بقلم: مريم الشامي
شروط المرأة القيادية
إن نجاح أي مؤسسة من مؤسسات المجتمع ابتداءً من أصغر مؤسسة،الى اكبر مؤسسة مرتبط بنجاح امراة حاكمة. كما أن البقاء يتوقف علي مهارة العمل ، فكفاية المؤسسة وحسن المستوي الاجتماعي وتقدم الاقتصاد وما أشبه كلها تقع على عاتق الإدارة. والإدارة الناجحة ليست عملاً سهلاً بل هي علي جانب كبير من الصعوبة؛ إذ إن الأمر لا يقتصر فقط علي البدء في المؤسسة بل يجب معرفة كيفية استمرار نجاح تلك المؤسسة، لأن الإدارة علم وفن فأحدهما بدون الآخر يكون ناقصاً؛ فالعلم عبارة عن مجموعة قوانين ونظريات ومبادئ يلزم استيعابها سلفاً، ثم يأتي دور الفن الذي يعتمد على الموهبة الشخصية والخبرة العلمية والمهارة الفردية واستنباط طرق حل المشكلة.
كثر الحديث في الآونة الأخيرة عن تولي المرأة مناصب قيادية وقد أثار هذا الأمر حفيظة الكثيرين الذين يرون عدم أهلية المرأة وصلاحيتها، بينما يري البعض الآخر أن المرأة جديرة بتولي تلك المناصب العليا. والتساؤل الذي يطرح نفسه هو هل تمتلك المرأة مقومات الإدارة الناجحة التي تمكنها من النجاح في إدارة وقيادة مؤسسة ما؟
هناك الكثير من العناصر التي إذا ما تحلت بها المرأة وجدت نفسها ناجحة كقيادية منها ما هو مرتبط بشخصيتها وبقراراتها، ومنها ما هو خارج إرادتها.
بالنسبة لما هو مرتبط بشخصيتها تتمثل في أهمية توافر مجموعة من المهارات الأساسية مثل: القدرة علي اتخاذ القرارات، والذكاء الاجتماعي، وفن الإصغاء، وإدارة الخلافات، والمهارات التفاوضية، وحل المشكلات، والتحدث أمام الجمهور، والقدرة علي اتخاذ المبادرات بالإضافة إلي الانفتاح والكفاءة والحزم والتصميم والمثابرة والصدق والإبداع والذكاء والمشاركة، والاهتمام بالوقت، والنظرة المستقبلية، والوعي والثقافة العامة والإلمام بكل جوانب التخصص الذي تديره.
إن وظيفتها هي واحدة من أصعب الوظائف، وسواء أكانت الشركة صغيرة أم كبيرة، فإن المهمة التي تقع على عاتق المراة تبقي كبيرة، لأنّها هي التي تتخذ القرارات التي بها تكبر وتنمو العمل وتحافظ علي نجاحها. وهذه القرارات تتطلب شجاعة كبيرة أحياناً، فمثلاً، تجد المراة نفسها مضطرة إلي الاستغناء عن مندوب مبيعات على سبيل المثال، على الرغم من أنه هو الموظف الذي حقق أكبر رقم مبيعات للشركة، وذلك لأنه ارتكب خطأ جسيماً. مثل هذا القرار لابدّ أنه يحتاج إلى الكثير من الشجاعة. في بعض الاحيان ، تفكر المديرة في التغاضي عن بعض الأخطاء أو الهفوات التي يتورط فيها الموظفون، أو أن تتفادي اتخاذ قرارات مصيرية، لأنها خائفة من عواقبها المحتملة، لكن ينبغي عليها الحفاظ على العدالة في تعاملها مع الجميع وعلى مصداقيتها أمامهم.
ورغم تشابه عوامل النجاح بين الرجل والمرأة فإن هناك بعض الاختلافات المهمة التي تميز المرأة عن أقرانها من الرجال والتي تتمثل في: إحساس أعلى بالالتزام والتصميم والمثابرة.
وتشير الدراسة التي أعدها عالم الاجتماع الفرنسي ” مايكل ونتجل ” إلى أن هناك فروقا في الكلام و التفكير بين الرجل المدير والمرأة المديرة تتلخص فيما يلي:
* يكره الرجل الأسئلة والاستفسارات بينما المرأة أكثر ايجابية في هذا الشأن.
* الدقة في العمل إحدى صفات المرأة الأساسية أما الرجل فنظرته شمولية.
* المرأة تركز على التفاصيل والرجل يأخذ الصورة كاملة.
* بالمدح والتشجيع تخرج المرأة المديرة عن القالب النمطي مما يفجر طاقاتها الإبداعية.
* المرأة لا تكثر النقد قدر اكتفائها بتصحيح الأخطاء.
* السعي إلي التعاون مع الزملاء هدف للمرأة أما الرجل المدير فيحركه التنافس.
جدير بالذكر أن هناك مجموعة من التحديات التي تواجه المرأة القيادية تتمثل في: ضغوط الميراث الثقافي والحضاري.
الملاحظ في المجتمعات المتأخرة قليلا , وذوات الامكانات البسيطة , ترى ان المصلحة الشخصية تقود المرأة القيادية في بعض الاحيان الى الغرور , ومن ثم تجيير الجانب الاداري الى مسألة ذاتية وشخصية بحتة, ومن ثم البروز الشخصي من خلال ذلك المنصب .
وهذا لعمري, خير دليل على انها لحد الآن تحت تأثير الفكر الذكوري وتقاليد المجتمعات التي توقف التقدم الفكري لدى المرأة بفرض الاسس الاجتماعية المتخلفة عليها لذلك ترى ان المرأة تقلد في مفاهيمها الرجل , نتيجة لذلك التأثير التي وقع عليها من مجتمعها الذكوري.
اود هنا , ان اذكر أن للمرأة القيادية خصوصيات جميلة يمكن الاستفادة منها وابتعادها عن التصوير الذهني الذكوري التي هي تحت تأثيرها في المجتمع
خلاصة القول إن السمات الخاصة بالمرأة القيادية لا تكفي وحدها في تفعيل أدوارها بقدر ما يجب أن يساعد السياق الاجتماعي في تدعيم شروط تمكين المرأة وإتاحة الفرصة لإبداعاتها سواء من خلال أدوارها القيادية أو أدوارها العادية.