( جيش الكنانة ) ملحمة شعرية …


 

احتفاءً بانتصار جيشنا الباسل

نقلها لكم/ محمود مسلم

للشاعر/أبو العزم أحمد
شاعر مصري في الكويت
****************
هذي الكنانةُ طفْ بها يا ساري
* و ارفعْ لمصرَ تحيّة الإكبارِ

شعبٌ تفرّدَ بالخلودِ على المدى 
* فاستلهم التاريخُ من آثارِ

النيلُ والأهرامُ وجهُ حضارةٍ 
شعّت على الأزمانِ و الأقطارِ

مهدُ الحضارةِ و العراقةِ و العُلا 
* و منابرُ الأديانِ و الأبرارِ

عيسى ويوسفُ والكليمُ وهاجرٌ 
*و شُهودُ “ماريةٍ” على الأبكارِ

و هناك في سيناءَ أطهرُ بُقعةٍ
* أنِسَ الكليمُ بجذوةٍ من نارِ

اِخلعْ حِذاءَك بالمقدس و امتثلْ 
* أمرَ الإلهِ بِمنزلِ الأطهارِ

نطق الكتابُ بذكرها و مرتلاً 
* آياتها في محكمِ الأخبارِ

والنور في “كاترينَ” وحيُ تعايشٍ
* يغتالُ تهمة خائنٍ غدّارِ

و الأزهــرُ الميمونُ أزهــر مشرقــاً
*يــا روعة الإشراقِ و الإزهارِ!!

يا صحوةَ التاريخ قومي واشهدي
* أمجادَ مصرَ و منبعَ الأسرارِ

قومي و لبّي في الخلود و رتّلي
* سورَ الفداءِ و آية الإبهارِ

رمضانُ غرّد بانتصارٍ حاسمٍ
*و هناك في تشرينَ شِبهُ قرارِ

جيشُ الكنانةِ باسلٌ مُتفرِّدٌ 
* بين الجيوشِ بجُندِه الكرّارِ

هم في رباط اللهِ حصنٌ مانعٌ
* و بذمّة المختار في الأصهارِ

لا يرهبون الموتَ في غاراتهم 
* و ثباتهم يسمو على الأخطارِ

عرفت جيوشُ الأرضِ سرَّ بطولةٍ 
* غنّى بها السُّمارُ في الأسْمارِ

قدواجه الجيشُ الجسورُ جحافلاً 
جمعتْ فنونَ الحربِ و الأدوارِ

الله أكبرُ صوتُهم و سلاحُهم
* أعظمْ بجيشٍ ساجدٍ جرّارِ

صوتُ المآذنِ والكنائس عانقا
* نُزُلَ المسيحِ و منبرَ الأنصارِ

عزف الصليبُ مع الهلالِ ملاحماً
* دوّتْ إلى الأسماعِ و الأنظارِ

جمع الإلهُ قلوبهم فتوحّدوا 
من أجلِ مصرَ أميرةِ الأمصارِ

صاموا فجفّ الخوفُ في أبدانهم
صلُّوا فدبّ الرُّعبُ في الأحجارِ

صدقوا فكان الصدقُ سربَ عزيمةٍ
* ثاروا فكان المجدُ للثُّوّارِ

و على ثرى سيناءَ خطوُ محاربٍ
* ظمِئٍ تسربل حُلَّةَ الإيثارِ

بدمائه وهب الحياة لأمّةٍ
* نامت على الإعياء و الأعذارِ

يهوى الشهادةَ لا يهابُ مصارعاً
* أرأيت ليثاً يستكينُ بغارٍ؟!!

صوتُ الحياةِ يموج في أعماقه
* و خطى الإباءِ تثورُ بالأفكارِ

أشلاؤه تهبُ الخلودَ نَضَارةً 
* و رُفاتُه يُنْدي على الأزهارِ

ورأى اليهودُ عجائباً في زحفهم 
* فتسمروا و انهار كلُّ شعارِ

الحربُ خُدعةُ ماكرِ و مُغامرٍ
خطَّ الهجومَ و لحظةَ الإظفارِ

و منابرُ التمويهِ في أهدافها
*درسٌ من التخطيطِ و الإقْدارِ

الغِـرُّ فـي عبثِ الظــلامِ مكبّـــلٌ
*بين الغيــابِ و نشــوةِ الإسـكار

الضربـةُ الأولـى ملاحـنُ قائــدٍ
* عـــزفت بهــــنّ أنامـلُ الطيّــارِ

و الوابلُ الجويُّ دكّ حصونهم
* بقذائفِ الأسراب و الأطيارِ

و أتى المشاةُ على جسومٍ فُحّمتْ
* عافُوا الغنيمة خشيةَ الأضرار

قُهر العدوُّ فلا قِوامَ لكِذبةٍ
* نادى بها التلمودُ في الأسفارِ

ما كان في بارليفَ إلا صيحةٌ
* ضُمّتْ إليها ثورة الإعصارِ

فتحطّم الخطُّ المنيعُ بقدرةٍ
* رسمت أناملها مع الأقدارِ

إنْ أنسَ لا أنسى بسالة فارسٍ
* أسر العقولَ برغبة الإصرارِ

أسدٌ يغازلُ في الحشود مراوغاً
* و رِماؤه سيلٌ كما الأمطارِ

ظنوا بأنّ الطعنَ طعنُ كتيبة
* فتحصّن الجرذان في الأوكارِ

فالنصرُ نصر اللهِ عمّ بلادنا
* و الجندُ جندُ اللهِ و الأخيارِ

تفديك يا جيشَ البلادِ نفوسنا
* ما عاش حرٌّ في مأمنٍ و قرارِ

سَطّرتَ في سِفر الخلود روائعا
*و رويت مجـداً يانع الإثمارِ

أحييت عهداً للنبوة ينتهي
* فأجرتَ كلَّ مطالبٍ بجِـوارِ

و أغثتَ أقطاراً تقرّح جفنها
* بمعاول الإرهابِ و الإجبـارِ

أقررتَ أمناً للبلادِ مؤكِّداً
* أنَّ السـلام إرادةُ الأحـرارِ

ياجيشَ مصرَ وأنت أعظمُ شاهدٍ
*الرّدعُ سهمُك و الأمانُ إزاري

سلمتْ أياديك التي أطلقتها
* غوثاً لكلّ مسالمٍ أو جارٍ

ستظلُّ مُصطفّاً و صفُّك واحداً
*مهما تداعى بالخريفِ العاري

بالأمس كنتم في الثغور روادعاً
* و لدوحة الأوطان كالأسوارِ

و اليومَ أنتم للبلادِ روافدٌ
* للأمن و الإصلاح و الإعمارِ

قد خصّك الله العظيم بعزّةٍ
* جلت عن النسيان و الإنكارٍ

فلِجَيشِ مصرَ تحيةٌ قدسية
* و لِجُنْدِ مصرَ ترنُّمُ الأحبار

و لِنيل مصر محبةُ عمريةٌ
* و لِشَعبِ مصرَ تألُّقُ الأنوارِ

و لِأرضِ مصرَ مَودة أبدِيّةٌ

فاضت على الألحان و الأشعار

Related posts

Leave a Comment