الأمـن  الغـذائي …. وحـرب  الحبـوب

البروفيسور الدكتور الشريف علي مهران هشام
تهدد الحرب الروسية  الأوكرانية الأستقرار والسلم الدولي إضافة إلي القلق والخوف في سوق الغذاء   العالمي حيث أن 35 % من القمح  العالمي يصدر من روسيا  وأوكرانيا  ( 25 %  من روسيا  10 % من أوكرانيا ) كما تصدر روسيا للعالم  73 % من زيوت عباد الشمس إضافة إلي الشعير و الذرة الصفراء والأسمدة  والوقود الحيوي ومصادر الطاقة ( 20 % من إستهلاك  الغاز العالمي يصدر من روسيا ).
 أدت الآثار المستمرة  والتحور لوباء كوفيد COVID-19  وكذلك عوامل أخرى , ( مثلا صعوبة إبحار السفن ووسائل المواصلات  لنقل الحبوب والبذور والاسمدة  والزيوت من روسيا وأوكرانيا وأيضا إرتفاع رسوم التأمين وقلق شركات التامين علي النقل بإعتبار المنطقة  HOT ZONE   منطقة حرب ) والذي أدت  إلى إرتفاع أسعار الغذاء  والتي تنبؤ بالمجاعة ( وليس فقط الجوع أو الفقر ) مثلا  الوطن العربي ال 22 دولة بستوردون 65 % من إحتياجاتهم الغذائية,  كما تعاني ال 55 دولة أفريقية من نقص القمح ونقص الأسمدة المطلوبة للزراعة كما تعاني العديد من الدول الافريقية من الفقر المائي رغم توفر الأراضي المتاحة للزراعة  . إضافة لذلك فإن ضعف المحاصيل في أمريكا الجنوبية والطلب العالمي القوي ومشاكل سلسلة التوريد أدّت إلى انخفاض مخزونات الحبوب والبذور الزيتية، مما دفع الأسعار إلى أعلى مستوياتها منذ 2011م . كما أرتفعت أسعار الزيوت النباتية إلى مستويات قياسية نتيجة لإنخفاض مخزون فول الصويا في أمريكا الجنوبية، وإنخفاض إمدادات زيت النخيل بسبب  التغيرات البيئية ومشاكل الحصاد في ماليزيا، والزيادة الحادة في أستخدام زيت النخيل وفول الصويا لإنتاج الديزل الحيوي.
إن الحرب الروسية الأوكرانية لها عواقب سلبية  على المدى القصير والمتوسط  على إمدادات الحبوب العالمية ونتوقع أن يصبح العالم شكلا وموضوعا مختلفا بين عهدين ( فبراير 2022 بداية النزاع العسكري الروسي – الأوكراني , ومابعد هذا التاريخ ) ، كما ستعطل أسواق الغاز الطبيعي  والحبوب  والزيوت والأسمدة، وسيكون لهذه الحرب  آثار مخيفة على  المستوردين  والأقتصاد العالمي وكذلك  المنتجين الذين يدخلون موسم الزراعة الجديد في ظروف زراعة وعمل غير ملائمة  . تؤدي هذه النزاعات والحروب الأقليمية والدولية  إلى إرتفاع معدلات  البطالة والتضخم  والكساد الأقتصادي  العالمي  ، إضافة إلى إنعكاس  نتائجها السلبية والمقلقة   على البلدان الفقيرة  منخفضة الدخل  والمعتمدة بشكل كبير علي الأستيراد  والدعم والمساعدات الدولية.
إنها ثلاثية المعاناة العالمية  ( “أزمة غذاء وطاقة وإقتصاد ” ,  وباء  كورونا-  وتغير المناخ  والحرب الروسية  الأوكرانية  )  .
وخلاصة القول, عرف مؤتمر القمة العالمي للأغذية ( المنعقد  في 13 نوفمبر عام 1996 في روما ولمدة خمسة أيام وبحضور ممثلين عن 185 دولة والأتحاد الأوربي )  الأمن الغذائي  بأنه الحالة التي يتحقق فيها حصول الجميع على الأطعمة الكافية والسليمة والمغذية في كل الأوقات، وبشكل يلبي الإحتياجات الغذائية الضرورية لحياة صحية ونشطة,   ومن التعريفات الأخرى  لمفهوم الأمن الغذائي ، هو أنه قدرة الدولة على تأمين مخزون كاف للسلع الأساسية لفترة لا تقل عن شهرين ولا تزيد على سنة، وتختلف المدة بحسب الدولة والمادة الغذائية الأساسية.
إن الحروب والمنازعات  مهما كانت أهدافها أو  شكلها أو حجمها أو مكانها وجغرافيتها ,  لاتحقق أمنا أو سلاما أو إستقرارا أو رخاءا أو تنمية سواء كانت التنمية أنية أو مستدامة. الحوار والتفاهم والأحترام  والتعاون وتعزيز القانون وتفعيل المعاهدات والأتفاقيات الدولية  وإنكار الذات والتنازل المتبادل دون إخلال وإعلاء روح الأخلاق والقيم الإنسانية , كل هذه القيم والمبادئ هي السبيل الأنجع والأنجح والأكثر تطورا وتحضرا  وإستدامة  لتوفير الأمن والسلام  الإنساني والغذائي  والإقتصادي  والبيئي  والرخاء المتواصل لجميع البشر والشجر ولجميع الكائنات علي كوكب الأرض.  علي الطرف الاخر , علي الدول المستورة للحبوب والزيوت والأسمدة والكاقة أن تكرس كل إمكانيانها  البشرية والطبيعية والمالية لتحقيق  الوفرة والأكتفاء  الغذائي الذاتي لشعوبها  0( التبعة الغذائية تقود إلي تنعية سياسة قد تكون غير مرغوبة )   وذلك  من أجل الأمن والسلام  والتنمية والطمأنينة والراحة المجتمعية ,  والله المستعان,,,,,

Related posts

Leave a Comment