محمد عطيه يكتب… صعوبات الحياة

محمد عطيه

(كفي بالمرء أثما أن يضيع من يعوله) صدق رسول الله صلي الله عليه وسلم .
أوعي تضيع بيتك بحجة أنك بتعمل دا كله عشانهم. انت مش ممول
أوعي تدمري علاقتك بجوزك بسبب متاعب الشغل والولاد هو ليه حق قبل الكل
في الحياة .. صعوبات كثيرة تواجهنا ..
أيامنا غالبا ما تكون باهتة .. ملامحنا متعبة .. وقلوبنا منهكة ..
الا أن القدر .. في لحظة ما .. لا تخطر لنا على بال
يهبنا ما يضفي النور على تلك الملامح
و يحول التعب الى قوة ..
وينتشل أرواحنا من عمق اليأس ..
ويبقى لنا .. دائما
ذاك الأمل الجميل
الذي لا يسمح أبدا بانكسارنا ..

لاشك أنك بكيت ..حزنت ..تألمت ..واكتئبت

وشكوت من الدنيا مرارًا ?..

لكن في النهاية : هي لحظات وتعود إليك السعادة والفرح ….
والرابح من يتعلم من العثرات .. ويستفيد من الالم ..

نقع ونعود …نتعثر ونقف مجددا .. نصبر ونجتهد ?
ونظل نتسلح ب التفاؤل ..لنجد الخير
ونعتصم بحبل الله المتين، الذي لا يخيب من رجاه
ونحن بالله اقوى ❤..

جاءت الابنةُ الشابّة إلى أّمها تشكو صعوبات الحياة وتخبرها بأنها يئِست ولا تقدر على المواصلة. تعبت من صراعات لا تنتهي، وكلما حلّت مشكلة ظهرت أخرى.

أخذتها الأمُّ إلى مطبخها، وملأت ثلاث قدور بالماء ثم رفعتها على نار الموقد المتأججة، وانتظرت حتى بدأ البخارُ في التصاعد إيذانًا بغليان الماء.
وضعت في القدر الأول
بعض ثمار الجزر، وفي الثاني بيضة، وفي القدر الثالث ألقت شيئًا من حبوب القهوة. وانتظرت بضع دقائق أخرى، صامتةً عن الكلام. بعدما فارت القدور بالغليان من جديد، أطفأت الموقد. انتشلت ثمرات الجزر في صحن، وفي صحن ثان التقطت البيضة، ثم صبّت القهوة في فنجان، ونظرت إلى ابنتها وسألتها:
ماذا ترين؟ فأجابت الابنة:
“جزر، بيض، قهوة.”

سألت الأمُّ ابنتَها أن تمسّ الجزرات فوجدتها قد لانت بفعل الحرارة. ثم طلبت منها

أن تُقشِّر البيضة فلاحظت قلبها الذي صار جامدًا بفعل الحرارة، وفي الأخير سألت الأم ابنتها أن ترتشف شيئًا من فنجان القهوة.

نظرت الفتاة إلى والدتها وسألت: «وماذا يعني كلُّ هذا يا أمي؟»

قالت الأمُّ إن تلك المواد الثلاثة قد واجهت المحنة ذاتها: الحرارة وغليان الماء حول أجسادها. لكن كلاًّ منها قد تصّرف على نحو مختلف.

كانت الجزرة قوية، عصيةً، جامدة، عنيدة، لكنها لانت بعد مواجهة الصعاب وصارت رخوة ضعيفة. في حين كانت البيضة هشّة سهلة الكسر، وكان خارجها الصلب يحمي سوائلها الداخلية الرخوة، على أنها بعد مواجهة الصعاب، صار قلبُها الرخوُ جامدًا.

أما حبوب القهوة فكانت فريدة في سلوكها إزاء المصاعب. فقد غيّرت هي من طبيعة تلك المصاعب وحوّلتها إلى شيء طيب حلو المذاق. فصار الماءُ قهوة شهية.

نظرت الأمُّ إلى ابنتها وسألتها: “والآن يا حبيبتي، أي واحدة من الثمرات الثلات أنتِ؟ حينما تطرقُ المحنُ بابَك، كيف ستكون استجابتك؟ هل ستكونين جزرة أم بيضة أم حبّة قهوة؟»

سلي نفسَك: هل أنا جزرة أبدو قوية صلبة عصية، ومع الألم أغدو رخوة ضعيفة وأفقد صلابتي؟

هل أنا بيضة أمتلك قلبًا عطوفًا، لكنه يتبدّل ويقسو مع الألم؟ هل لديّ روحٌ طيبة لكنها مع العُسر المادي والتجارب المُرّة تنكسر وتتحجّر؟ هل تبدو قشرتي الخارجية هشّة ولكن داخلي مُرٌّ قاسٍ لا يرحم؟

أم أنا مثل حبّة القهوة؟ تلك التي بدّلت من طبيعة وتركيب الماء الساخن، فكأنما غيّرت من الظروف العسرة التي تخلق الألم؟ حينما سخن الماء، بدأ في تحرير الرائحة الحلوة الخبيئة والمذاق الشهي المستتر داخل قلب القهوة.
فإن كنتِ مثل القهوة فإنكِ، حين تقسو الظروف من حولك، ستغدين أفضل وأبهى وتغيّرين الواقع الذي حولك ليغدو أجمل. حينما تُظلم الحياةُ من حولك، وتتعاظم المحن، هل ترتقين بنفسك إلى مرتبة أعلى؟ كيف تعالجين الصعاب؟ هل أنت جزرة، أم بيضة، أم حبّة قهوة؟

ربما لديك ما يكفي من السعادة لما يجعلك لطيفة، وما يكفي من التجارب لما يجعلك قوية، وما يكفي من الأسف بما يجعلك إنسانًا، وما يكفي من الأمل لما يجعلك سعيدة. أسعد الناس ليسوا بالضرورة من يمتلكون الأفضل من كل شيء، إنما هم من بوسعهم أن يستخرجوا الأفضلَ من كل شيء حولهم بطرائقهم الخاصة. المستقبل الأكثر إشراقًا لابد دائمًا أن يتكئ على ماضٍ منسيّ، لن يكون بوسعنا المضي في الحياة قُدُمًا إلا إذا تركنا إخفاقات الماضي تمضي بأوجاعها إلى حال سبيلها

Related posts

Leave a Comment