لم تعد صفقة القرن غامضة 

للدكتور حسن عبد العال كلية التربية جامعة طنطا.

احمد عبد الحميد 
تردد فى الصحف وعبر شاشات التلفزيون وصفحات التواصل الاجتماعى عبارة “سرية صفقة القرن ” وأن أمريكا وإسرائيل لم تكشف عنها بعد . لكن الحقيقة أن ” طبخة القرن ” المسمومة لم تعد غامضة ، بل تم الكشف عنها وأخذت يطريقها للتنفيذ بالفعل على أرض الواقع ، وأبرز معالمها التى شهدتها كل عين نقل السفارة الأمريكية الى القدس وافتخار الرئيس الأمريكى ترامب بأنه بنقل سفارة بلاده إلىالقدس قد أنجز ما لم يستطع أى رئيس أمريكى قبله أن يفعله ، وجاء وزير خارجيته إلى مصر وأعلن بوقاحة فى الجامعة الأمريكية أن رئيسه قد أوفى بتعهده فى حملته الانتخابية بنقل سفارة أمريكا فى إسرائيل إلى القدس ، وشاهد الجميع رد فعل الأنظمة العربية الباهت على هذا الحدث الأليم وهو الاستنكار والشجب والأسف دون موقف وطنى عملى صارم يحفظ ماء وجه تلك النظم .

وتوالت بعد ذلك علامات وأبعاد الصفقة الملعونة ، فوقع ترامب وثيقة ” إسرائيلية مرتفعات الجولان ” السورية العربية ، والاعتراف بالسيادة الإسرائيلية على الجولان ،ثم تصريح نتنياهو بأنه فى حالة فوزه فى الانتخابات سيضم الضفة الغربية إلى إسرائيل ، بحيث لا يبقى من فلسطين المحتلة إلا غزة وجيوب متناثرة فى الضفة .

أضف إلى ذلك ما تسرب فى الصحف من أخبار عن هذه الصفقة الملعونة مما نقله الكاتب الصحفى عماد الدين حسين فى مقاله ” ما بقى من صفقة القرن ” فى بوابة الشروق أمس الثلاثاء 9 أبريل . وقال : ” بعض الصحف الغربية نقلت فى الفترة الأخيرة العديد من التسريبات بشأن صفقة القرن منها مزاعم تقول : إن مصر أعطت تيران وصنافير للسعودية ، وفى المقابل ستعطي السعودية مساحة من أرضها للأردن ، الذى سيقوم بدوره بإعطاء مساحة من أرضه للفلسطينيين ‘ إضافة إلى مزيد من الحقوق للفلسطينيين فى الأردن . هذا ما يقال ونتمنى ألا يكون صحيحا ” .

وكل من نأمله حيال صفقة القرن الملعونة أو الطبخة الأمريكية الإسرائيلية المسمومة التى بها تضيع فلسطين ، كل ما نأمله أن تظل مصر على موقفها المبدئي الثابت وألا نسمح بتمرير المخطط الأمريكى الإسرائيلى الذى يستهدف نسف أى حلول عادلة للقضية الفلسطينية وفرض أوضاع تخدم اسرائيل وحدها بالقوة والقهر . 
وقد أعلن السفير بسام راضى المتحدث باسم الرئاسة عن هذا الموقف المصرى فقال : ” إن مصر أكدت أنها ستظل داعما لأى جهد مخلص يضمن التوصل لحل دائم وعادل استنادا لقرارات ومرجعيات الشرعية الدولية وحل الدولتين ، وما تضمنته المبادرة العربية على نحو يحفظ الحقوق المشروعة للشعب الفلسطينى ” ويحدونا الأمل أن نظل متمسكين بهذا الموقف المبدئي الثابت رغم أى ضغوط . وليست مصر وحدها بل كل البلاد العربية .

 

 

Related posts

Leave a Comment