سها جادالله ….
بدأت أنظار العالم تلتفت تجاه الإنجاز الجديد الذي أعلنته شركة موديرنا ، و الذي يأتي بعد أيام من إعلان مشابه لشركتي “فايزر” الأميركية و”بيونتك” الألمانية
فقد أعلنت شركة “موديرنا”، الاثنين، في بيان، أن لقاحها المضاد لفيروس كورونا “أظهر فعاليته الأساسية بنسبة 94.5 بالمئة”.
وذكر البيان أن لقاحها لكورونا “حقق فعاليته الأساسية، وذلك بعد التحليل المؤقت والأولي لنتائج المرحلة الثالثة من الاختبارات”، مضيفة أن فعاليته بلغت 94.5 بالمئة.
وذكر بيان للشركة أن النتائج الأولية استندت إلى 95 حالة متنوعة ومختلفة (من أصل لاتيني وأميركي وأفريقي وآسيوي)، مضيفا أنه لم يتم الإبلاغ عن أي مخاوف تتعلق بالسلامة.
وتابع: “نظرا لتراكم نتائج المزيد من الحالات التي تؤدي إلى التحليل النهائي، تتوقع الشركة أن يتغير تقدير نسبة فعالية اللقاح”.
وأشارت الشركة إلى أنها تعتزم تقديم طلب الحصول على ترخيص “الاستخدام الطارئ” خلال الأسابيع القليلة المقبلة.
وكانت الشركة قالت في وقت سابق إنها ستطلب “الإذن الطارئ” من الهيئات الصحية إذا ثبتت فعاليته بنسبة 70 بالمئة على الأقل.
وكانت “موديرنا” الأربعاء استقطبت أكثر من 30 ألف شخص، للمشاركة في المرحلة الأخيرة من التجارب التي تقوم بها على اللقاح.
وسبق للشركة الأميركية أن نشرت البروتوكول الكامل لتجاربها في مختلف المراحل، ردا على الدعوات إلى مزيد من الشفافية.
كيف يعمل لقاح “موديرنا”؟ وهل يختلف عن لقاح “فايزر”؟
من الناحية العلمية، يتشابه اللقاحان في آلية العمل كثيرا، بينما يختلف الاثنان عن الأنماط السائدة التي تتبعها اللقاحات المعتادة.
وكان من المتعارف عليه أن يتكون اللقاح بالأساس من فيروسات ضعيفة أو معطلة أو أجزاء من الفيروس، لا تسبب المرض للجسم بل تكتفي بإشعاره بالمرض، وتحفزه على إنتاج الأجسام المضادة التي تبقى بداخله مدى الحياة، وتدافع عنه ضد هذا الفيروس مستقبلا.
أما لقاح “موديرنا” فيأخذ نهجا مختلفا، حيث يتكون من قطع صغيرة من الحمض النووي “mRNA” التي تحفز الجسم على إنتاج البروتين الموجود على سطح فيروس كورونا المستجد.
وهذا البروتين، الذي يمنح فيروس كورونا شكله التاجي المميز، هو الذي يساعد الكائن الدقيقة على التعلق بالخلايا البشرية في المراحل الأولى من المرض.
وبمجرد إنتاج هذا البروتين الغريب في الجسم، يتوهم الجهاز المناعي بوجود الفيروس فيبدأ بإنتاج الأجساة المضادة، كما لو كان الإنسان مريضا بالفعل.
وهذه الطريقة شبيهة بالطريقة التي يعمل بها لقاح “فايزر” و”بيونتك”، الذي أعلن عنه مؤخرا.
ويتطلب كلا اللقاحين أخذ حقنتين، تفصل بين كل منهما عدة أسابيع.
وأعلنت “موديرنا”، الاثنين، إن لقاحها يوفر حماية قوية ويعطي بارقة أمل وسط وضع قاتم عقب ارتفاع حصيلة الإصابات بفيروس كورونا في الولايات المتحدة وحول العالم.
وذكرت الشركة أن لقاحها يبدو فعالا بنسبة 94.5 بالمائة، وفقا لبيانات أولية استندت لدراسة للشركة لا تزال جارية.
وتتوقع “موديرنا” أن تحصل على حوالي 20 مليون جرعة مخصصة للولايات المتحدة بحلول نهاية 2020، فيما تتوقع “فايزر” وشريكتها الألمانية الحصول على حوالي 50 مليون جرعة على مستوى العالم بحلول نهاية العام.