بقلم : حمادة عبد الجليل خشبة ..
عندما تتحق العدالة القانونية بتوقيع العقوبة على مرتكبي الجرائم الظاهرة للقانون والعدالة القانونية، فهذا امر طبيعي لا محال.
اما عن موقف القانون من الكثير من الجرائم التي قد ُترتكب في الخفاء. فنتساءل احيانا عن تلك الجرائم التي قد يرتكبها أشخاص يعتبرهم المجتمع من أكثر الأشخاص طيبة وعطاء ومِصداقية، وبما أن تلك الجرائم تُرتكب في الخفاء فكثيراً ما يؤدي ذلك إلى عدم التوصّل إلى اكتشاف مُرتكبيها، وبالتالي إلى عدم إنزال العقوبة العادلة بهم … تلك هي الجرائم التي قد تُرتكب من قبل أشخاص بإمكانهم إخفاء خبايا نواياهم تحت ستار من النفور الشديد من كل ما قد يتسبب بإيذاء الآخرين.
جرائم قد ترتكب من قبل أشخاص يملاً قلوبهم الحقد والغل والحسد، ما يجعلهم على استعداد للإقدام ـ في الخفاء وبكل برود ـ على ارتكاب أفعال مُشينة يتم التخطيط لها سرّاً ويكون من شأنها تحطيم حياة الآخرين.
هذا النوع من الجرائم يصعب التعرف على مرتكبيها حتى من قبل من يتعرض للازي، يمكننا التطرق الي بعض الأمثلة لهذة الجرائم في مقالنا هذا، ومنها، إثارة الفتن التي تؤدي إلى بالشرف والتشهير ، وإثارة الفتن التي قد تودي الي التفرقة بين الزوجين، وإثارة الفتن التي تودي الي إشعال الحرب النفسيه بين الأصدقاء والأشقاء، إثارة الفتنه التي تؤدي إلى الإيقاع بين الزملاء في العمل.
للأسف كل هذه الجرائم تعتبر جرائم غير ظاهرة ومن الصعب التعرف على مرتكبيها وتزداد خطورتها كلما تناقلتها الألسن بترويج الشائعات.
من الممكن أن يكتشف الشخص مرتكب هذه الجرائم ويصطدم أحياناً عندما يكتشف ان بعض الأصدقاء الزائفين الذين يُلازمون المرء إلا أنهم قد لايتوانون مع ذلك عن طعنه من الخلف وعن التخلّي عنه عندما يُثيرهم شعور الغيرة أو التنافس غير الشريف. ويظهرون بعكس ما يخططون.
هناك جرائم أخرى لا يقدر على القانون معاقبة مرتكبيها مثل الإجرام السلبي، وهو تقاعس الإنسان عن التصدى لعمل من الممكن أن يؤدي إلى ايزاء الغير، وهو قادر على منع هذا الايداء، مثل الامتناع عن الأداء بشهادة من الممكن أن ترفع الظلم عن شخص ما، الامتناع عن إسعاف مصاب، أو الامتناع عن انقاز شخص تحت الانتقاض او الامتناع عن توصيل شخص بحاجه الى سرعه للوصول لمكان معين، خوفا عن استهلاك بنزين سيارتك.
لكن بإمكاننا مع ذلك أن نعتبر أن ارتكاب مثل تلك الأفعال أقل خطورة بكثير من الأفعال المُشينة التي يتم التخطيط لها في الخفاء والتي من شأنها الإساءة للآخرين وتحطيم حياتهم.
هناك برامج سهلت للأشخاص ارتكاب مثل هذه الجرائم مثل الفوتوشوب وغيرها والتي أصبحت تتيح إمكانية تلفيق ولصق التهم لأشخاص شرفاء في المجتمع
اتاحت اجهزة الاتصالات الحديثة والمتطورة، للمستغلين إمكانية تصوير الأشخاص على غير الحقيقة واللاعب بمشاعره مثل ما حدث مع فتاة الغربية “بسنت” والسؤال الذي يطرح نفسة هو ما هو موقفك عند اكتشاف امرك الخفي؟
أما السؤال الأكثر أهمية فهو:
ما دام القانون لا يعاقب على مثل تلك الإساءات فهل يعني هذا بأن على الشخص الذي يتعّرض للإساءة أن يحتمل دوماً النتائج الناجمة عن ذلك؟
أليست هناك طريقة أو إمكانية لمنع مثل تلك الإساءات؟والإجابة الوحيدة بالطبع هي أن من لا يردعه خوفه من عقاب الله تعالى ومن لايردعه ضميره لايمكن أن يكون له أي رادع آخر.