محافظ الشرقية الأسبق : يكتب لماذا استحوذ الرئيس ناصر على قلوب الملايين..رغم نكسة ١٩٦٧

[ad id=”1177″]

متابعة : محمود مسلم
كتب ا.د رضا عبد السلام استاذ بكلية الحقوق جامعة المنصورة محافظ الشرقية الاسبق مقال بنعوان لماذا استحوذ الرئيس ناصر على قلوب الملايين..رغم نكسة ١٩٦٧
حيث تحدث عن ذكرى الزعيم الراحل جمال عبدالناصر يقول فى مقالة… تحل في هذه الأيام ذكرى وفاة خاطف قلوب الملايين…ناصر..ولما لا وقد كانت – وستظل – جنازته أكبر جنازة في التاريخ…
بعد مضي ما يقرب من ٥٠ عاما على رحيل ناصر، لا يزال مستحوذا على مشاعر المصريين الشرفاء…واكبر دليل على ذلك هو ان الشوارع في ثورة ٢٥ يناير الحلم (قبل ان يخطفها الإخوان) لم يكونوا يحملون الا صور ناصر وبعض من صور السادات.

[ad id=”1177″]
هل معنى هذا انا ناصر كان ملاكا او كان مصيبا على طول الخط؟ بالطبع لا…فقد كانت هناك أخطاء جسيمة ارتكبها نظام ورجال ناصر…أخطاء كثيرة وقعت في عهد هذا الزعيم الذي قلما يجود الزمان بمثله…وكان آخرها نكسة يونيو ١٩٦٧م، التي هدمته داخليا، فأصيب بحسرة لم يقم منها.
السؤال المهم هنا؟ لماذا استحوذ ناصر ولا يزال على قلوب المصريين، بل تحول الى بطل ملهم في مختلف بقاع الأرض؟…وهنا الاجابة من وجهة نظري أن ناصر اقتنص قلوب الملايين للأسباب التالية:
أولا: أن ناصر انحاز للفقراء والبسطاء، وخاصة من العمال والفلاحين…لم ينشغل ناصر ببناء مجد وبطولات وهمية، ولكن فور ثورة يوليو أصدر قانون تاريخي، وهو قانون الاصلاح الزراعي قاضيا بسحب ملايين الأفدنة من الاقطاعيين والبشوات، (حصل اغلبهم عليها في صورة هبات من الملك وحاشيته)…اعاد ناصر توزيع الأرض على ملايين الفلاحين في مختلف ربوع مصر…ويسألون لما دخل ناصر القلوب وتربع على عرشها؟
على يد ناصر تمكن الفلاح ،الذي تحول من عبد للباشا الى مالك للأرض، تعليم اولاده وتربيتهم وتطبيبهم وتحسين مستوى معيشتهم…تلك الملايين لم تكن ناكرة للجميل وانا منهم…فلولا ناصر لأجبرت كما تجبر والدي على يد الباشا لترك المدرسة.

[ad id=”1177″]
ثانيا: انشغل ناصر ببناء الصناعات الاساسية والاستراتيجية…فكانت مصر في عهد ناصر تنتج كل شيء وكان هناك ما يشبه اكتفاء ذاتي وكانت لدينا صناعات ثقيلة كثيرة، فمصانع القطاع العام التي باعها رجال مبارك بتراب الفلوس انشأها ناصر وعمل فيها ملايين المصريين ولهذا لم ينسى العمال فضل ناصر…ويسالون لماذا ناصر؟
ثالثا: كاريزما ناصر، فقد وهبه الله كاريزما وشخصية وصوت أدخله دون إذن قلوب الملايين، لم تكن كاريزما مصطنعة او تمثيلية ممجوجة او ضحك على الذقون ، والا لكشفه شعبه بعد سنوات قليلة…فالحب من عند الله …والبفض ايضا من عند الله.
قد بعتقد البعض من مقالي هذا بأنني ناصريا؟ لا لا…لم ولن يكون لي انتماء الى ان أموت الا لتراب هذا الوطن…نعم…أدرك تماما ان لنظام ناصر سقطات كثيرة وأخطاء لا تغتفر ، مثل المصادرة العشوائية وتغييب دور الراي الأخر او الاحزاب، ولكن هذه هي طبيعة النظام الاشتراكي الذي كان يجتاح العالم في تلك الفترة…
يؤخذ عليه سؤ اختيار البطانة في الكثير من المواقع وهو ما تسبب في الاساس في نكسة ١٩٦٧.. ولكن…تعلمنا في كليات الحقوق وفي الأحكام الشرعية ان الحكم يبنى على الكثير الغالب وليس القليل النادر…فأغلب ما لناصر يحسب له لا عليه.

[ad id=”1177″]
خلاصة القول…محبة وعشق المصريين لناصر لم يكن من فراغ ولا جهل كما يحاول بعض المتحزلقين والمتفزلكين، ولكن هو تعبير عن الامتنان لرجل شعر بهم وبمعاناتهم ورفع من أوضاعهم الاقتصادية والاجتماعية فلم ينسوا فضله…سعب مصر رغم جهله شعب أصيل لا ينكر فضلا.
نستفيد من تجربة ناصر درس مهم، وهو أن من يريد ان يدخل التاريخ ويكتب اسمه فيه بحروف من نور، عليه ان يقترب من الناس وخاصة البسطاء منهم، يحسن من أوضاعهم لا ان يتاجر بآلامهم ويسود عليهم معيشتهم…
الناس ليسوا أغبياء او جهلاء كما يصورهم البعض…فالناس رغم جهلهم يعرفون جيدا شيء اسمه العطاء والفضل ورد الجميل…هذه بالضبط هي خصوصية علاقة المصريين بناصر. على الحاكم اذا اراد إصلاحا ان يأتي اولا على الكبار قبل الصغار، على الأغنياء لا الفقراء…
وهنا سأسوق مثالا سريعا قبل أن اختم ربما يفسر جانبا من محبة الشراقوة لي.. كنت في جولة باحدى قرى مركز بلبيس، ورأيت عملية بناء في ارض زراعية…توقفت ووجهت فورا بهدم البناء…فتجمع الناس وقال صاحب المبنى (وقد ظهر عليه الفقر) لماذا تأتون على الضعفاء وتتركون الكبار.؟.. هذا المبني المجاور هو لشخص ثقيل ولم يقترب منه أحد…
كان ردي الفوري عليه لا تقلق حبيبي لا يهمني لمن هذا المبنى “والله لن أبدأ الهدم عندك قبل ان أهدم لهذا الرجل الثقيل…هنا شعر الرجل البسيط بأنني أعدل…فهدأ وأشعل سيجارته، ووجه زوجته بجمع ما يمكن جمعه قبل الازالة…إنها العدالة والرحمة بالبسطاء. رحم الله ناصر…الرئيس الانسان.

[ad id=”1177″]

Related posts

Leave a Comment