بقلم د. مي يحيى الشرقاوي..
إن العوامل الاجتماعية كاضطراب المناخ العاطفي في الأسرة خلال السنوات الأربع الأولى من عمر الطفل، وتعرض الطفل لشجارات الوالدين بشكل متكرر، أو لتجربة انفصال الوالدين، مما يصيب الطفل بحالة من الإحباط العاطفي والعدوانية ويصبح أكثر عرضة لاضطراب سلوكه. تعرض الطفل لقسوة العقاب البدني من والديه. افتقاد الطفل للارتباط عاطفيًا بشخص عاقل خلال سنوات عمره الأولى، أو أن هذا الارتباط غير دافئ ومتذبذب، مثل ارتباطه بأحد والديه، أو أحد الأقارب. عدم توجيه الآباء لأبنائهم إلى أهمية احترام القواعد والقوانين. انشغال الوالدين بأعمالهم وعدم تقديم الرعاية والإشراف الكافي للأبناء. تعرض الطفل للإيذاء أو العنف الجسدي يجعله أكثر عرضة للأمراض النفسية والجسدية وأكثر ميلًا إلى العنف. تعرض الطفل إلى العنف بشكل دائم يؤدي إلى نمو نفسه بشكل مطرد فيشعر أن العنف هو وسيلة التعبير عن الاهتمام، فيصبح سلوكه أكثر استفزازية لكي ينال العقاب فيشعر بالاهتمام. غالبًا ما يفتقد الطفل لوجود قدوة جيدة في حياته.
العوامل النفسية :علاقة الأم بطفلها، حيث أن هذه العلاقة هي من أهم عوامل النمو السليم الاجتماعي والعاطفي السليم للطفل. نقص في مستوى ذكاء الطفل، وقد يكون أيضًا الذكاء المرتفع نقمة على صاحبه لأنه يؤدي إلى اضطراب السلوك خاصة حين يصبح محل حديث واهتمام الأسرة وعدم عقاب الطفل على أي سلوك منحرف مما يؤدي به إلى التعالي واضطراب السلوك. غياب دور الأب في تربية الأطفال وسيطرة الأم بشكل كامل، فيصبح دور الأم مزدوجًا بين الحب والرعاية ويشعر الطفل بأن السلوك الحسن نمط أنثوي فيضطرب شعور الطفل الذكر ويبدأ في بعض السلوكيات المخالفة بهدف اثبات الذكورة. شعور الطفل بالذنب وحاجته اللاشعورية إلى العقاب، وشعوره بالإحباط وافتقاد السعادة والرفض الداخلي.
العوامل البيولوجية: الوراثة، حيث يشبه الأطفال آبائهم في الصفات الجسمانية والعقلية والسلوكية والعاطفة. أثبتت بعض الأبحاث أن شذوذ الكروموسومات يؤدي إلى اضطراب السلوك، حيث يكون مستوى الذكاء للطفل في أقل الحدود، ويتأخر في التطور اللغوي والعاطفي والاجتماعي. اضطراب وظائف الدماغ بسبب شذوذ في تخطيط الدماغ، ما ينتج عنه نقص في نمو الجهاز العصبي وميل إلى العدوانية.
علاج الاضطرابات السلوكية لابد من الاعتراف بأن علاج الأطفال الذين يعانون من الاضطرابات السلوكية هو أمر معقد وصعب للغاية، وخاصة أن الأسباب تكون مختلفة ومتعددة ومعقدة، ولأن كل طفل هو حالة فريدة ويتفاعل اجتماعيا بشكل فريد. إضافة إلى صعوبة العلاج فهناك عوامل سلبية أخرى تزيد من صعوبة العلاج، مثل عناد الطفل وعدم تعاونه في تلقي العلاج، أو خوف الطفل وفقدانه الثقة في الأشخاص البالغين. ولكي يتم وضع خطة علاج شاملة يحتاج الطبيب النفسي للتعاون مع أسرة الطفل والمعلمين والأقارب وزملاء الدراسة للوقوف على العديد من العوامل والأسباب التي تؤدي إلى اضطراب سلوكه، كما قد يحتاج إلى مساعدة طبية من تخصصات أخرى مثل طبيب أطفال أو طبيب عقلي لوضع تشخيص دقيق لبعض الحالات التي تساهم في تطور اضطراب السلوك. في حالة تعرض الطفل للعنف الأسري فلابد من نقله من منزله إلى منزل آخر أكثر أمانًا ورعاية، كما يتم تقديم الرعاية النفسية للطفل لحثه على الكلام والتعبير عن مشاعره ومكنونات نفسه وكيفية التحكم في عواطفه. وفي حالة معاناة الطفل من اضطرابات في الصحة العقلية مثل فرط الحركة أو نقص الانتباه أو الاكتئاب فيتم وضع خطة علاج لرعاية الصحة العقلية وقد يتم استخدام بعض الأدوية.