..فنُّ الإدارة ..

بقلم : د . أحلام الحسن
خبيرة إدارة الموارد البشرية

كثيرًا ما يلتبس الأمر بين الناس حول مصطلح إدارة الموارد البشرية وبين مصطلح التنمية البشرية ومصطلح البرمجة اللغوية العصبية ومن خلال هذا المقال سنتطرق إلى تعريف المصطلحات الثلاثة تلك بصورةٍ موجزةٍ ومبسطةٍ ليسهل على القارئ الإستفادة منها ..
أولًا ماهو مصطلح التنمية البشرية :

من خلال كلمة ” تنمية “يعرف القارئ بأنّ هناك ما يُسعى لتنميته ومضاعفة جودته ..
ومن كلمة ” بشرية ” نتوصل إلى أنّ المراد بتنميته هو الإنسان لا غير .. ولنأتي على تعريف المصطلحات الثلاثة بصورة موجزة ٍ ومفيدة :

1- مصطلح التنمية البشرية :

أ – هو عملية تطوير وتحديث الذات البشرية وتحديث قدراتها من خلال مساعدتها على تطوير ذاتها واكتساب المهارات والقدرات العملية لتحسين المجال الوظيفي لديها .. والذي بدوره يساعد في الوصول للنجاح والتفوق وزيادة المهارات والخبرات لدي الإنسان.. والإرتقاء بالأداء العملي لديه للأفضل مما يساهم في تطوير المجتمع أيضا .

ب- تتمُ العملية ” أ ” أعلاه من خلال سعي الإنسان بنفسه لتطوير نفسه وذلك من خلال الحصول على الدورات المعدّة لذلك .. سواء كانت دورات تخصصية في مجال عمله ..أو دورات تطويرية عامة للإداء الوظيفي الأمثل .. والتي تفيده في تطوير ذاته وعمله ليتمكن من الإرتقاء بالمسمى الوظيفي لديه أو مسمى الموظف المتميز .

ت – عملية إعطاء دورات التنمية البشرية للموظفين في كثيرٍ من الأحيان تقوم بها المؤسسات أو الوزارات للإرتقاء بالموظف من أجل إنتاجٍ وإداءٍ وظيفي أكثر دقّةً وجودة .. فإداء الموظف له دوره الكبير في إرتقاء المؤسسة أو الشركة أو الوزارة .. وكسل الموظف أو محدودية الوعي الوظيفي لديه تؤثر سلبًا على المؤسسة مما يتسبب في خساراتها المادية المستمرة .

ج – أبعاد التنمية البشرية الجيدة بصورة عامة في المجتمعات تساهم بالآتي :
* مضاعفة الإنتاج أيّا كان نوعه مادي أو عمليٍ وفكري .
* توفير فرص أكثر للباحث عن العمل وخفض مستوى البطالة .نشر
* رفع المستوى المعيشي للفرد والأسرة .
* تعريف المجتمع بقيمة الإنسان وفكره وابتكاره وعطائه .. والذي لا يمكن أبدًا استبدالها بآلة .
* نشر الثقافة بصورة عامة ولنا في مثالٌ رائع في نجاح اليابان اقتصاديًا حول العالم والذي كان من ورائه تطوير وتنمية القدرات للإنسان الياباني مما جعله يقتحم العالم الأروبي بابتكاراته ومصانعه وإنتاجه .

2 – مصطلح البرمجة اللغوية العصبية :

أ – يعتمد مدى نجاح البرمجة اللغوية العصبية على قدرة مدرب البرمجة اللغوية على إيصال ما عنده لذهن وعقل المُتلقّي ( المُتدرب ) .
ب – يمتلك مدرب البرمجة اللغوية العصبية ( الذهنية ) بعض القدرة التي لا يستهان بها لمعرفة ما يدور بذهن المُتلقّي .. مما يؤهله للخوض بصورةٍ أكثر اتساعا في نجاح مهمته في تغيير سلبيات المّتلقّي إلى إيجابياتٍ تنفع المّتلقّي في حياته الشخصية والعملية والعامة .

ب – البرمجة اللغوية العصبية نوعٌ ولونٌ وعلمٌ من علم النّفس تقوم على تحفيز الفكر والذّهن في الإنسان من خلال عملية العصف الذهني والتي تُخرج التفكير من سباته أو من قوقعته الجامدة في أمورٍ محددةٍ فيها إلى رقعةٍ يتسعُ فيها التفكير الإيجابي .

ت – يسعى خبير البرمجة اللغوية العصبية الحاذق المتمكّن من مهنته إلى عملية تطوير الكفاءة الفكرية والعقلية لدى الإنسان واكتشاف معرقلات التفكير لديه وإزالتها بسهولة .

ج – يعتمدُ علم البرمجة اللغوية العصبية على دراسة الإنسان من خلال تفكيره وكلامه.. وحركات عينيه .. وشفتيه .. ويديه ..وقدميه .. ورأسه .. وما أشبه ذلك يطول الشرح فيها .. فيسعى الخبير إلى تغيير أنماط هذا الإنسان السّلبية سلوكيا وفكريا من خلال عملية العصف الذهني والتي كثيرًا ما يمارسها خبير أو مُدرب البرمجة اللغوية العصبية .

ح – إنّ ممارسة مهنة تطوير الفكر والتفكير ( البرمجة اللغوية العصبية ) تحتاج لخبيرٍ متقنٍ جدا لعمله يحمل شهاداتٍ معتبرةٍ لممارسة هذا العمل كالدكتوراة أو الماجستير أو البكالوريس أو دراسته من خلال الدورات العالمية المشهورة والمتطورة باستمرار .. فالعمل في البرمجة اللغوية العصبية ليس بالسهل أو اليسير أو مجرّد كلامٍ كما يتصوره البعض بل هو عملية شاقةٌ تأتي ثمارها طيبة على الفرد والمجتمع .

ألتقيكم الخميس القادم لنكمل الموضوع .

المصدر : مؤلف ” فنُّ الإدارة ” لكاتبة المقال .

 

Related posts

Leave a Comment