اخوال الرسول

 

إن الحديث عن أخوال الرسول عليه الصلاة والسلام يشمل بشكل رئيسي أخواله أخوة والدته وأخواله بالنسب، كما يمكن اعتبار أخوال والده من أخواله، ولأن الرسول الكريم له أم بالرضاعة فيمكن اعتبار قبيلتها أخواله من أمه بالرضاعة.

من هي آمنة بنت وهب؟

إن آمنة بنت وهب بن عبد مناف بن زُهرة بن كلاب هي والدة خاتم النبيين محمد صلى الله عليه وسلم، وقد كانت في زمانها من أفضل نساء مكة المكرمة حسباً ونسباً، فوالدها هو سيد بني زُهرة.

علماً أن بني زُهرة من القبائل القرشية التي لها شأن كبير، والتي كانت أكثر القبائل مودة وقربة مع بني هاشم، حتى أن القبيلتان كانتا تسكنان في الجهة ذاتها من مكة المكرمة.

عاشت آمنة بنت وهب قبل زواجها بكنف عمها وهيب بن عبد مناف، ثمّ تزوجت من عبد الله بن عبد المطلب والد الرسول الكريم، والذي توفي أثناء حمل آمنة بالنبي محمد عليه الصلاة والسلام.

وبعد ولادة الرسول الكريم أرضعته حليمة السعدية، أما والدته آمنة بنت وهب فقد توفيت والرسول الكريم في الرابعة من عمره (وفي رواية أخرى بالسادسة من عمره)، ليتكفّل جده عبد المطلب بحفيده الصغير، ومن بعد وفاته قام عمه أبو طالب بتكفل ابن أخيه.

أخوال الرسول محمد صلى الله عليه وسلم:

  • الأسود بن وهب بن عبد مناف بن زهرة:

لم يكن لآمنة بنت وهب إلا أخ وحيد يدعى “الأسود بن وهب بن عبد مناف بن زهرة” وفي رواية أخرى بأنه “وهب بن الأسود”، كما كان لها أختين هما فاختة بنت عمرو الزهرية والفريعة بنت وهب الزهرية.

وهنا نشير إلى أن أخوال الرسول من أخوة أمه لم يدخلوا في الإسلام لأنهم لم يدركوا الرسالة الإسلامية، وقد توفوا قبل نزول الوحي على رسول الإنسانية عليه الصلاة والسلام.

  • سعد بن أبي وقاص:

وهو سعد بن مالك بن وهيب بن عبد مناف الزهري، وهو ليس أخ آمنة بنت وهب وإنما ابن عمها، وهو يعتبر من أخوال الرسول بالنسب.

يطلق على سعد بن أبي وقاص اسم “أبي اسحاق” وهو من الصحابة العشرة المبشرين بالجنة، وله ميزة استجابة الدعاء، ففي غزوة بدر قام رسول الله عليه الصلاة والسلام بالدعوة له بقوله: “اللَّهمَ استجِب لسعدٍ إذا دعاكَ”.

ومن الأحاديث التي تشير إلى قيمة سعد بن أبي وقاص أنه حضر إلى مجلس الرسول (ص) وهو جالس بين أصحابه، فقال النبي محمد صلى الله عليه وسلم حينها: “هذا خالي فليرني امرؤ منكم خاله”.

أخوال الرسول من حليمة السعدية:

كما هو معروف فإن حليمة السعديّة بنت عبد الله ين الحارث بن سعد بن بكر بن هوزان قد أرضعت الرسول في طفولته، وبالتالي هي أمه في الرضاعة.

ولذلك يمكن اعتبار قبيلة هوزان التي تنتمي إليها حليمة السعدية من أخوال الرسول الكريم عليه الصلاة والسلام.

أخوال عبد الله بن عبد المطلب:

إن عبد الله بن عبد المطلب هو والد الرسول، وبالتالي فإن أخواله يعتبرون من أخوال الرسول، وأخوال عبد الله هم من بني النجار.

وقد أورد أنس بن مالك (رضي الله عنه) أن الرسول صلى الله عليه وسلم دخل على أحد رجال بني النجار، “وقال له يا خال، قل لا إله إلا الله، فقال الرجل أخالٌ أنا أم عمّ؟ فقال له الرسول الكريم: لا بل خال، قُل: لا إله إلّا هو، فقال الرجل: خَيْرٌ لي؟ قال: نَعَمْ”.

علماً أن بني النجار ناصروا النبي محمد صلى الله عليه وسلم بعد الهجرة إلى المدينة المنورة، وقد قال عنهم: “خَيْرُ دُورِ الأنْصارِ، بَنُو النَّجَّارِ، ثُمَّ بَنُو عبدِ الأشْهَلِ، ثُمَّ بَنُو الحارِثِ بنِ خَزْرَجٍ، ثُمَّ بَنُو ساعِدَةَ، وفي كُلِّ دُورِ الأنْصارِ خَيْرٌ”.

وبذلك نكون قد عرضنا أخوال النبي الكريم من أمه، وأخواله بالنسب، وأخواله من أمه بالرضاعة، بالإضافة إلى أخوال أبيه الذين اعتبرهم هو بنفسه من أخوال الرسول عليه الصلاة والسلام.

Related posts

Leave a Comment