البروفيسور الدكتور الشريف علي مهران هشام
ليس مهما أن يكون في عقول بعض المنتفعين… كون الحصان حيا ام ميتا ..حتي ولو كان …. يذكر أن ، أحد المصرفيين انتقل إلى قرية صغيرة في البلدان في كوكب الارض ، وافتتح في البلدة مصرفاخاصا به للمعاملات المالية ، وابتدأ أعماله المصرفية لأهالي القرية والمزارع المحيطة بها،
وفي يوم من الأيام جاء أحد المزارعين للاقتراض من البنك، فرحب به البنك أشد ترحيب، ووافق على إعطائه القرض المالي الذي طلبه
ولكنه اشترط عليه أن يرهن أصلا يملكه مقابل هذا القرض،
ولكن المزارع لا يملك شيئا من الأصول ليقدمه رهنا للبنك مقابل القرض إلا حصانه ،
فاحتار الموظف وذهب إلى مدير البنك ليتأكد من أن المعاملة سليمة،
فرد عليه المدير: لا يوجد مانع فالحصان يعتبر أصلا جيدا،
فوافق البنك فوراً علي المعاملة وأعطاه القرض .
وعندما حل موعد السداد حضر المزارع إلى البنك،
وقال لهم إنه لا يملك النقود التي اقترضها ولا يستطيع أن يسدد دينه
، فرد عليه موظف البنك: إذن سنأخذ حصانك سداداً للدين،
ولكن المفاجأة أن المزارع قال للموظف: إن الحصان قد مات هذا الصباح، فانزعج الموظف وشعر أنه أمام حالة تعثر في السداد،
وأن نقود البنك لن ترجع،
فذهب فورا إلى مدير البنك وقال له: يا سيدي لقد حل موعد سداد دين المزارع ولكنه لا يقدر على السداد، هل نعتبر قرصه من الديون المعدومة ..
فرد عليه المدير: كلا خذ حصانه سدادا للقرض
، فقال الموظف: ولكن الحصان مات ويعتبر الآن من الأصول السيئة،
ففكر قليلا مدير البنك، ثم قال لا بأس سنأخذ الحصان الميت مقابل الدين، ولكن اشترط على المزارع أن لا يخبر أحدا في القرية بأن الحصان قد مات.
وافق المزارع ، وبعدما خرج من المصرف سعيدا فرحاً بما كسب،
عاد موظف البنك إلى المدير، وقال له: ولكن ماذا سنستفيد من الحصان الميت يا سيدي نحن نبحث عن الأصول الجيدة، وهذا الأصل سيئ، والأصول السيئة تعتبر سامة للقطاع المصرفي،
لقد كانت هذه المعاملة والصفقة خاسرة بالنسبة للمصرف ولنا،
فرد عليه المدير: لا تستعجل الأمور ..واصبر وانتظر …وسترى بنفسك النتائج،
والآن أريدك أن تعلن في القرية أن المصرف سيقوم بعمل يانصيب
والجائزة الكبرى ستكون حصان المزارع وهو حصان معروف لدي كل اهل القرية ، فرد الموظف
ولكن يا سيدي الحصان ميت
! فرد عليه المدير بكل ثقة ولكن سكان القرية لا يعلمون أن الحصان قد مات.
وفعلا قاموا بإصدار ألف تذكرة يانصيب قيمة التذكرة الواحدة واحد دينار للفوز بالجائزة الكبرى وهي ” حصان المزارع ” وتم بيعها بالكامل وفي وقت قصير جدا لم يتوقعه العاملون بالمصرف ،
وفي اليوم الموعود لإعلان الفائز تم السحب على الجائزة وفاز بها أحد اهل القرية المحظوظين،
وفي الصباح التالي حضر الفائز إلى المصرف لاستلام جائزته
فقام مدير البنك بنفسه باصطحابه لاستلام الجائزة،
وطبعاً صدم الفائز باليانصيب عندما رأى الحصان الذي فاز به جثة هامدة! فاعترض ورفض استلام الجائزة،
فما كان من مدير البنك إلا أنه اعتذر له ….وأعاد له ثمن تذكرة اليانصيب التي دفعها،
وهي دينارا واحدا فقط.
وعندما خرج الفائز وكله رضا بأن أمواله رجعت له
التفت مدير البنك الي الموظف
وقال، لو قاضينا المزارع من أجل حصانه الميت الذي قدمه لنا كأصل جيد لقرضه والذي تحول إلى أصل سيئ وحتي لو فزنا بالقضية لربحنا عشرة دنانير ،
ولكننا الآن ربحنا 999 دينارا ،
فقال الموظف: ولكن يا سيدي أنت قمت بتوزيع الأصل السيئ على كل أهالي القرية،
فرد عليه المدير: إن الأصول السامة يجب على الكل أن يتشاركها، لأنه إذا أكلها شخص واحد سيموت
, ولكن أن يمرض الكل خير من أن أموت انا،
ولا يهم أبدأ كم تذكرة والسؤال الآن كم تذكرة يانصيب سأطبع، ألف أو مليون أو مليار تذكرة، ستظل هذه التذاكر مطلوبة عند أهالي القرية طالما أنهم لا يعرفون أن الحصان قد مات. انتهت،
هذا هو نمط للاستثمار الوهمي أو الاقتصاد السيء والسام عند بعض الأفراد أو الدول – الحصان مات وبتبيعه للمغفلين أو اصحاب النيات الحسنة أو الطماعين أو الباحثين عن الثروة بأبخس الاثمان او دون جهد أو اتقان عمل…قد يقول البعض أن المصرف كذب..ولم يقل الحقيقة ولم يلتزم بالمعايير المهنية او الاخلاق ي المعاملات البشرية ..وما فعله يدخل في باب النصب … واستغلال ثقة المتعاملين مع المصرف ..سواء مهنيا أو ضميريا …ولكن الإجابة تطول …فالنفوس تغيرت والسلوكيات الحسنة تغيرت والاطماع والمفاسد كثرت… وانتشرت …والمنفعة المادية أصبحت هدفا للأفراد والجماعات والدول ايضا … والبيئة الكونية ( طبيعيا، اجتماعيا ، ثقافيا، اقتصاديا ، تكنولوجيا، أخلاقيا . ) الي تدهور متواصل …إن الحل الوحيد من أجل تحقيق السلام والامان والتنمية والاستثمار الحقيقي والمستدام، يكمن في العلم والتعلم والتدريب والعمل والإنتاج بكفاءة وجودة متكاملة …واحترام التوازن بين الواقع والمامول…واحترام المعطيات الطبيعية والبيئية ونشر قيم التعاون والتكافل والصدق في المعاملات واحياء الضمير الإنساني والقيم الأخلاقية والعدالة من أجل الحياة الكريمة والآمنة والتنمية المتواصلة وتعمير الارض بسلام وأمان وان الكل للكل ALL FOR AAL