النفحات الروحانية وقلبك بين الخوف من الله والرجاء فى رحمته

كتب _ اشرف المهندس…

واللقاء الايمانى وحديث فضيلة الشيخ الدكتور :مديح سميح الطويله

من علماء الأوقاف إمام وخطيب بمديرية أوقاف الاسكندريه

بسم الله والحمدلله والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله .أما بعد

فالمؤمن ينبغى أن يكون قلبه وهو سائر الله كطائر له جناحين يحمل فى الاول الخوف من الله ويحمل فى الثانى الرجاء فى رحمة الله وحسن الظن بالله جل وعلا وهذا ما أكده النبى صلى الله عليه وسلم حينما دخل على شاب وهو نائم على فراش الموت فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم كيف تجدك فقال يارسول الله أجدنى أخاف ذنوبى وأرجو رحمة ربى فقال المصطفى (ما اجتمعنا فى قلب عبد فى هذا الموطن إلا أعطاه الله مايرجو وأمنه مما يخاف)) ويقول صلى الله عليه وسلم (لايموتن أحدكم إلا وهو يحسن الظن بالله )والله جل وعلا يصف حال قلب المؤمن وما ينبغى أن يكون عليه وهو سائر فى طريقه إلى الله فقال ((إنهم كانوا يسارعون فى الخيرات ويدعوننا رغبا ورهبا وكانوا لنا خاشعين )وقال تعالى ((تتجافى جنوبهم عن المضاجع يدعون ربهم خوفا وطمعا ومما رزقناهم ينفقون )وهكذا يكون قلب المؤمن بين الخوف من عذاب الله وبين الرجاء فى رحمته جل وعلا؛ولنا فى رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو أول من تنشق عنه الأرض وأول شافع وأول مشفع وأول من يفتح له باب الجنة وهو من غفر الله له ماتقدم من ذنبه وما تأخر ومع ذلك يقول صلى الله عليه وسلم (أنا أخوفكم لله )ويقول فى حديث آخر (من خاف أدلج ومن أدلج بلغ المنزل ألا إن سلعة الله غالية ألا إن سلعة الله هى الجنة)وعلى هذا الخلق ربى النبى صلى الله عليه وسلم أصحابه ولنا أسوة حينما سألت عائشة رضى الله عنها رسول الله صلى الله عليه وسلم عن معنى قول الله تعالى (والذين يرغبون مآءاتوا وقلوبهم وجلة أنهم إلى ربهم راجعون )فقالت يارسول الله أهو الرجل الذي يسرق ويزنى ثم يخاف الله قال لا يا ابنة الصديق ولكنه الرجل يصوم ويصلى ويتصدق ويخاف إلا يقبل منه )وهذا ابو بكر الصديق مع قدره ومكانته التى أخبر عنها سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم حينما قال لو كنت متخذا هائلا لتخذت أبى بكر وحينما نزل جبريل الى رسول الله ويقول له إن الله يقول لك قل لأبى بكر إن الله راض عنك فهل أنت راض عن الله والله يقول فى القرآن عنه (ولسوف يرضى)ومع ذلك أنظر إلى خوفه من الله كان ينظر للطا ئر ويقول ليتنى كنت مثلك طائرا ولم أخلق بشرا. وهذا عمر رضى الله عنه مع قوة إيمانه لدرجة أن عمر لو سلك طريقا فإن الشيطان يسلك طريقا أخر وهو الذى كان الوحى ينزل موافقا لقوله وأخبر عنه النبى صلى الله عليه وسلم لو كان نبيا بعدى لكان عمر ومع ذلك أنظر إلى خوفه من الله كان يأخذ تبنة من الأرض ويقول ياليتني كنت هذه التبنة ليتنى لم أك شيئا ليت أم عمر لم تلد عمر.

وكان رضى الله عنه إذا سمع آيات الوعيد فى القرآن يخر مغشيا عليه كما حدث عندما سمع (إن عذاب ربك لواقع) وقع من على دابته مغشيا عليه. وكان رضى الله عنه فى وجهه خطان أسودان تحت عينية من شدة بكائه .

وهذا أبوعبيده الذى أخبر النبى صلى الله عليه وسلم أنه من أهل الجنه .كما أخبر الحبيب أنه أمين هذه الامه ومع ذلك كان من خوفه من الله وددت لو أنى كبش يذبحنى أهلى فيأكلون لحمة ويحسون مرقى .

فلقد كانوا رضى الله عنهم يخافون الله مع مكانتهم ويخافون الايتقبل الله منهم حسناتهم اما مع كثرة تقصيرنا فى حق الله وكثرة ذنوبنا لانخاف الله .

وهذا هو الحسن رضى الله عنه يمر على شاب فى مجلس لهو مستغرق فى الضحك فقال له يافتى هل مررت على الصراط ؟قال لا فقال له أتدرى الى الجنة تصير ام الى النار ؟قال لا فقال له الحسن ففيم الضحك إذن.

والنبى صلى الله عليه وسلم يخبرنا عن ثمارات القلب الخائف من الله فيقول فى الحديث القدسي الذى يرويه عن رب العزة جل وعلا قال الله (وعزتى وجلالى لا أجمع على عبدى خوفين ولا أمنين إذا خافنى فى الدنيا أمنته يوم القيامة وأن أمننى فى الدنيا أخفته فى الآخرة )ويقول تعالى فى إشارة إلى ثمرة أخرى من ثمار الخوف من الله ((ولمن خاف مقام ربه جنات )).

أما الجناح الآخر لقلب المؤمن وهو سائر الى الله هو الرجاء فى رحمة الله جل وعلا فكما قال الله (ويحذركم الله نفسه)قال أيضا بعدها مباشرة (والله رءوف بالعباد )وفى تفسير هذه الآيات أورد ابن كثير الحديث القدسى الذى رواه الترمذى يقول المولى جل وعلا (إذا بلغ عبدى أربعين سنة كفيته شرالبلايا الثلاث الجنون والجذام والبرص.

فإذا بلغ خمسين سنة حاسبته حسابا يسيرا .

فإذا بلغ ستين سنة حبيته الملائكة

فإذا بلغ سبعين سنة حببت له الإنابة إلى

فإذا بلغ ثمانين سنة كتبت له حسناته وطرحت عنه سيئاته

فإذا بلغ أرذل العمر كتبت له مثل ماكان يعمل له فى صحته من الحسنات فإذا بقيت له سيئة ألقيتها عنه حتى يلقانى كيوم ولدته أمه .)

ومن باب الرجاء أن باب الله يقبل المقبلين عليه ويعفو عن المذنبين فيقول النبى صلى الله عليه وسلم (إن الله يقبل توبة العبد مالم يفرغر)

فالمؤمن لايقطع الرجاء أبدا فى توبة الله عليه مهما بلغت ذنوبه فهو الذى ينادى (قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله إن الله يغفر الذنوب جميعا)

والمؤمن لايقطع الرجاء والله ينادى علينا بقوله (يابن آدم إنك مادعوتنى ورجوتنى غفرت لك ما كان منك ولا أبالى ؛يابن آدم لو بلغت ذنوبك عنان السماء ثم استغفرتنى غفرت لك ؛يابن آدم لو أتيتنى بقراب الارض خطايا ثم لقيتنى لاتشرك بى شيئا لأتيتك بقرابها مغفرة .)

وأخيراً فقلد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم كما بدأنا حينما دخل على الشاب وهو فى نزعه الاخير كيف تجدك قال يارسول الله أجدنى أخاف ذنوبى وأرجو رحمة ربى

فقال الحبيب (ما اجتمعتا فى قلب عبد إلا أعطاه الله مايرجو وأمنه مما يخاف).

Related posts

Leave a Comment