البروفيسور الدكتور الشريف علي مهران هشام
رغم طول الرحلة وعذاب السفر …لا زلنا نسهر ونتدبر …فالحكمة ضالة المؤمن يبحث عنها ويجتهد في البحث عنها…والله وحده يعلم حسن النوايا..
و المصير ….نعم مرت الايام ..وهزل الجسد وبقيت الروح و المشاعر والأحاسيس شابة ناضرة مضيئة….نعم كبرنا …وتعلمنا ومازلنا نبحث عن جديد ينفعنا .. أو شمعة بعيدة تضيء ظلمات طريق …يرشدنا الي امل في الحياة يسعدنا …
كبرنا لدرجة اننا لم نعد نبحث عن أصدقاء جدد
أو حتى على أشخاص يحبوننا، بل أصبحنا
نبحث عن أنفسنا..
نعم كبرنا وأصبحنا نحب الأماكن الهادئة والمياه وأوراق الشجر .. وشرب الشاي الاخضر والليمون .. والموسيقى العذبة وصوت الطبيعة والمناظر الخلابة أكثر من التجمعات الصاخبة و تلوث المدن وضجيج الألعاب ..
كبرنا لدرجة اننا أصبحنا نخاف على أهلنا
بدلًا من الخوف منهم ..
لقد نوينا إن نستمع… بل توقفنا عن مجادلة احد
حتى وإن كنا على صواب ..
أصبحنا نترك الأيام تثبت صحة وجهة نظرنا ..
نعم ..كبرنا لدرجة أنه لا يسعدنا أن نتحدث مع أحد عما يحدث في داخلنا او معنا …
ولا عما يؤلمنا وصرنا مكان شكوانا في داخلنا ونحاول أن نداوي جراحنا بانفسنا ..
كبرنا وصرنا نفرح في صمت ونبكي بصمت ونضحك بابتسامة .. ولم نعد نتاثر بمعسول الكلام…أو ثناء ومدح من وراء الظهور …
أصبحنا نريد افعالا من القلب ..فقد كسرت تزامنا الحروف الزائفة . وحوار النفاق ..
لم نعد نستهزئ بالاخر او حتي نلوم الغير ….
بل اقتنعت إن نقول :
( الله يعين الناس..فالكل مشغول بهمه ) …
كبرنا وعرفنا ان المظاهر خداعة ، وتعلمنا
إنه ليس كل ما يلمع ذهبا
وان حبل الكذب هزيل وان لسان الحقود قصير ..
اصبحنا نعرف متى نسامح ومتى توكل أمرنا لرب السماء. ومتي نقول بحرقة والم حسبنا الله ونعم الوكيل
وتعلمنا ألا ننتظر أي شيء من أحد ولا نتأمل باحد…. بل تعلمنا
كيف نكتفي بانفسنا ..ونعتمد علي ارجلنا وأصابع أيدينا …تعلمنا أن نحكم عقولنا قبل عضلاتنا …
تعلمنا متى نثق وبمن نثق..واين جوهر الثقة
كبرنا .. نعم .. و كبـرنــا ببطء وهـــدوء….
كبرنا وعرفنا أن ما ينفع الناس سيمكث في الارض… كبرنا وايقنا. وامنا أن الباقيات الصالحات خير عن رب العالمين وابقي لاخرتنا ….كبرنا وما زلنا نتعلم من الصغار قبل الكبار …كبرنا ورأينا وسمعنا وقرانا وشاهدنا بعين الحقيقة والاقتناع أن جبر الخواطر انفع واشفع وارقي وابقي… كبرنا. ونحن في طريقنا اليان نقول هرمنا وما زلنا نفكر ونتدبر ونتفكر . ونتفكر .. الــحــياة كثيرة التقلبات ( وتلك الأيام نداولها بين الناس )
فإياك أن تجلد أو تؤذي نفسك بالصبر على علاقات كثيرة الشد والحوارات الخطأ ..علاقات كثيرة الاستفزاز يعقبها الوجع مليئة بسوء الظن فتعيش أغلب أوقات عمرك تلهث للتبرير او إثبات براءتك
نعم . قد عــلمتني الحــياة
إنه قبل أن تحكم على إنسان… إستمع منه ولا تسمع عنه إعرف ظروفه وعشها وبعدها لا تتكلم عنه الا خيراً أو انسي وأصمت….
قد نحتاج في لحظة ما أن نعاقب انفسنا على كل فرصة او ثقة سمحنا لأحد فيها بأن يعرفنا بالتفصيل أكثر من اللازم….تأكد ان تكون الثقة في محلها …
فقط عزز ثقتك في الله وفي نفسك …
وخلاصة القول ، قد تحزن وقد تنطفئ وتظن أنك لن تفرح… او تقف من جديد …ثم يأتي الفرج ويسعدك الله كأنك لم تحزن بالأمس وتقف كأنك لم تسقط … وتُضاء كأنك لم تنطفئ… الثقة في قدرة الله كنز ..وطاقة نظيفة ومستدامة وسط تلوث وانحدار بعض نفوس البشر …( فإن بعد العسر يسرا إن بعد العسر يسرا ). ولا حول ولا قوة الا بالله تكفيك كل الناس …وحسبنا الله ونعم الوكيل …
فما دمت في معية الله فلا تخشي اي من مخلوقاته . ولا يهمك شخصًا وعبدا من عباد الله آذاك. يوما أو خان الأمانة أو أنكر المعروف أو هجاك كذبا أو حسدك ضلالا وبهتانا . فما دام الله يحفظك لا تحزن على أحد قد أهملك أو كان سببا في المك أو أساء الظن فيك ..و ما دام الله يريد لك شيئًا فلن يقف اي شيء أبدًا نحو تحقيقه…
فالنافع والضار هو الله . والبشر وكل الكائنات ومخلوقات الله هي اسباب ووسائل فقط لتنفيذ قدرة وإرادة الله في خلقه وصدق الله العظيم : ( واصبر وما صبرك الا بالله ولا تحزن عليهم ولا تك في ضيق مما يمكرون أن الله مع الذين اتقوا والذين هم محسنون ). ” سورة النحل ” …. والله المستعان،،،