التعليم و أطفالنا ذوو الهمم و القدرات الخاصة

 

كتب / رضا محمد حنه
امين مركز فارسكور
لحزب الحرية المصري
محرر و كاتب جريدة دمياط اليوم

إن التعليم هو وسيلة للرقي و التطور لجميع المخلوقات ، وبه يستطيع الشخص أن يدير تفاصيل حياته .
وللتعليم أهمية كبيرة في جميع مراحل حياته ، منذ أن يولد الي ان يموت
و لكن تختلف نسبة التحصيل من مرحلة الي مرحلة أخرى ، إذ ثبت بخثياً أن الأطفال هم الأكثر تحصيلا واستجابة لعمليات المتلقي العلمي ، و ذلك نظراً الي حداثة العقل و رغبة الإرادية و اللارادية في التعلم .
و من هنا جاء الاهتمام بإلحاق الأطفال فى سن مبكرة للمؤسسات التعليمية المختلفة ، والتى يستطيع الطفل من خلالها تعلم ابجديات اللغة من قراءة و كتابة، و من ثم الانتقال من هذه المرحلة إلى مراحل أخرى ترتبط بأشياء أخرى مثل التاريخ والجغرافيا والرياضيات و الرسم .

لكن نواجه أحياناً مشكلة كبيرة جدا و في بعض الأوقات لا نستطيع معرفة وجودها لتداركها تارة و تارة أخرى نرفض وجودها، الا و هي الأطفال الذين لا تسمح ملكاتهم بالاستيعاب السريع، المتوافق مع أقرانهم، ومع فئتهم العمرية،
و من هنا فقد برزت الحاجة إلى دمج هؤلاء فى الكيانات التعليمية، حتى يستطيع هؤلاء استخدام ملكاتهم المحدودة والبسيطة، بما يتوافق مع الحد الأدنى المطلوب للعيش فى المجتمع عند الكبر، بحيث يمتلك هؤلاء مستوى من الوعى يكفل لهم خدمة أنفسهم أولا، وخدمة المجتمع، وعدم قيام الآخر باستغلالهم أو التغرير بهم بأى شكل .

و كلامي هنا ليس عن الأطفال ذوى القدرات الذهنية الأقل من الضعيفة، والذين تتراوح اختبارات الذكاء لهم ما بين 30ــ60 تقريبًا، فهؤلاء مكانهم معروف وهو مدارس التربية الفكرية، لكن الحديث هنا عن الأطفال ذوى القدرات المتواضعة والأقل من المتوسطة والتى تتراوح اختبارات الذكاء لديهم ما بين 60ــ84 تقريبًا.
الأطفال ذوو القدرات المتواضعة أو الضعيفة والأقل من المتوسطة، عادة ما يلتحقون بفصول الدمج بالمدارس العادية مع الأطفال العاديين ذوى القدرات الأعلى. فتلك المدارس هى المعنية بالعمل على استيعاب هؤلاء الأطفال. وفى مصر رغم وجود بعض الأفكار المطبقة لدمج هؤلاء الأطفال، إلا أن تلك الأفكار المطبقة لم يتم تفعيلها بشكل جيد و فعال .
و فى الآونة الأخيرة بالنسبة لهؤلاء الأطفال ذوى القدرات المتواضعة أو الضعيفة، الذين لا يرتقون إلى منزلة الأطفال العاديين، فتم وضعهم فى المدارس العادية، بحيث يدرس هؤلاء نفس المناهج والعلوم التى يدرسها الأطفال العاديين، لكن عند التقييم تقوم وزارة التربية والتعليم بوضع امتحانات أو اختبارات خاصة بهم، كما يقر بذلك الاخصائيون .
و لا ننكر ان كل ما سبق كان جهدًا مقدرًا من الدولة، لكن على أرض الواقع كانت هناك مشكلات كثيرة بالنسبة للأطفال ذوى القدرات المتواضعة والضعيفة.
و المشكلة الرئيسة و قد تكون الأكبر حجما و تأثيراً فيما بعد على الأطفال ذوى القدرات المتواضعة أو الضعيفة و على مستقبلهم هي عدم وجود مدرسين أكفاء للتعامل مع هؤلاء الأطفال.

و لا ننكر أيضاً أنه قد برزت مشكلة كبيرة فى أعداد المدرسين فى جميع المدارس الخاصة بالأطفال والتلاميذ العاديين، لكن تلك الفئة ذات القدرات المتواضعة هى الأكثر تهميشًا فى الحقوق والواجبات.

إن هذه الفئة من الأطفال المتواضعى الفكر، تتمثل فى فرط الحركة وتشتت الانتباه وصعوبات التعلم وبعض سمات التوحد، والبعض للتأخر الذهنى البسيط، مما يحتاج معه الأمر إلى مدرس مدرب تدريبًا جيدًا للتعامل مع هذه الفئة من الناحية العلمية والتربية و الاجتماعية، لمساعدة هؤلاء الأطفال على الدمج مع أقرانهم، وهو الهدف الذى أنشئت من أجله فصول الدمج .
هناك أيضًا حاجة ملحة من وزارة التربية والتعليم إلى الرقابة الشديدة على المدارس العامة والخاصة للاهتمام بتلك الفئة، وكذلك وجود كادر كبير من الاخصائيين النفسيين لمتابعة هذه الحالات، وتقييمهم ومتابعاتهم الدورية، والقيام بأمرين هامين ،
أولاً : الإرشاد الأسرى مع الآباء والأمهات المعنيين بالمشكلة، و أيضا الآباء والأمهات للأطفال العاديين .
ثانياً : إرشاد المدرسين فى التخصصات المختلفة على كيفية التعامل معهم بل و تدريبهم على اكتشاف مثل هذه الحالات خاصة في الارياف و الذي يرفض أولياء الأمور الاعتراف بأن طفلهم من الأطفال المتواضعى الفكر .
و كل الأدوار السابقة من الوزارة والمدرسة متمثلة في المدرسين و الأخصائيين مهمة لمواجهة عدة أمور:
١ ـ منع تنمر التلاميذ العاديين على أقرانهم من الفئات الضعيفة و المتواضعة .
إذ إن هذا التنمر يزيد من عدوانية هؤلاء، وكراهيتهم للعملية التعليمية برمتها، ومن ثم العزوف عن التعليم كلية بل يصل إلى كراهية المجتمع .
وقد رصد فى هذا الصدد حالات كثيرة لضرب التلاميذ المعنيين من قبل زملائهم ذوى القدرات الأعلى، والسخرية والاستهزاء المتواصل منهم.

٢ ـ إن دور الاخصائي الاجتماعى في المدرسة هو توفير أنشطة دمج رياضية واجتماعية وعلمية مختلفة لضمان تلقى واستيعاب العلوم المختلفة، وبشكل مختلف، وذلك عوضا عن عدم الاهتمام بغياب هؤلاء عن المدرسة، وهو الأسلوب المتبع فى أغلب الأحيان اليوم، حيث تشجع بعض المدارس هؤلاء على الغياب ولا تحبذ وجودهم، بالرغم من تحصيل بعض المدارس الخاصة آلاف الجنيهات من الأسر نظير التحاق هؤلاء بفصول الدمج بها، وهو عادة ما يصل إلى ثلاثة أضعاف ما تتلقاه من الأطفال العاديين.
٣ ـ التشديد على حضور الأطفال من ذوى القدرات المتواضعة إلى المدرسة، بدلا من الأسلوب العشوائى المتبع معهم من إحضارهم للمدرسة عند الاختبارات فقط، مع مساعدتهم على غش الإجابات لضمان تخطيهم السنة الدراسية تلو الأخرى، دون بذل العناء للتوعية بشكل علمى معتبر.

و أخيراً …

أن الأطفال المتواضعى الفكر هم أولادنا و لهم كامل الحق في التعليم الذي كفله لهم دستور هذه البلاد الصادر منذ عام 1964 لحقوق الإنسان و الذي وقعت عليه مصر منذ عام 1967 م و أيضا دستور 2014 م و الذي خص 9 مواد فيه لهم
مبادرة سيادة رئيس الجمهورية بالاهتمام بالطفل و خاصة ذو الهمم

اننا لا نطلب

Related posts

Leave a Comment