كتب / رضا محمد حنه
امين مركز فارسكور لحزب الحرية المصري
و محرر في جريدة دمياط اليوم
و كاتب في موقع الجمهورية اليوم
منذ آلاف بل ملايين السنين و الفساد موجود منذ أن خلق الله الأرض و من عليها حتى قال بعد علماء التفسير ان حكم الملائكة جاء على الانسان قبل أن يخلق الله أبينا آدم عليه السلام
قال الله تعالى: ﴿وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً * قَالُوا أَتَجْعَلُ فِيهَا مَن يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ * قَالَ إِنِّي أَعْلَمُ مَا لَا تَعْلَمُونَ﴾
و لو نظرنا بعين الابوة لوجدنا ان قابيل قتل هابيل لان هناك خلل في تربيته مما جاء هذا السلوك و قد قال بعض العلماء ان هذا الفعل جاء من قابيل نتيجة تقصير ابونا آدم و عصيانه لله عز و جل
إذا هناك فساد و فساد موازي مهما بلغ حجم هذا الفساد من صغر متناهي
فمثلا …
مدير الإدارة أو المسئول في أي كيان أو مؤسسة يُفسد فتجد له فساد موازي من أقل عامل في هذه المؤسسة أو المنظومة
تجد الأب يفسد فتجد احد ابناؤه أو معظهم يفسد
و مهما حاول البعض بكل ما أُتي من قوة و أدوات لن يستطيع أن يقضي على الفساد و لا حتى الفساد الموازي
و ذلك لان هناك اسباب كبيرة تُحتم وجوده في المجتمع منها
أولاً : حتى يتبين للناس قيمة الإصلاح و تقدير عمل المصلحون
ثانياً : التعلم من الاخطاء و اخذ الحيطة و الحذر منها
و من أجل ذلك سلك العديد من الدول نهج جديد و خطوات كبيرة تجاه هذا الأمر فقامت بإنشاء هيئات و مؤسسات لمحاربة هذا الفساد
و لكن بعضها اخذ يحارب الفساد الأكبر و تجاوز عن الفساد الاصغر اخذ يحارب و يحاسب المدير أو المسئول و لكنه ترك العامل أو الموظف الصغير فإذا كان المدير أو المسئول ينهش في لحم الدولة، فإن العام أو الموظف الصغير سوس ينخر في جسد الدولة كلها
و لابد من محاربة الفساد و الفساد الموازي في وقت واحد و التخلي عن نظرية ( الجرس المقلوب ) في هذا الشأن
و لهذا نجد مصر من الدول التي اتهجت هذا النهج في ظل قيادة حكيمة تملك الرؤية الواضحة في محاربة الفساد و الفساد الموازي
فتجد ان الدول اذا قامت بالتركيز على كيان أو مؤسسة فانها تحاسب الكبير قبل الصغير و لا تفرق بين الفساد الكبير مهما بلغت قوته و سطوته و الصغير مهما بلغ حجمه
و الدليل على ذلك مثلا ما قام به و يقوم به سيادة الرئيس في محاربة التعديات على أملاك الدولة و الاراضى الزراعية
و ما يقوم به سيادة الفريق كامل الوزير وزير الطرق و المواصلات من خطوات كبيرة و مدروسة في النقل و الطرق و الكباري و لأول مرة في مصر يلمس جميع المواطنين بكل فئاتهم هذا العمل في الجميع من اول وكلاء الوزارة حتى أصغر موظف
و لعل هناك الكثير من الكيانات و المؤسسات تحتاج إلى أن يلمس المواطن هذا التغيير و محاربة الفساد فيها و التخلي عن مقولة ( احنا كنا فين و بقينا فين ؟ )
لان رؤية الدول الان مبنية على شيء ملموس الا و هو ( هذا هو مكان مصر الطبيعي )
و لعل هناك الكثير من الأمور ينظر إليها البعض من منظور محدود و أُفق ضيق
و يتعجل ثمار التنمية عند رية المُحياه دون الالتفات الي ان الارض كانت غير ممهدة
لا ننكر ان هناك فساد و فساد موازي في شتى القطاعات و لكننا الان نبني دولة تتطلع الي المستقبل بخطي مدروسة و واعية و قيادة حكيمة لا تنظر إلى مدى تأثير هذا على الداخل فحسب بل على الخارج أيضا، فإذا كان هناك من أبناء البلد يعثون في الأرض الفساد و في بعض الأحيان يظهرونه هناك من في الخارج من يريد أن يستمر و يكبر هذا الفساد محاربين بذلك التطوير و التنمية
لابد أن نتغير و تتغير ثقافتنا تجاه تقبل التطوير حتى و إن كنا نره من ثَم الخِيَاط
فـ الخير قادم بإذن الله ما دمنا نتطلع الي الافضل
و إذا كنت تتفق معي أو لا فلابد ان نتذكر اننا نتحدث عن بناء دولة بكل ما فيها من إنسان و مقومات حياته
و لنعلم أن
كل كشاف إنارة هو تنمية
كل متر أسفلت في أي طريق أو شارع،
اي كوبري، اي مدرسة، ملعب، مستشفى، مدينة جديدة هو تطوير و تنمية
لابد أن نستوعب ان هناك أجيال قادمة لابد أن نبني لها و ان نترك لها ما تستحقه من حياة كريمة
لابد أن ندرك ان مصر لا تحارب الفساد فقط بل تحارب أيضا الفساد الموازي في كل المجالات و لكن لكلا وقته و طريقة لحسابه
دامت مصر رخاءً و سلاما و آمنا