إعدام زوج| دفع حياته ثمنًا للأوهام

خالد الرزاز

◄المتهم: قتلت زوجتي بسبب الشك
◄المجني عليها دفعت حياتها ثمنًا لسوء الظن
◄ الطب الشرعي أنصف المجني عليها وأثبت براءتها

◄منذ أيام قليلة قضت محكمة جنايات محافظة قنا، الدائرة الأولى، بإعدام زوج شنقًا، لقتله زوجته بعد شكه في سلوكها واعتقاده أن زوجته حملت سفاحًا، ثم كشفت التحريات أن المجني عليها تتمتع بحسن السير والسمعة والسلوك، أما المفاجأة التي فجرها تقرير الطب الشرعي كانت إثبات أن المجني عليها لم تكن حامل من الأساس، بما يعني أن الزوج دفع حياته ثمنًا للأوهام قصة مثيرة وأحداث مؤسفة وقعت بسبب الشك، لكن قبل الإعدام كيف كانت البداية؟

 

دماء في غرفة النوم
بدأت القصة ببلاغ مثير تقدم به إحدى السيدات لرئيس مباحث مركز الشرطة بمحافظة قنا يفيد بالعثور على جثة جارتها غارقة في دمائها في شقتها، على الفور انتقل رئيس المباحث لمكان البلاغ وتبين من المعاينة المبدئية أن الجثة لسيدة في نهاية العقد الثاني من العمر، ترتدي ملابسها كاملة ومصابه بعدة طعنات بجميع أجزاء جسدها.

وضع خطة بحث استهدفت فحص علاقات المجني عليها، وتبين بشكل مبدئي أنها حسنة السير والسلوك ولا توجد بينها وبين أي شخص أي مشاكل، إلا أن جميع الجيران أكدوا وقوع مشادة عنيفة بينها وبين زوجها قبل الحادث بعدة أيام، كان اختفاء الزوج يمثل لغز كبير في القضية، بدأت أصابع الاتهام تتجه نحو الزوج خصوصًا بعد تأكيد الجيران أن المجني عليها وزوجها على خلاف دائم وأصوات الشجار والمشادات الكلامية بينهما لا تنقطع.

خلافات زوجية
تم استدعاء الزوج لاستجوابه، في البداية أكد أنه وقع خلاف بينه وبين زوجته منذ عدة أيام دفعة لترك منزل الزوجة غاضبًا، وفوجئ باستدعاء ضباط المباحث له، وعندما سأله ضباط المباحث عن السبب الحقيقى وراء عدم سؤاله عن زوجته طوال هذه الأيام، أكد إنه كان في حالة غضب منها وتركها حتى تهدأ الأمور بينهما، فأكد له الضباط أن زوجته قُتلت داخل منزل الزوجية فتظاهر بالحزن وكأنه لا يعلم أي شئ وأبدى دهشته من قتل زوجته رغم إنهم من أسرة بسيطة ولا يمتلكون ما يدفع البعض لاقتحام منزل الزوجية بغرض السرقة، كان كلام الزوج مرتب بعناية حتى يُبعد الشُبهة عنه تمامًا.

أقوال متضاربة
بدأ رجال المباحث في تضييق الخناق على الزوج الذي بدأت أقواله تتضارب، ما أكد الشكوك التي أثيرت حوله وتحديدًا بعد الاتهامات المباشرة التي وجهتها أسرة المجني عليها للزوج خصوصًا وأن المجني عليها سبق لها طلب الطلاق لأن زوجها عقيم، تم احتجاز الزوج داخل قسم الشرطة وفي صباح اليوم التالي تم إعادة التحقيق معه مرة أخرى، وبمواجهته بالأدلة والبراهين الجديدة وتضييق الخناق عليه ومحاصرته بالأسئلة انهار الزوج واعترف أنه مرتكب الجريمة بعد أن دفعة الشك لقتل زوجته خصوصًا بعد اعتقاده أن زوجته حامل من شخص أخر لذا قتلها دفاعًا عن شرفه وكبريائه.

قتلت زوجتي بسبب الشك
قال الزوج المتهم أمام النيابة العامة، الشك جعلني قاتلًا رغم حبي الكبير لزوجتي الراحلة التي تزوجتها بعد قصة حب ملتهبة، لكن بعد مرور خمس سنوات على الزواج لم يكتب لنا الإنجاب وعندما ذهبنا إلى الأطباء أكدت جميع التحاليل الطبية إنني عقيم أو بمعنى أدق نسبة شفائي وقدرتي على الإنجاب لا تتعدى 5%، اسودت الدنيا في عيني وأنا اسمع هذا الكلام، تغير مزاجي للأسوأ، واتسعت هوة الخلافات بيني وبين زوجتي بسبب هذا الموضوع للدرجة التي دفعتها لطلب الطلاق لكن رفضت هذا الكلام شكلًا ومضمونًا بسبب حبي لها.

حمل كاذب
ويستطرد المتهم قائلًا، ابتعدت عني زوجتي، أصبحنا أغراب نعيش تحت سقف منزل واحد حتى لاحظت في أثناء متابعتي لزوجتي ظهور أعراض الحمل عليها وتدهور حالتها الصحية، كل الشواهد والأعراض التي مرت بزوجتي كانت تشير أنها حامل، جن جنوني وأنا اعلم إنني مازالت أتلقى العلاج ولم تثبت التحاليل الطبية شفائي، لذا لعب الشيطان بعقلي وكل ما سيطر على تفكيري هو أن زوجتي خانتني مع أحد الأشخاص بما يعني أن زوجتي حملت سفاحًا، أعترف أن شكوكي لم يكن لها أساس لها من الصحة، لأنني لم أعثر دليل مادي واضح، لم أتمالك نفسي من شدة الغضب، اتخذت قراري النهائي بالتخلص من زوجتي بقتلها، أحضرت سكينًا ودلفت إلى غرفة النوم ووجهت لها أكثر من 14 طعنه قاتله أودت بحياتها ثم فررت هاربًا حتى فوجئت بالقبض علي بعد أن وجهت لي أسرة زوجتي اتهامات مباشرة بالوقوف وراء مقتلها.

بلاغ مثير
كانت الأجهزة الأمنية بمركز شرطة قوص، تلقت بلاغًا في شهر أغسطس من عام 2017، مفاده العثور على جثة “ريهام.س”، 29 عامًا، ربة منزل، بها طعنات في الرقبة، داخل منزلها بمنطقة الشوادر بقوص، وتم نقل الجثة إلى المستشفى، وأثبتت التحريات المبدئية لرجال البحث الجنائي، قيام زوجها، أحمد. ع، 37 عامًا، مدرس، بطعنها بسلاح أ

Related posts

Leave a Comment