بقلم :دينا جمال حسين
تُعرف مرحلة رياض الأطفال على أنها: “المرحلة التي يتم فيها خلق بيئة مناسبة تؤهل الطفل بالتعرف على العالم الخارجي بعيدًا عن المنزل، لينغمس في عالم كبير دون خوف، وذلك من خلال إمدادهم بالعديد من المهارات والمعارف التي تعينهم على تحقيق ذلك”، فالطّفل في أول مراحلة نشوئه يحتاج إلى العناية المُركزة، بحيث إذا تم إنباته نباتًا حسنًا خلال هذه المرحلة بشكلٍ جيد، سيؤتي ثمارًا طيبة وصالحة في المُجتمع، وعلى العكس من ذلك إن أُهمل وتُرك دون أي رعاية سيؤتي ثمارًا فاسدة تُفسد المجتمع كاملًا، ورياض الأطفال مرحلة مُتخصصة بتعليم الأطفال من قبل مُعلمين مؤهلين دراسيًا لديهم القدرة على تنشئة الأطفال بطرق تربوية وعلمية، وذلك من خلال اتباع خُطط تربوية مدروسة من عدّة مُختصين، هذه الخُطة يتم إعدادها بصورة تشمل جميع جوانب الطّفل السّلوكية والعقلية والنفسية والاجتماعية.وأهمية مرحلة رياض الأطفال قد يعتقد كلٌ من الأب والأم أنَّ مرحلة رياض الأطفال غير مُهمة على الإطلاق، ولكن هذا الاعتقاد خاطئ بالفعل؛ لأنَّ مرحلة رياض الأطفال لها أهمية كبيرة ودور بارز في تنشئة الطّفل تنشئة صالحة، وذلك إلى جانب دور الأسرة، وفي الآتي أهمية مرحلة رياض الأطفال: بيئة تعويضية للبيئة الأسرية إنَّ أهمية مرحلة رياض الاطفال تكمُن في تكوين شخصية الطّفل؛ وذلك لأنَّ لها دورًا كبيرًا في توفير بيئة للطفل تُغذي عقله وتُنمي لديه حُب الاستطلاع، بالإضافة إلى إكسابه المهارات والمعلومات اللازمة، فيُصبح طفلًا ناضجًا مُدركًا لعدّة جوانب مُتمثلة في بيئته، وبالتالي فإنَّ تنشئة الطّفل تحتاج إلى العديد من الوسائل والتي غالبًا لا تتوافر في الأسرة، فمرحلة رياض الأطفال توفر تلك البيئة المُناسبة كالألعاب القائمة على الفك والتركيب، ومجموعة من النشاطات والأركان التعليمية التي تُنمي قُدرات الطّفل.و تنمية متكاملة للذات الإنسانية لمرحلة رياض الاطفال دورٌ مهم في تنمية جوانب الطفل الإنسانية والتربوية والأخلاقية، فالمكونات الإنسانية تتكون بالأصل من أربعة عناصر: هي الروح والبدن والنفس والعقل، وكُل ما تُقدمه مرحلة رياض الأطفال من مهارات ومعلومات تتمحور حول تربية الطفل من النواحي الجسمية والروحية والعقلية والنفسية، هذا الأمر يُحقق التّكامل بين هذه العناصر. تهيئة الأطفال لتقبل المدرسة عندما يعتادُّ الطّفل على بيئة رياض الأطفال في عمر ما قبل السّادسة سيجعله هذا الأمر متهيئًا إلى تقبّل انتظامه في المدرسة الابتدائية في سن الإلزام، وفي هذه الحالة يكون قد اعتاد على المُعلمات والمديرة والعاملات وكذلك أقرانه في الصّف، فلا يُصاب بالصدمة والتي تُسمى صدمة المدرسة الابتدائية.