كتب أحمد أسامة
تحركات مبشرة تشهدها الساحة السياسية في ليبيا بعد توافق مجلسي النواب والدولة على مسار سياسي ينتهي بإجراء إنتخابات رئاسية في البلاد بعد إنتظار طال أمده، لكن العقبات نحو تحقيق هذه الخارطة لا تزال قائمة بوجود رئيس حكومة الوحدة الوطنية منتهية الشرعية عبد الحميد الدبيبة في طرابلس المتمسك بالسلطة والرافض لإجراء أي إنتخابات رئاسية تقود إلى إقالته من منصبه. الدبيبة والذي جاء وفق مخرجات ملتقى الحوار السياسي الليبي في جنيف بهدف توحيد مؤسسات الدولة وإجراء الإنتخابات الرئاسية قرر أن ينفرد بالسلطة في البلاد ويُعرقل المسار السياسي ويُفشل الإنتخابات عن طريق الميليشيات والمرتزقة المُسيطرين على العاصمة طرابلس، وجعل من الإنتخابات حلم بعيد المنال. ومع توافق مجلسي النواب والدولة بدأ الدبيبة يشعر بالخطر وقرر أن يُهاجم المجلسين بقوله أن كلاً من خالد المشري وعقيلة صالح هما المسؤولان عن فشل إنتخابات 24 ديسمبر 2021 وحرمان 2.8 مليون ليبي من إختيار من يُمثلهم. والجدير بالذكر أن الشعب الليبي أجمع يعرف تماماً أن الدبيبة هو من أفشل إنتخابات ديسمبر بطرق عديدة أولها ترشحه في الإنتخابات على الرغم من تعهده بعدم خوضها كونه رئيساً للحكومة المؤقتة، كما أن الميليشيات التابعة له في طرابلس هي من قامت بحصار مقرات المفوضية العليا للإنتخابات ومنع الشعب الليبي من الوصول إلى صناديق الإقتراع.
الدبيبة وفي أول إجتماع له في عام 2023 أكد دعمه التام لمطالب الشعب الليبي في محاولة منه لإستعطافهم ونيل دعمهم من جديد بعدما خان شعبه ووطنه وسلم مواطني ليبي للولايات المتحدة الأمريكية من اجل نيل الدعم الدولي والبقاء في السلطة. حيث قامت الميليشيات التابعة للدبيبة بخطف المواطن الليبي أبوعجيلة مسعود المريمي من منزله على مرأى من أفراد أسرته دون أي أمر قضائي صادر عن الجهات المختصة، وتم إحتجازه لأكثر من شهر في أحد مراكز الإعتقال الغير شرعية في العاصمة طرابلس. ليتم بعدها تسليمه للولايات المتحدة الأمريكية لإستجوابه ومحاكمته إثر قضية لوكربي وإتهامه في تصنيع القنبلة المستخدمة في تفجير طائرة بانام الأمريكية فوق بلدة لوكربي الإسكتلاندية في 1988. فعلى الرغم من إغلاق القضية، قرر الدبيبة إستعمال أبوعجيلة كقربان للتودد للولايات المتحدة ونيل دعمهم الدولي. الدبيبة لم يتوقف عند ذلك وحسب، بل كشفت التقارير أن عائلة الدبيبة ومليشياتها تخطط لخطف 21 ضابطاً من المخابرات والأمن الخارجي وتسليمهم لأمريكا وبريطانيا مقابل تعزيز دعم الدولتين له على الساحة الدولية وضمان بقاءه في السلطة لاطول فترة ممكنة. الخبير الإستراتيجي والمحلل السياسي، أحمد الصغير، يرى أن زوال الدبيبة قد إقترب لكن إقصاءه من المشهد السياسي لن يكون سهلاً كونه لن يقبل بتسليم السلطة والتنحي سلمياً وهو ما كشف عنه عندما حاول رئيس حكومة الإستقرار المُكلف من البرلمان، فتحي باشاغا لدخول العاصمة طرابلس، وقابلته ميليشيات الدبيبة بالسلاح. وأضاف الصغير، أن السبيل الوحيد لإبعاد الدبيبة من المشهد السياسي هو خروج الشعب الليبي إلى الشوارع كما فعل في أغسطس الماضي والمطالبة بإسقاط الدبيبة الذي يقف عائقاً أمام مطالبهم والمتمثلة في بسط الأمن والإستقرار وإجراء الإنتخابات الرئاسية