطب.. انعام لاحظت الحزن في عيون محمد ولحيته التي تركها ليتغير شكله فسالته عن سر ذلك لكنه لم يجبها ونهرها.. انعام قامت بترك الوجبه له واثناء النزول من علي السلم أنزلقت قدميها لتسقط من علي الدرجات وتستقر علي بسطة السلم وتصرخ من الالم اسرع محمد بالخروج من شقته وبالنزول علي السلم شاهدها في حالة سيئة وعلي الفور قام بالاتصال بالاسعاف وبعد ربع ساعه حضرت سيارة الاسعاف وتم نقلها للمستشفي وبوصولها تم ادخالها غرفة العمليات وظل منتظرا مع اسرتها قرابة الثلاث ساعات وبعدها كانت الصدمة عندما ابلغهم الطبيب اصابتها بشلل وانها تحتاج لعلاج مكثف عندها بكي محمد فقام والدها بالطبطبة عليه وطالبه بالدعاء لها.
محمد لم يتحمل ان يدخل عليها غرفتها في المستشفي لانه السبب في اصابتها وشعر بالذنب وكان دائم التواجد بالمستشفي للاطمئنان عليها من بعيد دون ان يراها وعندما ابلغها والدها ان محمد بكي بمجرد معرفته بخبر اصابتها بالشلل وانه لم يغادر المستشفي ويقرأ القران ويتوجه الي الله بالدعاء ان يتم شفائها وتمشي علي قدميها مرة اخري طلبت من والدها احضاره لها لكن محمد رفض وغادر المستشفي عندما علم انها ستخرج بعد ساعات وعاد الي شقته يبكي من الحزن علي ابنه البواب التي ظلمهما وتسبب في شللها.

وبعد اسبوع من خروج انعام من المستشفي كانت تجلس امام غرفه اسرتها بالدور الارضي واثناء نزول محمد قامت بالنداء عليه فالتفت اليها وشاهدت الدموع في عيناه وخرج مسرعا من العمارة دون ان يتحدث معها فارسلت له رساله علي هاتفه ابلغته انها راضية بقضاء الله ومش زعلانه منه وانها تحترمة وتطالبة بان يكون قويا ويعمل من جديد في اي مكان وان حزنها سيكون بسبب سوء حالته وكانت رسالتها دافعا له علي البحث عن عمل في اي شركة وبمجرد دخوله احدي الشركات تقابل مع المدير علي الباب والذي كان يعرفه فقص عليه حكايته وانه يبحث عن عمل فرحب المدير واصدر قرارا بتعينه علي الفور وباجر مضاعف عن اجرة بالشركة التي يعمل بها واستطاع محمد ان يبذل كل الجهد لدرجة نالت اعجاب المدير بعد ان حقق ارباحا للشركة في وقت قياسي وكان يحصل علي مكافات وترقيات مستمرة لدرجة انه اصبح نائبا لمدير الشركة خلال عام.
محمد شعر ان انعام صاحبه الفضل في عودة الروح اليه من جديد وقام بشراء هديه لها وتوجه الي الغرفة التي تقيم بها لتطير من الفرحة بعد ان شاهدت دموع السعادة في وجه محمد وطلب محمد من انعام ان يساعدها في المذاكرة خاصة وانها كانت في السنة النهائية بكلية الهندسة وامام اصراره وافقت.. محمد عشق انعام وشعر انها سر عودة السعادة اليه وبعد تخرجها بتفوق من كلية الهندسة تم تعينها معيدة بالكلية واقام محمد لها حفلا وطلب يدها من والدها الذي وافق علي الفور لكنها رفضت وشعرت انه فعل ذلك جبرا لخاطرها لكنه اقسم علي كتاب الله انه يحبها وسيعود لسيرته الاولي مع الحزن ان لم توافق عندها وافقت وعلت الابتسامة وجهها وتم عقد القران بعد اسبوع والزفاف بعد ثلاثة اشهر.. محمد كانت فرحتة غير عادية بالارتباط بانعام وكانت تشعر بهذا الحب وكان يخدمها بنفسه واشتري بيتا صغيرا اقاما فيه وكان وش الخير مع أول يوم اقامة به حيث انجبت طفلتها ياسمين لتزداد سعادة محمد وشعر كانه يملك الدنيا وكان يخرج ربع راتبه الشهري للايتام وكان ينال منهم الكثير من الدعوات

انعام كانت معيدة متوفقة واستطاعت ان تحصل علي الدكتوراه وتعينها رئيس قسم ثم وكيل للكلية ثم عميدة لتكون اول عميدة من اصحاب الاحتياجات الخاصة ويتم تكريمها في عدة احتفالات وانجبت ثلاثه ابناء غير ياسمين ومحمد كان يحبها بجنون ويخاف عليها من الهوا الطاير لدرجة انها طلبت منه البحث عن خادمة لكنه رفض واصر علي خدمتها بنفسها لتبادله نفس العشق.

محمد اصبح صاحب شركة وحقق نجاحات وارباحا غير مسبوقة واصبح له اسم في السوق والكثير كان يتعاملون معه لامانته واتقانه العمل وفي احد الايام واثناء تواجه بالشركة دخل عليه احد الاشخاص يطلب بناء فيلا له ويعرف من خلال لقائه به انه طبيب جراح مشهور ونجح في معالجة الكثير مما تعرضوا للاصابه بالشلل عندها طار من الفرحة وعرض عليه مشكلة زوجتة فطلب منه احضارها للمستشفي الخاص به وتوجه الي منزله مسرعا وبدخوله احتضن زوجته وتوجه بها للطبيب وبعد جلسات واجراء عملية جراحية كانت المفاجاة عادت انعام تمشي علي قدميها مرة اخري ليقبلها ويقبل يد الطبيب وراسه وتري زوجته دموع الفرح في عيون زوجها محمد ويطير بها الي المنزل ويقيم احتفالية كبيرة في الفيلا الخاصة به ويوجة الدعوة للطبيب واسرتة وكانت المفاجاه اثناء استقبال محمد وزوجته للمدعوين حضور الطبيب ومعه شادية حبه الاول ومعها ولدين لكته لم يهتم بها وتجاهلها وقبل زوجتة لتشعر انعام بانها الوحيدة في قلب محمد.. واثناء الاحتفال شاهد باسم ياسمين ويعرف انها ابنه المهندس محمد فيعجب بها وبعد انتهاء الحفل وهو في طريقة للمنزل ابلغ والدها انه متيم بابنه المهندس محمد وانه احبها من اول نظرة ويوافق والده علي تحقيق رغبته ويتزوج من ياسمين رغم معارضة والدها لكن والدتها هي التي لطفت الجو بعد ان تاكدت من التزام باسم وان والده صاحب الفضل بعد الله في سيرها علي قدميها..و كان شغل محمد الشاغل التركيز في عمله وكانت المفاجاه الساره عندما تم تعيين محمد وزيرا للاسكان وحقق نجاحات كبيرة في مجال عمله وكانت اسرته به سعيدة.
محمد كان ينال حب الجميع في الوزارة وفي احد الايام واثناء زيارته احد مواقع العمل في احدي المحافظات تعرض لازمة قلبية وتم نقلة للمستشفي وعندما علمت زوجتة اسرعت بالتوجة للمستشفي وظلت تبكي وساءت حالتها النفسية عندما علمت ان حالته الصحية خطرة وسيتم اجراء عملية جراحية له عندها لم تتحملها قدميها وظلت تبكي وبجوارها اولادها وبعد خمس ساعات من اجراء العملية خرج الطبيب مبتسما الحمد لله تم اجراء العملية بنجاح عندها شعرت انعام ان روحها ردت اليها ودخلت حجرة محمد تبكي وتقبل يده ليلتقط، مع انفاسه ويشاهد زوجته تبكي وتقبل يده فيمسك بيدها وتشعر بالامان وتري الابتسامة علي وجة زوجها وبعد اسبوع يعود الي منزله وبعد ان استرد عافيته عاد الي شركته مرة اخري وصرف مكافاة كبيرة للموظفين وتستمر الحياه.

Related posts

Leave a Comment