اشرف المهندس يكتب… من ذاكره التاريخ

 

بقلم/اشرف المهندس

الحلقة السابعة وشياطين الانس على مدار الزمن

(عندما يأتي المخلص العظيم.. وهذه الفتاة البريئة القلقة الجميلة.. هيا تعالى وحررها الآن ومازالنا مع النمرود وما اصبح فيه من كل قوى ولكن قبل ان نكمل باقى القصة وعلى مدار مافات من حلقات لم نذكر اهم شئ وعنصر وهو المراة والتى لاينسئ التاريخ ابدا مالها من كل دور وحواء التى كان اول ذكر لها فى العهد القديم سفر

التكوين الاصحاح الثانى (وَبَنَى الرَّبُّ الإِلهُ الضِّلْعَ الَّتِي أَخَذَهَا مِنْ آدَمَ امْرَأَةً وَأَحْضَرَهَا إِلَى آدَمَ. 23 فَقَالَ آدَمُ: «هذِهِ الآنَ عَظْمٌ مِنْ عِظَامِي وَلَحْمٌ مِنْ

لَحْمِي.هذِهِ تُدْعَى امْرَأَةً لأَنَّهَا مِنِ امْرِءٍ أُخِذَتْ». 24 لِذلِكَ يَتْرُكُ الرَّجُلُ أَبَاهُ وَأُمَّهُ وَيَلْتَصِقُ بِامْرَأَتِهِ وَيَكُونَانِ جَسَدًا وَاحِدًا. 25)وهنا نقف مع هذا الاسم البابلى “سميراميس.” او محبوبة الحمائم او اله القمر بعد ذلك بعدما اصبحت زوجة النمرود التى كان التعرف بها حين كانت الحرب التى نزل اليها المستشار الأعلى “أونس” وهو كان عريسًا جديدًا إلا أن طبول

الحرب لما دقت انتزعته من سريره انتزاعًا.. ولم تنتزعه وحده.. بل انتزعت زوجته

معه.. الفارسة “سميراميس”.. والتي كانت قد أظهرت فروسية وذكاء لا

يملكهما أعتى الفرسان.. نزلت “سميراميس” إلى الحرب مع زوجها جنبًا إلى جنبًا والحقيقة أن مظهرهما كان عجيبًا كعروسين.. كانت “سميراميس” قائدة

كتيبة عسكرية كاملة.. فائقة الجمال.. جمال من الطراز الذي يذعن له الآخرون

رغمًا عنهم.. لها عينان ساطعتان بالرغم من كثافة رموشهما.. عينان يشع

منهما وهج عبقرية قائد يستطيع أن يأمر جيشًا ويؤسس إمبراطورية.

أظهرت “شميرام” وذلك الاسم بالطريقة التى كان ينطق بها ولدالها وكل من حوالها فى اللغة البابلية .وهى في تلك الحرب لها دهاءً عسكريًّا فاق كل الحدود.. دهاءً أسقط

وحده مملكة “بكتيريا” الحصينة.. ووصل الخبر إلى الملك “النمرود” الذي دُهِشَ

دهشة حقيقية من أن تفعل فتاة واحدة كل هذا .والان فى تلك الحلقة نتعرف على تلك المراة وقصتها وطريقة النمرود فى اخذها من زوجها والطمع فيها وحبها . وهى ايضا من اسرار ذلك الزمان وتلك الحقبة

“سأغنّي هذه الأغنية للإله.. عندما يأتي المخلص العظيم.. وهذه الفتاة البريئة

القلقة الجميلة.. هيا تعال وحررها الآن ” أغنية بابلية قديمة بصوت عجوز ولغة

بابلية قديمة كان يغنيها.. ويحرِّك رأسه طربًا.. كان صوته رخيمًا جميلًا.. لكن

موسيقى الخلفية لم تكن متوافقة مع جمال صوته.. لقد

كان يغني على صوت

أغنام تسرح في المرعى.. أغنام يهش بعصاه عليها من آنٍ لآخر.. لقد كان

سعيدًا.. ومن ذا الذي يمشي في مثل هذه الطبيعة الساحرة ولا يكون سعيدًا..

نحن في مملكة آشور القديمة قُرب مدينة بابل.. أعظم مدينة رأتها عين إنس أو جن في التاريخ.. وهذا الراعي ذو الصوت الرخيم هو العجوز “إيشما”.

“ولمّا يأتي المخلص العظيم.. ستتحررين بالتأكيد ”

قبل أكثر من أربعة آلاف عام.. كانت الأرض غير الأرض.. والسماء غير السماء..

كان “إيشما” يمكنه أن ينظر إلى البِركة التي يمشي بجوارها فيرى كل

أسماكها وأصدافها وكأنه ينظر إلى الطيور في السماء.. قبل أكثر من أربعة آلاف عام .. كل شيء كان طاهرا شديد النقاء.. ويبدو أن “إيشما” العجوز قد

قرر أن يستريح قليلًا.. فتوجه إلى شجرة قريبة اعتاد أن يترك عندها طعامه.. ولما

وصل إلى طعامه نظر إليه بدهشة.. لقد كان مفتوحًا.

هؤلاء اللصوص الفقراء لن يتعلموا أبدًا.. لو أنهم سألوه طعامًا لأعطاهم..

لكنهم يؤثرون السرقة.. تأبى نفوسهم مسألة الناس وترتضي سرقتهم.. لكن

“إيشما” قد استغرب جدًّا لما أعاد النظر إلى الطعام.. فبرغم أن الكيس مفتوح..

إلا أن الطعام موجود والحليب موجود.. لكن الجُبن مأكولة منه قطعًا صغيرة

جدًا.. والحليب ناقص نقصًا يسيرًا لا يُسمِن ولا يُغني من جوع.. جلس “إيشما”

وأكل وشرب واستراح في ظِل الشجرة.. ثم قرر أن ينزل ليغتسل في البركة..

وكما يفعل الرعاة الذين يستحمون في البرك في كل الممالك القديمة.. خلع

ملابسه كلها ونزل إلى الماء.بينما “إيشما” العجوز

يستحم.. كان ينظر إلى متاعه من آنٍ لآخر نظرات لا

شعورية.. وفجأة أتى سِرب من الحمام جميل المنظر وحط عند طعامه.. وأخذ

الحمام ينقرون الجبن نقرات صغيرة ويملأون مناقيرهم الصغيرة بالحليب في

مشهد غريب ثم يطيرون ويحطون في مكان غير بعيد.. ويمكثون بضع دقائق

هناك ثم

يطيرون عائدين إلى طعامه.. فينقرون ويملأون مناقيرهم ثم يطيرون

إلى المكان ذاته.

خرج “إيشما” من البركة ووارتدى ملابسه البابلية القديمة.. لكنه لم يتجه إلى

متاعه.. بل اتجه إلى ذلك المكان الذي تطير إليه الحمائم بهذا الحماس الغريب..

وهناك وجد شيئًا اتسعت له عيناه العجوزتان في دهشة وانبهار؛ وجد طفلة

جميلة ابنة التسع سنوات لم ترَ عيناه بمثل جمالها.. لكن ليس هذا ما أدهشه..

ما اتسعت عيناه له انبهارًا هو أن الحمائم كانت تحيط بها وتطعمها وتسقيها

من مناقيرها لبنا.

كانت الطفلة تضحك وتحرك يديها بسعادة.. ولما اقترب منها “إيشما” ضحكت

له ضحكة نزلت لبراءتها دموعه الحانية.. وبعقلية راعٍ بابليّ قديم كان ما

يشاهده يعني شيئًا أسطوريًّا ما.. حملها “إيشما” برفقٍ ورفعها إلى السماء..

وكانت الحمائم تطير من حولهما بسعادة لم يجد لها تفسيرًا.. نظر “إيشما” إلى

عينيها الصغيرتين الجميلتين..

إنها المرة الأولى التي يرى فيها طفلة لديها هذه

الرموش الرائعة.. قرر “إيشما” أن يأخذ هذه الطفلة معه ليربيها.. وقرر أيضًا أن

يسميها اسمًا أوحاه إليه الموقف.. سمَّاها “محبوبة الحمائم”.. الاسم الذي كان

لما ينطق بالبابلية القديمة يبدو مألوفًا.. كان يُنطَق بالبابلية “سميراميس.”

نظر الراعي العجوز

“إيشما” إلى تلك التحفة الأنثوية النائمة التي بدا أنها نزلت من

السماء إليه وحده.. تلك التحفة الصغيرة التي سمَّاها “سميراميس”.. وإنه مجرد

راعٍ فقير يجوع أكثر اليوم.. إن مكان هذه الجوهرة الصغيرة ليس بالتأكيد بين

تلك الجدران المتهالكة التي يعيش وسطها.. لابد أن الآلهة تدخر لجمالها مكانًا

أكثر أناقة.. وهنا فاجأت دماغه العجوز فكرة عظيمة بشأن “سميراميس”.

غدًا سيُقَام سوق “نينوى” العظيم.. والذي يتفق مع موسم الزواج الذي يُقَام كل

عام في بابل؛ حيث يجتمع الشبان والفتيات من كل أرجاء مملكة آشور العظيمة

فينتقي كل شاب عروسًا تناسبه.. ويشتري الكهول الفتيات الصغار لتربيتهن

حتى يبلغن سن الزواج فيتزوجوهن أو يقدموهن لأحد أبنائهم كزوجات. . نظر

إلى عيني “سميراميس” الجميلتين وعقد العزم أن يمضي غدًا إلى “نينوى”.

ومضى “إيشما” العجوز حاملًا “سميراميس” الصغيرة على كتفه إلى “نينوى”..

ولو تحدثت الأناقة يومًا لقالت “نينوى”.. كان “إيشما” قد لبس أفضل ما عنده

لكنه بدا متسوّلًا بالطبع وسط هذا السوق الذي يتنافس فيه كل ذي جمال

للحصول على كل ذات حسن.. كانت “سميراميس” تضحك ضحكتها الساحرة

التي خطفت أعين الكل وأثارت تساؤلاتهم عن هية ذلك المتسول الذي يحمل

لؤلؤة بين ذراعيه.

في نفس الوقت الذي كان “سيما” ناظر خيول الملك يمر في السوق.. كان يبحث

عن خيول جديدة يشتريها للملك.. وحانت منه نظرة التقطت فيها عيناه صورة

“سميراميس” الصغيرة.. نسي “سيما” الخيول ونسي الملك ونسي كل شيء

وتذكَّر شيئًا واحدًا.. تذكر أنه عقيم لا يلد.. نظر مرة أخرى إلى الصغيرة.. شعرٌ

بُنيّ كأنه الذهب.. كيف يصير البُنيّ ذهبًا؟ هذا لا يمكن شرحه إلا لو رأيت شعر

هذه الفتاة.. عينان تختصران كلمة أنثى إذا نظرتَ إليهما.. شفتان دقيقتان.. ترك

“سيما” كل شيء وتوجه إلى الراعي العجوز.. إلى “إيشما”.

نظر “إيشما” إلى ملابسه الملكية في حذرٍ.. وابتسمت له الفتاة الصغيرة في

سحرٍ.. دقت له كل دقات الأبوة الباقية في قلبه.. وجرت لتلقي نفسها بين

ذراعيه.. التقطها ورفعها إلى السماء بسعادة.. وأخرج من جيبه كيسًا من

العملات الذهبية كان سيشتري به أغلى خيل في السوق.. نظر

“إيشما” إلى

الكيس بلهفة وسعادة.. ثم إنه قبل يد “سيما”.. ومضى في طريقه يغني:

“ولما يأتي المخلّص العظيم.. ستتحررين بالتأكيد

وفي ضواحي المدينة التي لم تكن مبانيها العادية أقل جمالًا من قصورها.. كان هناك رجل

بملابس تبدو ملكية يمتطي صهوة جواد أصيل ويحيط به الكثير من الرجال ذوو

الملابس المتشابهة والجياد المتشابهة.. كان هذا هو “أونس” مستشار الملك..

وقد أتى للمدينة بفوجٍ ملكي حتى يُبلغ أهلها بأوامر الملك التي لا تنتهي.. كان

الأهالي محتشدين أمامه في قلقٍ وملل.. وكان “سيما” ناظر خيول الملك واحدًا

من المحيطين بالمستشار “أونس.

ومن بين جنبات صمت الأهالي ومللهم شق الهواء صوت جواد آتٍ

من بعيدٍ

بسرعة مجنونة.. التفتت إليه رؤوس كل الأهالي في دهشة وتبعتهم رؤوس

الوفد الملكي في غضب.. وتحولت كل دهشة إلى إعجاب وكل غضب إلى

دهشة.. لقد شقَّ جمود المشهد جواد أسود قوي يمتطيه ما بدا في الأفق وكأنه

فارس مغوار.. وليس هذا ما غيَّر تعابير القوم بهذا ال

شكل.. لقد تغيرت

تعابيرهم لأن القادم لم يكن فارسًا.. بل كانت “سميراميس”.

-هل فاتني الشيء الكثير؟

قالتها بمرح وثقة لا يجتمعان إلا لديها.. دعك من الصمت الذي قابل عبارتها..

دعك من نظرات الأهالي إلى بعضهم والتي تحمل معانى أشبه بـ

-انظروا إلى هذا الفرس الذي يمتطي فرسا

دعك من كل هذا وانظر إلى الفوج الملكي..

وتحديدًا إلى “أونس” الذي سقط منه لباس الصرامة الذي كان يضعه على

وجهه.. سقط إلى أسفل قدمي جواده.. وسرحت عيناه في عالم لم يرَه من قبل..

تاهت عيناه في زحام من الجمال والرقة والأنوثة و…

-كيف تركضين بالفرس

بهذا الجنون في ضواحي المدينة يا “سميراميس”؟ وكيف تتخلفين عن حشد الملك؟

-لقد أمرتني أن أحاول ترويض الحصان “ليجيش” يا أبي.. وهاهو أمامك

كالمهر.

قالتها بنظرة أنثوية إلى المستشار “أونس” الذي كانت هذه النظرة كافية

لتقضي على كل ما تبقى من رزانته. . فقال بصوت خافت للحشد :

-فلينصرف كل منكم إلى متاعه.

تحرك الحشد مستديرين مهمهمين واستدارت “سميراميس” بجوادها لكن

صوت “سيما” الهادر أوقفها قائلًا:

-“شميرام” تعالي إلى هنا وقبلي يد المستشار واعتذري له.. فقد أفسد

قدومك حديثه.

نزلت “سميراميس” من على صهوة جوادها كفارسة حقيقية.. وتوجهت ناحية

“أونس” ناظرة إليه تلك النظرة الأنثوية إياها.. والتي زلزلته هذه المرة فبدا وكأنه

هو الذي أخطأ ويريد الاعتذار على شيء ما.. مدت “سميراميس” يدها الجميلة

إليه ببطء حتى أمسكت بيده ببطء.. لكن يده جذبت يدها فجأة إليه ليُقبل هو

يدها ويقول في خفوتٍ.

.

– سيدة شميرام”.. أن تقبلي أن تكوني لي زوجة هو الطريق الوحيد

الذي سيجعل قلبي يسامحك على ما فعلته به.

نظرت “سميراميس” إلى “سيما” الذي كان ينظر لها نظرة أبوية مبتسمة

مشجعة.. ثم نظرت إلى “أونس”.. رجل قوي ذو منصب هو الأعلى في الدولة..

تنحى قلبها جانبا وتحدث

عقلها بالموافقة.. وأصبحت “شميرام” في الليلة التالية

زوجة “أونس”.. المستشار الأعلى للملك “كوش” العظيم.. ملك المملكة البابلية كلها.. الى ان كان يوم وصول اسمها للنمرود بعد انتهاء الحرب ومافعلت وهو فداستدعاها لمكافأتها..

وكان أول لقاء بين الملك النمرود وبين “سميراميس”.

كان الملك “النمرود” جالسًا على عرشه يُعنِّف مستشاريه كعادته.. وكان منهم

المستشار “أونس”.. وفجأة دخلت “سميراميس”.. بكل جمالها وثقتها وقوتها

دخلت.. رافعة رأسها راسمة على ملامحها تعبيرًا عسكريًّا صار

مًا بدا عجيبًا على

ملامحها الجميلة.. وفور أن رأت “زاهاك” شعرت بخفقة في قلبها.. ساءلت

قلبها عن تلك الخفقة.. أتُراك خفقت لأنك رأيت الملك الأعظم للبلاد لأول مرة..

لكنها رفضت هذا.. فهي ليست من الطراز الذي يهتز لرؤية أحد.. في نفس

الوقت كان “زاهاك” يحدِّث أحد مستشاريه بعصبية.. ثم لما شعر بحضور شخص

ما التفت إليه بحدة.. وعندما رآها قام من على عرشه.. وكان يسائل نفسه أثناء

قيامه.. لِمَ يقوم ؟.. إنه ليس من الطراز الذي يقوم لحضور أحدٍ.. التقت عيناهما

لقاءً حجبَ عن مجال رؤيتهما أي كيانات أخرى سواهما. اقتحمت المجال نظرات أخرى آتية من شخص آخر يرى المشهد.. نظرات غاضبة

موجَّهة من “أونس”.. زوجها.. الذي لم تسره تلك النظرات التي عجز الطرفان

عن إخفائها.

نظرات “لوسيفر”.

لم يمضِ وقتٌ طويلٌ إلا وكان يمكنك أن ترى المستشار

“أونس” وهو يسقط

صارخًا من فوق قلعة النمرود.. بينما يقف النمرود فوق القلعة ناظرًا إليه

بسخرية.. ثم أمكنك أن ترى النمرود يتزوج من “سميراميس” زواجًا اهتزت له

أرجاء المملكة البابلية اهتزازًا لم تهز قبله مثله ولا بعده.. حتى استمرت

الاحتفالات ثلاثة أيام متواصلة.

. ووُزعت الكثير من الكابرا (حقائب الهدايا)

المليئة بالملبس والحلويات البابلية الأخرى.. واجتمع الشمس والقمر كما تقول

الأساطير.. الشمس هو إله الشمس النمرود والقمر هي “سميراميس”.

وزادت قوة مملكة النمرود بعد انضمام “سميراميس” بكل دهائها إليه.. انضم

الدهاء العسكري إلى القسوة والطغيان إلى سطوة السحر

Related posts

Leave a Comment