جراسيلا توريس تصنع المستحيل في يوكاتان

 

على مسرح ميريدا القديم الذي أسس في العام 1949 ميلاديه، تم عرض إحدى روائع المخرجه المكسيكية المتميزة جراسيلا توريس. 

بمشاركة مئة راقص وراقصة من مدارس الباليه والمعاهد ومراكز الفنون بالمدينة ( ميريدا)، و بمشاركة الراقص الكوبي العالمي إدواردو بلانكو، والذي يستعد لحضور كأس العالم المقبل بقطر بعرضه الكبير وراقص الباليه الكوبي الأشهر في أمريكا اللاتينية أدريان ليف، و المصممه فاني أورتيز، وشارك في العرض أيضا لفيف من أساتذة الباليه في المعاهد الفنيه مثل لورينا توس، و تانيا ليناريس، وناساريت فلوتا وآخرين، بالإضافة إلى مجموعات الراقصين. 

صاحب العرض، المقطوعة الموسيقية الشهيرة ( كارمينا بورانا) المؤلف الموسيقى ( كارل أورف) ( 1895-1982) المولود والمتوفي بمدينة ميونخ الألمانية، وكارمينا بورانا هي موسيقى من النوع ( كانتا) التي تتميز بإمتزاج الموسيقى الصاخبه مع الغناء البشري، مما يعطي المستمع والمشاهد للعرض، الشعور بالحماس، الذي يجعله يفهم اللوحات الفنية الإستعراضيه التي يشاهدها ويستوعب مغزاها. 

ومن الواضح أن تلك القطعة الموسيقيه الفريده تم تأليفها ما بين عامي، 1935 و 1936 ميلادية، و قدمتها أوبرا فرانكفورت لأول مرة في العام 1937 م، في الثامن من شهر يونيو، أي قبل إنشاء مسرح ميريدا الكبير بإثنتي عشرة عاما، وهي من الموسيقى التعبيرية التي سادت مرحلة ما قبل الحرب لما لها من ضجيج وصخب سيطر علي الأوضاع العالميه حينها. 

التوافق بين القصه والموسيقى كانت موفقا جدا حيث تحكي الرواية عن مجموعة راهبات تمردن على حالهن و أردن الخروج للمجتمع الصاخب بطبيعة الحال، وهو نفس المعنى الذي يصل المشاهد من الموسيقى نفسها. 

تميز العرض ببساطة الأداء التي بدت مميزه بتنسيقها بين مجموعات الراقصين، كما تميزت بدقة الحركات، واستخدام كل زوايا خشبة المسرح، وبدا واضحا، اعتماد المخرجة تورس، على العناصر الأولية في المسرح، ألا وهي العنصر البشري، والإضاءة التي صممتها بنفسها، بشكل بديع ولافت للإنتباه، وبعض الجدران الخشبية المتحركة، وبعض المقاعد، وهذا ما نسمية في عالم المسرح، صنع المستحيل. 

وبشكل عام، تتميز المخرجة جراسيلا توريس بقدرتها على الوصف الدرامي بالإضاءه، واستخدام خلفيات بسيطة، تشكلها خطوط الدخان الصناعي المتصاعد من زوايا خشبة المسرح، مما يضفي شعوراً أسطوريا على الأداء الحركي، ووصفاً تمثيلياً مبسطاً في مواجهة مباشرة لقلب المشاهد ووعيه عن طريق الرؤية البصرية. 

على مسرح ميريدا الكبير الذي تغير اسمه مؤخرا إلى أرماندو منسانيرو، وهو أحد الموسيقىن الكبار الراحلين عن مدينة ميريدا، كان عرض كارمينا بورانا، عرضا مبهرا في مدينة تميزت دائما بعشقها للفن. 

هذا وقد حضر العرض سكرتير عام الثقافه في يوكاتان نيابة عن الحكومة السيده لوريتو فيجانوفيا التي أثنت على العرض وقدمت التهاني للمشاركين فيه والتي أبلغتني حين لقاءها ان السفير المصري بالمكسيك غالبا ما يأتي لمدينة ميريدا لمتابعة عروضها الفنيه. 

محمد الشريف 

المكسيك. 

[email protected] 

Related posts

Leave a Comment