قد خيّم الليلُ ياسيد الشهداء
بقلم مصطفى سبتة
قد خيّم الليلُ العبوسُ على السماء
وأناخَ راحِلة الأسى في كربـــــــلاء
ضجّت نُفوسُ القوم من فرطِ الجوى
تتهافت الأرواحُ صوبَ الأوصياء
هذي رياحُ الطفّ تســلبُ خافقي
وبلا شُعـــــــورٍ مَدمعي بلّ الرداء
تتسارعُ النبضات تسبـــقُ أرجُلي
بُحّت حُروفي وهي تَلهَج بالنداء
الآن أدنو مِن مضــاجِع فتــــــيةٍ
لأرى لُيوثاً أخجَلت حتى الوفــاء
نصروا حُسينا والرسولَ وديــــنهِ
ثم ابتَغوا للهِ يــرجونَ الجّـــــــزاء
خَطوا بفيضِ دمائِهم أسطـــــــورةً
قد أذهلوا الثَقلين بَل حتى السماء
ماجَت أراضي الطّف ضَجّ غُبارهُا
وكأن سَيفَ اللهِ عجّل بالقضــــاء
عبّـــــاسُ أقْبِل فالّلواحِظُ شُخّصٌ
أبرِق بسيفِ الحقّ يَنبلجُ الضيــاء
فأبو تُـــــــرابٍ مَن سَقــاكَ بسالةً
طوبى لهُ في أشبُلٍ فاضـتْ إباء
أنتُم رجــــــــالُ اللهِ خيرةُ جندهِ
قد خصّكم بالكربِ في يومِ البلاء
وإذا مَضيتُم للمضــــــاجِعِ صُرّعاً
أرواحُـــكم سَكنت مَحِل الأنبيـاء