بقلم / د . ميادة عبدالعال
الإرهاب هو العمل الذي يثير لدى الفرد الأحساس بالخطر بأي صورة من الصور فهو يضع قيودا لا يمكن أن نعرف أبعاد خطورتها على قوة التفكير والإبداع والتطور .
بالتالي يمكننا كأفراد أن نقود أو نهيء إلى خطوات مستقبلية أخرى على الصعيد الإنساني ولا نكون عالقين منذ مئات السنين في دوامة عدم تقبل الاخر وليس فقط التعايش معه مما يؤدي الى ردة فعل عكسية تؤدي إلى اتخاذ وسيلة الدفاع تحسبا لمهاجمة محتملة ، تكون النتيجة الحتمية لتلك الحالة : توتر ايدولوجي اجتماعي يكون بيئة صالحة ومثالية لنمو الأداء الإرهابي على كافة الاصعدة .
خلقنا الله أحراراً.. يجب علينا القناعة بهذه الحقيقة , خُلقنا أحراراً ليس لأحد الحق بأستعبادنا مهما كانت وظيفته أو منصبه أو ديانته أو انتماءه إلا بالقناعة التامة والأرادة المحضة وبالتالي ليس لأحد الحق بالحكم على قناعات الآخرين, على ان لا تسبب تلك القناعات أو المفاهيم بأذى ذو أبعاد إنسانية تؤدي إلى كوارث اجتماعية ( مثل القتل أو المذابح أو التجويع أو التشريد أو التعذيب ) .
الفرد الذي يخرج من بيئة بيتية متفهمة سيكون لبنة في مجتمع متفهم متقبل بعيد عن القمع الفكري التخويفي التهديدي لكل ما يخالف سياقه المعتاد ، فإن مواجهة تحدي الإرهاب الفكري ليست عملية سهلة بل تتطلب إستراتيجية كبيرة فيها رؤية واضحة تؤهل لمثل هذه المواجهة وبرنامج شامل وليست نظرة ذات بعد حزبي أو مذهبي محدود. وهذه الرؤية تتطلب مستلزمات وشروط وفق حملة وطنية كبرى على مستويات الثقافة والمعرفة والإعلام ومؤسسات أكاديمية وبحثية كالجامعات ومراكز البحوث.
أثبتت وقائع التاريخ الفكري والسياسي الإسلامي بأن الطائفية المذهبية تقود إلى التطرف وهو المناخ الحيوي للإرهاب الفكري، وهذا حصل في جدلية “التكفير والتبديع” وفي النزعة الأحادية بالتفكير وإلغاء الآخر كما حصل هذا في التاريخ المعاصر حين عظم النازيون العرق الآري بأنه فوق البشر، كما حصل في فرضيات سياسية للإرهاب الفكري مثل القانون الأميركي حول اللاسامية الذي حرّم كل من يتوجه لليهود بالنقد بوصفه إرهابيا وكارها لليهود.