انهارت محاولات «الابن العاق» لإخفاء آخر خيط أسود في جريمته المروّعة بحق من حملته «وهنًا على وهنٍ»، ما بين لوم وتخبط وارتباك لم يكن في عقله سوى غاية واحدة، النجاة فقط، لم يكن يدرك أن حتى محاولة الفكاك من فعلته النكراء لن تفلح، وسيبقى وجهًا لوجه أمام القانون يدفع ثمن ما جنته يداه.
الوفاة حدثت نتيجة تعرض الأم للخنق عن طريق حبس الهواء عنها عدة دقائق باليدين، وأن ذلك تسبب في كسر القصبة الهوائية للمجني عليها خلال مقاومته للمتهم الذي تمكّن من السيطرة عليها حتى خارت قواها وسقطت على الأرض جثة هامدة في الحال» جزء من تقرير الطب الشرعي الذي واجهت به النيابة العامة المتهم بقتل والدته في منطقة عابدين بالقاهرة خلال التحقيق معه، لم يستطع معها المتهم الصمود كثيرًا ليعترف بالواقعة بالكامل.
محاولات الأم لتقويم سلوك ابنها لم تتوقف رغم وصول عمره لمشارف الثلاثين، خوف الأم من انحرافه جعلها تلازم النصح مرارًا وتكرارًا، لكن الابن لم يلبث أن يصدّ أمه مرة ويخبرها مرة ثانية أنَّه «مسؤول عن تصرفاته وليس قاصرًا»، فيما يعتدي عليها ضربًا مرات عدة، آخرها حينما انتهز فرصة خروجها من المنزل، وهاتف عشيقته ليقضيا وقتهما معًا في المنزل، حضرت الأم لترى محاولاتها في «إنقاذ ابنها من نفسه» وقد باءت بالفشل، هنا لم تكن تعلم أن ابنها سيكتب نهايتها بيديه بلا رحمة.
كواليس الجريمة رواها الابن خلال التحقيقات معه قائلًا: «قتلت أمي في دقيقة واحدة، كانت بتزعق وهتلم عليا الجيران لما دخلت البيت ولقت معايا عشيقتي على سرير نومها، ولما حاولت السيطرة عليها ومن استغاثتها بالجيران ليشاهدوا الفضيحة خنقتها».