مواطنون يشكون غلاء المعيشة في ظل ااهبوط للجنية الغير مسبوق ولعملتهم المحلية

 

الدقهلية _ محمد عادل حبيب

موجة غلاء تضرب الأسواق والمواطنون لا يملكون سوى الترشيد والتقشف وغياب الرقابة يفاقم الأزمة، هناك ارتفاع أسعار السلع بأنواعيها بشكل مخيف بل بشكل يومي، خصوصاً السلع الأساس منها، دفع موقع الجمهورية اليوم إلى محاولة تقصي الحقيقة بين المواطنين والتجار والمتخصصين والبائعين للوقوف على الأسباب الحقيقية، وخصوصا إن “الأسعار في مصر ترتفع بشكل يومي تقريباً، والأمر لا يتوقف على سلع محددة بعينها، بل إن موجة الارتفاع طالت كل شيء من شراء المأكل والمشرب لأسرته المكونة من ثمانية أفراد ارتفع بمقدار يفوق الـ 50 في المئة منذ شهرين تقريباً”، والأسعار زادت بشكل جنوني منذ بداية العام الدراسي من العيش الفينو والألبان والبيض، بخلاف الأدوات المدرسية”.

وأمام إحدى أسواق الجملة العشوائية بإحدى المناطق الشعبية بمحافظة الدقهلية، وقفت سيدة، ربة منزل، أمام بائع الخضراوات في مفاوضات يائسة لخفض بعض الأسعار، وبدا على ملامح وجهها فشل المفاوضات في اللحظة التي بدأت حديثها قائلة “أسعار الاسماك واللحوم والفراخ ارتفعت من أمس إلى اليوم بمقدار كبير جدا من دون مبرر”، مضيفة “أمس كان كيلوا الاسماك بسعر واليوم بسعر واللحوم بسعر واليوم بسعر من دون سبب”.

وأمام فرن لبيع العيش الفينو (مخبز) يقف محمد إسماعيل الذي تخطى العقد الثاني من عمره ويعمل ترزياً، ممسكاً بأوراق نقدية فئة الـ 50 جنيهاً (2.54 دولار) لشراء عدد غير قليل من أرغفة الفينو، إذ تستخدمهم زوجته في إعداد السندويتشات لأبنائه الخمسة في مراحل التعليم المختلفة.

يبدأ رجل حديثه، “لدي خمسة من الأبناء في المراحل الدراسية المختلفة، منذ بدء العام الدراسي أشتري الفينو والبيض والجبن والألبان لإعداد طعام الإفطار أو السندويتشات لأبنائه”.

ويضيف أنه وقف أمام البائع لشراء المعدل اليومي للأرغفة إلا أنه تفاجأ بارتفاع سعر الرغيف الواحد من جنيه إلى 1.5 جنيه “وانتقلت إلى محل آخر لشراء البيض واللبن والجبن وهنا كان الأمر أسوأ، إذ إن سعر البيضة ارتفع إلى ثلاثة جنيهات واكثر وكيلو اللبن ارتفع بنحو 15 جنية للكيلوا، كما ارتفعت أسعار الجبن بمقدار مماثل”. وتابع، “كنت أنفق على وجبة إفطار الأبناء المدرسية 50 جنيهاً ولم يعد يكفي هذا المبلغ، وأصبحت أدفع 100 جنيه لعدد السندويتشات نفسه من دون تغير يذكر أو إضافات أخرى”.

ومن المواطنين إلى التجار والبائعين انتقلت “الجمهورية اليوم” لمزيد من التقصي، فقال صاحب أحد الأفران (مخابز) العيش الفينو، لم يرغب في ذكر اسمه، “إن سعر رغيف الفينو قفز الخميس الماضي من جنيه إلى 1.5 جنيه بسبب ارتفاع أسعار الدقيق.

ويقول الرجل الأربعيني الذي كان حديثه أشبه بالصراخ: “كل ما أريده الآن هو مقبرة كي أُدفن فيها وأستريح لكن حتى أسعار المقابر لم تعد في متناول اليد”.

وانخفض الجنيه المصري لأدنى مستوى له على الإطلاق أمام الدولار وحتى مارس آذار الماضي، كان سعر الدولار يقترب من ستة عشر جنيها مصريا، أما الآن فقد تراجعت قيمة الجنيه المصري كثيرا، ليصل سعر الدولار الواحد إلى نحو سبعة وعشرين جنيها.

وفقد الجنيه أكثر من نصف قيمته أمام العملات الأجنبية خلال بضعة أشهر فقط، ويتزامن ذلك مع موجة تضخم موجعة تضرب البلاد.

وليست هذه هي المرة الأولى التي يشهد فيها الجنيه تعويما، أو طرحا وفقا لقيمة العرض والطلب، فقد انخفضت قيمته بأكثر من خمسين في المئة في عام 2016 عندما حصلت مصر على أول قرض من صندوق النقد الدولي، ثم شهد سعره ثباتا نسبيا في الأعوام التالية حتى مارس من العام الماضي.

أكملنا جولتنا في شوارع الدقهلية لنلتقي ربة منزل خمسينية تشعر بقلق عميق بشأن مستقبل أبنائها وتقول: “لا أدري كيف سأزوج أولادي؟ فنحن نعاني أشد المعاناة لكي نسدد نفقات تعليمهم”.

وتضيف المرأة التي يبدو الغضب والإنهاك واضحين على وجهها: “لا نستطيع أن نشتري اللحم بسبب الغلاء بالكاد نأكل الدجاج مرة أو مرتين شهريا”.

وتوجه حديثها للرئيس المصري عبد الفتاح السيسي قائلة: “أرجوك أن ترفق بنا فنحن فقراء وكادحون ونكسب قوت يومنا بشق الأنفس يمكنك أن تأخذ ما تريد من الأغنياء”.

Related posts

Leave a Comment