متابعي الافاضل .. السيدات والساده ، تحياتي لكم اينما كنتم
اليوم اتحدث اليكم في موضوع بل وانفرد بالحديث فيه هذا الموضوع الهام والشائك ، الذي يهم قطاع كبير من الساده الاطباء
والصيادله واخص به عموم المرضي علي وجه الخصوص,
هذا الموضوع الذي ندر التحدث فيه من قبل الاطباء والمتخصصون في عالم الدواء وفي البدايه نتحدث عن الفكره العامه عن الاثار
الجانبيه بعد تناول الدواء …
ما هي الآثار الجانبية؟
تعود الكثير على أن سماع كلمة الآثار الجانبية ولكن منا من هو جاهل بهاتماما ، حيث تعرف الآثار الجانبية على أنها عبارة عن المشاكل التي تأتي جديدة على صحة الإنسان والتي تتسبب فيها الأدوية، وتحدث هذه الآثار غالبا في الفترة ذاتها التي يتناول فيها الإنسان للدواء الذي بدوره يعمل على شفاء الجسد من المرض أو الخطر المهدد له ولحياته، وبالرغم من أن الدواء هو أفضل السبل المستخدمة في علاج مرض ما وفي الوقت الذي يبدأ هذا الدواء في علاج هذا المرض بصورة مثالية تبدأ آثاره الجانبية في التأثير على صحة الإنسان في مناطق أخرى من جسم الإنسان فهناك من الأدوية ما تسبب الغثيان في نفس ذات الوقت التي تشفي فيه المرض بالجودة المرجوة منها، لذا فمن المهم معرفة وسؤال الطبيب عن آثار كل دواء على صحة الإنسان وإن لم يكن الدواء غير مكتوب بواسطة طبيب فعليك بالاستفسار من الصيدلي الذي تشتري منه هذا العلاج، والمعروف عن الوقت الذي تبدأ فيه الآثار الجانبية في العمل هو بعد فترة زمنية قصيرة من تناول الدواء، أما عن الوقت التي تتوقف فيه تلك الآثار الجانبية فتتراوح المدة بين أربعة أسابيع إلى ستة أسابيع من بدء تناول الدواء، وتختلف الآثار الجانبية لنفس الدواء على شخصين مختلفين حيث تتوقف تلك الآثار على طبيعة الشخص ونوعه حيث أن الآثار الجانبية التي تحدث للرجال نتيجة تناولهم دواء معين تختلف عن الآثار الجانبية التي تحدث للنساء عند تناولهم لنفس الدواء وأيضا من المحتمل أن يتواجد شخص ثالث لا يتعرض لأي من الآثار الجانبية التي تعرض لها الشخص الأول أو الثاني، ولأن الدواء خلق بغرض الشفاء من المرض فإن الأدوية تنتج بغرض تحقيق أفضل معدل من الشفاء للمرض وأقل معدل من الآثار الجانبية الناتجة عنه، لذا نرى أن معظم الأدوية التي نتناولها تكون أعراضها صغيرة وغير مؤثرة ولكن هناك القليل من الأدوية ما تكون آثارهم الجانبية خطيرة وتحتاج إلى أخذها في الاعتبار والاهتمام بها والسؤال عنها ومتابعة آثارها مع الطبيب المعالج باستمرار.
أنواع الآثار الجانبية……
هناك نوعين من الآثار الجانبية للأدوية حيث يتم تقسيمهم إلى أعراض عامة شاملة لآثار تشترك فيها الكثير من الأدوية أما النوع الآخر فهو الأعراض الخاصة التي تنتج نتيجة تناول علاج معين، ومن المعروف عن الآثار العامة أنها يصعب التعرف على الدواء المسبب لها فكثير منهم يسبب تلك الأعراض لذا تسمى بالآثار العامة على عكس الخاصة التي تخص دواء بعينه.
متابعي الافاضل .. السيدات والساده
حين تتناول دواء عبر الفم أو الوريد لا يذهب فقط إلى موضع المشكلة ومكان المرض، بل ينتشر في كامل الجسم ويذهب لكافة الأعضاء من خلال الدورة الدموية.
وهذا يعني أن الحبة التي تأخذها للصداع ستذهب للكبد والكلى والقلب والغدة الكظرية وووو وتتسبب بآثار جانبية غير مطلوبة.
والحقيقة هي أن لجميع الأدوية مضاعفات وآثاراً جانبية حتى حين تؤخذ بحسب تعليمات الطبيب أو الجرعات الموصى بها.. ومن الأقوال التي تختصر هذه المفارقة قول عالم الصيدلة الألماني غوستاف كوشينسكي:”حين يدّعي أحدهم أن دواءً ما لا يملك آثار جانبية ضارة، تأكد أنه لا يملك آثار علاجية نافعة”…
وفي بلد متقدم مثل بريطانيا تقتل الآثار الجانبية للأدوية عشرة آلاف شخص كل عام (حسب محطة الBBC). ويقدر أن شخصاً من بين 16 يدخل المستشفى بسبب التأثيرات الجانبية الضارة وأن 28 على الأقل يموتون سنوياً بسبب ردود فعل سيئة لعقارات بسيطة كالأسبرين (في حين كان نزيف جدار المعدة أكثر المسببات انتشاراً). ويقدر الباحثون أن 70% من الحالات كان يمكن تلافيها لو كان الأطباء أكثر حذراً في اختيار الأدوية وأكثر مراعاة لسن المريض وتاريخه المرضي (ولاحظ يتحدثون عن أطباء بريطانيا!)
أما حول العالم فيقدر أن 240000 يموتون سنوياً بسبب مضاعفات الأدوية وردود فعلها القاتلة. وهذا الرقم لا يتضمن ردود الفعل المعيقة وغير المميتة (كالعمى والشلل وضعف الكبد ومشاكل التنفس) كما لا يتضمن الآثار القاتلة للعقاقير المزورة أو التي أسيء استعمالها!
والحقيقة هي أن التأثيرات الجانبية للأدوية من تحسس وتسمم وتسرطن وأعراض مختلفة أصبحت هي المشكلة الصحية الأولى في عالم اليوم (وليس الإيبولا أو فيروس الخنازير والطيور وووو التي تحظى دائماً بتغطية إعلامية واسعة رغم أنها لا تقتل مايقتله الإسهال كل عام)!
أما المضحك المبكي فهو أن كثيراً من الأدوية التي تنتجها الشركات الكبرى غير فعالة بشكل كامل أو جزئي ومع هذا تتضمن آثاراً جانبية سيئة.. فعقاقير الزهايمر مثلاً لا تفيد سوى واحد من كل ثلاثة مرضى، وأدوية السرطان والإيدز لا تنفع إلا ربع المرضى، وأدوية الصداع النصفي والتهاب المفاصل والتهابات الأذن ومعظم المضادات الحيوية التي لا تفيد سوى نصف المرضى.
والسبب الأساسي يعود إلى اختلاف المورثات بين البشر وحقيقة أنها تتداخل لدى البعض بطريقة تقلل أو تلغي فعالية بعض الأدوية.. وفي المقابل؛ قد تفسر هذه الحقيقة أيضا لماذا تتحول بعض الأدوية المسالمة والموثوقة الى أدوية خطيرة وقاتلة عند بعض المرضى حيث يمكن أن تتسبب حبة اسبيرين أو بنادول في نزيف حاد أو غيبوبة قاضية!
كنت أتمنى امتلاكي نصيحة ناجعة أقدمها لكم قبل انتهاء المقال؛ ولكن الحقيقية هي أن الآثار الجانبية للأدوية ظاهرة يصعب تجاوزها بسبب التركيبة المعقدة لجسم الإنسان ذاته وترابط أعضائه من خلال الدورة الدموية.. أقرب نصيحة مفيدة هي محاولة التقليل منها قدر الإمكان، ثم المقارنة بين محاسن ومساوئ أخذها حين تضطر إليها!
وفي جميع الأحوال لا غنى عن استشارة الطبيب.
والله الموفق والمستعان …
المستشار الدوائي للجمهوريه
دكتور / هاني عبد الظاهر