كتب أحمد أسامة
في إطار الأزمة الليبية المستمرة منذ أكثر من عشر سنين، والأجندات الأجنبية الخبيثة التي تغذي التفرقة والفوضى في البلاد، بدأت بريطانيا في مواصلة تنفيذ خططها الهدامة عن طريق عقد اللقاءات وفرض رؤيتها على الواقع الليبي الممزق بشكل مكثف.
فمنذ يومين، التقى في العاصمة طرابلس، رئيس حكومة الوحدة الوطنية المؤقتة عبدالحميد الدبيبة مع آمر القوات المشتركة البريطانية الجنرال جيم موريس والمساعد العسكري للقوة مارك تيلور مساهمة المملكة المتحدة.
حيث ناقش اللقاء نتائج اجتماعات الوفد مع رئاسة الأركان العامة والإدارات الفنية بوزارة الدفاع، بشأن زيادة التعاون في المجال العسكري والتركيز على ملف التدريب ورفع الكفاءة الفنية في عدد من التخصصات.
وبالأمس إلتقى رئيسا أركان الجيش في غرب وشرق ليبيا، محمد الحداد، وعبد الرزاق الناظوري، بمدينة بنغازي، في اجتماع قد يقود إلى توحيد المؤسسة العسكرية في البلاد.
وبحسب وسائل إعلام محليّة، توجه رئيس الأركان العامة للجيش بالمنطقة الغربية محمد الحداد، إلى مدينة بنغازي، للقاء نظيره بالمنطقة الشرقية عبدالرازق الناظوري، من أجل مناقشة سبل توحيد المؤسسة العسكرية.
كما استقبل القائد العام للجيش “خليفة حفتر” أيضاً آمر القوات المُشتركة البريطانية وسفيرة المملكة المُتحدة لدى ليبيا “كارولين هورندال”. وفي سياق منفصل اتفق حفتر والمبعوث الأممي إلى ليبيا عبد الله باتيلي على الضرورة الملحة لتوحيد مؤسسات الدولة، بما في ذلك المؤسسة العسكرية.
إلا أن المتابعون للوضع الليبي رأوا أن هذه الإجتماعات تشكل تطبيقاً للأجندة البريطانية التي جلبها المسؤولون البريطانيون معهم الى ليبيا، وفرضوها على المسؤولين فيها.
حيث أنه وبتوحيد الجيش الوطني مع ما يسمى بالجيش في طرابلس والذي يتكون من الميليشيات المسلحة بمجمله، سيتم إضعاف الجيش وتشتيت قياداته وبالتالي إسقاط حفتر من على رأسه على المدى البعيد.
وهو ما يُنافي مطالب الشعب الليبي بتفتيت الميليشيات التي بغالبها متطرف وإجرامي وعميل، وطرد المرتزقة، وتكوين مؤسسة عسكرية واحدة في البلاد تحت سلطة واحدة تحمي حقوق الليبيين وتحقق لهم الأمن والأمان.
وبالتالي فالأجندة البريطانية المتفقة مع جهود باثيلي، تقود الى إضعاف القوة العسكرية المتشكلة في الشرق الليبي بقيادة حفتر والتي تسيطر على معظم منابع النفط في البلاد، من أجل ضمان تدفقه بشكل شبه مجاني على دول الغرب التي تعاني في الوقت الراهن.
وطموح الليبيين من خلال اجتماعاتهم على توحيد المؤسسة العسكرية دون تدخلات أجنبية يصطدم بواقع الضغوط الخارجية المفروضة، والمساومات الحاصلة، خصوصاً في ظل وجود حكومة عميلة في طرابلس بقيادة الدبيبة الذي يمكنه فعل أي شيء للحفاظ على سلطته وتحقيق طموحاته الشخصية.