تكتب الشاعرة غزال ابراهيم خضر
بأسلوب شيق وسلس , دون تكلّف أو تعقيد , أو إيغال في متاهات الغموض , تخاطب المشاعر بطريقة أنثوية تصويرية باذخة بالأحاسيس والصور , المتناعمتين بشكل متقارب ومتكامل ومتسق, , شعرها لسان حال الطبيعة والإنسان , تمتهن الشعر كما تمتهن عازفة القيثارة تمايل الأنامل ضمن الأوتار ثملاً وسحراً , لدرجة تذهل النفس وتحيِّرها , ولعل أثر البيئة الخصبة الغنية بالتحولات , أسهمت في خلق اللغة المحبوكة بجماليات المكان وقصص أحزانه, حيث أن تناولنا لعموم تجربة الشاعرة غزال لأمرٌ لا تستطيع الدراسات النقدية القصيرة إيفائها غرضاً وحقاً , إذ نشير في معرض دراستنا هذه لمنحى خاص , نسلط فيه الضوء على عذوبة النص الشعري الذي يحتفي باللغة الشعرية وذوقها في صياغة أجمل اللوحات الشعرية, بإسلوب يتخلله الأمل والألم والمعاناة وروح العاطفة الأنثوية الجياشة التي تجعل القصيدة حينها , قصيدة إمتاع وتأمل نحو البعيد , إذ تقول الشاعرة في قصيدة بعنوان : (شابة أنفلوا خطيبها)
كفى صمتاً , تعال
وقل إذا ظهرت في السماء
كالملاك في هذا العالم
المملوء بالفقدان مرة أخرى
فأمواج رغباتي الطائشة
حائرة لا تدري
تحتضن أية بحيرة من عينيك
عينك اليمنى أم عينك اليسرى؟
ثمة عمق هائل , وطاقة شعرية رقيقة , مضمخمة بعفوية هادئة ومدركة , تدور في فلك شاعرية حزينة متخمة بالألم والمناجاة, رغم أن الشاعرة الكردستانية تكتب بالكردية إلا أن كلماتها حينما تُرجمت للعربية لم تنقص تلك الشاعرية بل زادتها شجناً , حيث أن أشعارها المترجمة في غاية الإتقان ,نظراً لبساطة الإسلوب الذي تمتهنه شاعرتنا المعرفية وعفوية المشاعر, حيث قلما نجد شعراً مترجماً قد حافظ على حرارته وعذوبته حين ترجمته لعدة لغات بينما حقيقة العذوبة الشعرية لدى الشاعرة غزال كامنة من عفويتها وبساطتها والرمزية الواضحة التي تعكس حرارة العشق في مكنون قصائدها, تلك الخصوبة التي تمنحها الأنثى المبدعة لتسبغ به الأشياء كافة , من إبداع
:وتجليات روحها, إذ تقول هنا
كلما غسل الثلج ألوانكم بالأبيض
ونثر أخطائه عليكم بالأبيض
وما اكترث لوجع الأجساد والزهور والأشجار والأوراق
ساعتها أغادر حياتي
عنوة ولا أحدث أحداً
عن هذا في الأشعار
تكتب عن علاقة المبدع بالآخر , لتجسد لنا مقولة سارتر (