سها جادالله….
وجه مدير شؤون الأونروا في غزة ماتياس شمالي اليوم الخميس رسالة مهمة لأولياء أمور طلاب مدارس الوكالة في القطاع ، مؤكدا ان الأونروا تبحث خيارات إحضار مجموعات مختلفة من الأطفال إلى المدارس لأيام قليلة في مرات مختلفة في شهر يناير المقبل.
نص الرسالة….
أعزائي أولياء أمور وأوصياء طلاب مدارس الأونروا،
في نهاية هذا العام الذي كان صعبا علينا جميعًا، أود أن أتيح لنفسي فرصة الاعتراف بالمتطلبات الإضافية الهائلة التي فرضتها الإستجابة لجائحة كورونا علينا جميعًا. نعلم أنه لم يكن من السهل أن يبقى الأطفال في المنزل لمدة طويلة منذ الإغلاق الأول للمدارس في نهاية شهر مارس كجزء من تدابير الصحة العامة. إن حالة عدم اليقين التي أسهمت بخلقها جائحة كورونا، وظروفها المتغيرة، والجهود الهائلة اللازمة لتنظيم الجوانب المختلفة لتجربة التعلم عن بعد، قد استنفذت الكثير من وقت وجهد موظفي التعليم والأهل على حدٍ سواء.
إنني أتحدث معكم بصفتي أب، وأدرك مدى صعوبة مساندة أطفالنا أثناء تلقي تعليمهم في المنزل، والذي تجاوز حدود معرفتنا واستنفذ جل صبرنا حتى غدا عبئا كبيرا على كاهلنا. اسمحوا لي بإبداء إعجابي بالطريقة التي تتأقلمون بها أنتم وأطفالكم في ظل هذه الظروف غير الاعتيادية.
بينما نتمنى جميعًا أن نشهد نهاية أزمة جائحة كورونا، علينا أن نكون واقعيين وأن نبقى على أُهبة الاستعداد لفترة أطول لن تعمل خلالها المدارس بشكل “اعتيادي”. اسمحوا لي بمشاركة ما أفكر به والنهج الذي سنتبعه في الأسابيع والأشهر القليلة القادمة.
نظرًا للانتشار الهائل لفيروس كورونا في غزة والإجراءات الاحترازية في التقليل من الحركة، سنستمر بالتعلم عن بعد خلال ما تبقى من هذا الفصل والذي من المقرر أن ينتهي في آخر يناير. وإدراكًا منا لقيمة أن يلتقي الطلاب والمدرسين بشكل وجاهي، نبحث في خيارات إحضار مجموعات مختلفة من الأطفال إلى المدارس لأيام قليلة في مرات مختلفة في شهر يناير، ليس فقط بغرض اللقاء، بل لإنجاز بعض المهام مثل تبادل المواد التعليمية، وإجراء التقييمات والفحوصات الطبية، والتدرّب على المنصة التعليمية المقرر إطلاقها على مستوى الوكالة في يناير. كما ستجدون أن هذه المنصة التعليمية الرائعة هي أشبه ما تكون ب”مكتبة إلكترونية” من شأنها أن تدعم وتعزز عملية التعلم عن بعد. وستستمر الوكالة بتطوير هذه المنصة حتى تصبح تجربة تعليمية تفاعلية.
ترتكز جهودنا الأساسية في مسألة التعلم عن بعد على ضمان حصول الطلاب على كل من الكتب المدرسية والمواد التعليمية مطبوعة ليتسنى لهم استخدامها في المنزل. وهذا يعني أن التعلم عن بعد لا يعتمد على الاتصال الدائم بالانترنت وتوفر التيار الكهربائي، نظرًا للعديد من التحديات المفروضة على سكان قطاع غزة فيما يتعلق بوضع الإنترنت والكهرباء. ويضمن حصول الطلاب على المواد التعليمية بين يديهم فرصة التأكد من عدم استثناء أي طفل من التجربة التعليمية. وتعد المشاركة الدائمة لمقاطع الفيديو والمواد التعليمية الإلكترونية بمثابة دعم تعزيزي إضافي. يعد التوجيه المستمر والتفاعل الدائم مع المعلمين مكونًا حيويًا إضافيًا للتعلم المجدي والفعّال. وأود أن أشيد بالجهود الحثيثة التي يبذلها العديد من المدرسين لدعمكم ودعم أطفالكم عن طريق مجموعات الواتساب ومن خلال تطبيقات أخرى.
وفي هذه المرحلة، من السابق لأوانه اتخاذ القرار بخصوص النهج الذي سنتبناه في الفصل الدراسي الثاني، والمتوقع أن يبدأ في شهر فبراير بعد إجازة قصيرة. وللحد من الآثار السلبية بعيدة المدى على المسيرة التعليمية لطلابنا، فبشكل مثالي، سننتقل إلى تبني شكل من أشكال التعليم المدمج (مزيج من التعلم عن بعد وقضاء بعض الوقت في المدرسة لتلقي التعليم الوجاهي). وسيتطلب جزء من هذا النهج تقسيم الفصول الدراسية إلى النصف لضمان الحفاظ على التباعد الجسدي بين الأطفال والحد من الازدحام في الفصول. وسيتعين علينا مراقبة بعض العوامل وتقييمها مثل مدى انتشار الفيروس في غزة، وإجراءات الرقابة الإضافية التي ستتخذها السلطات المحلية، ونوع و أثر الإجراءات الصحية الوقائية. ذلك كله سيساعدنا في خلق بيئة مدرسية آمنة باستقاء أفضل الممارسات من حول العالم. وسنقوم باتخاذ قرار في نهاية شهر يناير بخصوص النهج الذي سنتبعه خلال الفصل الثاني، وسنبلّغ جميع الجهات المعنية بالقرارات المتخذة.
واسمحوا لي أن أؤكد لكم أن فريق التعليم بقيادة رئيس البرنامج النشط والحكيم، فريد أبو عاذرة، يبذل قصارى جهده لضمان حصول أطفالكم على أفضل تجربة تعليمية ممكنة في ظل هذه الظروف الاستثنائية. و إننا ندرك تمامًا أن التعلم عن بعد ليس مثاليًا، ولن يكون مثاليًا، إذ أنه لا يمكن أبدًا أن يحل محل التعلم الوجاهي بدوام كامل و الذي يقدمه مدرسون مهرة. ولكننا نضمن لكم التزامنا التام بالتكيف بأفضل شكلٍ ممكن والحفاظ على سجلالأونروا الممتد لعقود طويلة والحافل بتعزيز ودعم التميّز التعليمي في أكثر الظروف صعوبة.
إنني أتفهم شعوركم بالإحباط بسبب بعض التأخير الذي حدث في البداية عند توزيع مواد التعلم الذاتي
ورغبتكم الشديدة في الحصول عليها من خلال انتظاركم لها بفارغ الصبر والذي أظهر مدى أهميتها بالنسبة لكم. لقد انتهينا للتو من ترتيبات الطباعة والتوزيع اللازمة للجولتين الثالثة والرابعة للمضي قدمًا بسرعة وبسلاسة فيما يتعلق بتوزيع مواد التعلم الذاتي. كما ستعمل الأونروا على توفير التمويل الذي يمكّنها من تقديم بعض الأجهزة الذكية للأطفال من الفئات الأكثر حاجة لتعزيز تجربة التعلم عن بعد. في الواقع، ستظل تحديات انقطاع التيار الكهربائي وعدم توفر اتصال دائم بالإنترنت قائمة، وبالتالي سيظل التركيز على العمل الورقي للجميع.
وأرجو منكم ألا تتردوا بالتواصل مع المدرسين، ومدراء المدارس، ومدراء المناطق التعليمية، وإدارة الأونروا إذا كان لديكم أي ملاحظات أو أسئلة. إذا ظهر على طفلك أي من علامات القلق أو الاستياء، يمكن للمرشدين المدرسين تقديم النصحية لك أو يمكنك إجراء مشاورات معهم عن بعد بشكل مباشر. إذا كنتم تشعرون أنكم تواجهون ضغطًا هائلًا، أحثكم على التواصل مع مرشدي الصحة النفسية العاملين في مراكزنا الصحية.
أتمنى لكم نهاية عام يسودها السلام، وبداية رائعة وآمنة لعام 2021. فلنبقى جميعًا متفائلين بأن العام القادم سيحمل في طياته أيام أفضل من العام الذي يوشك أن ينتهي.