للدكتور حسن عبد العال..
متابعة :أحمد عبد الحميد.
أنتمى إلى جيل كان حريصا على حلاقة ذقنه ، ساعدنى على ذلك سنوات التجنيد في الجيش حيث كنت أحلق ذقنى كل صباح ، كما دفعنى إلى ذلك الذهاب الى عملى الوظيفى فى مواعيد ثابتة يوميا ، ولم أكن ولا كان جيلى يحتمل خشونة ذقنه ، ثم صارت اللحية بعد ذلك هوسا لجيل تال لنا رأى أن اللحية أمر مرتبط بالتدين ، ثم تطور أمر اللحية فصارت للشباب فى أيامنا هذه نوعا من الشياكة والخنفسة ، وانت تلحظ ذلك فى أفلام هذه الأيام ومسلسلاتها ، فكل الشباب فيها تقريبا أطلقوا لحاهم . أنا لا اعتراض لى على ذلك سواء أكانت اللحية لأمر يرتبط بالدين مع تقدير لدوافع صاحبها أو كانت كما يراها صاحبها نوعا من الشياكة فتلك حرية شخصية تتيح لصاحبها أن يفعل ما يشاء طالما لا يعتدى على حرية الاخرين ، لكننى حين أجلس لمشاهدة مسلسل أو فيلم أشعر أن كل الشباب فيه بالتقريب أقرب إلى وجه واحد ، وحتى فى واقع حياتنا اليومية ، أرى اللحية تخفى تفاصيل الوجوه ، ويبدو من الصعب التعرف على ما وراءها . ربما كنت وحدى الذى يشعر هذا الشعور ، أو أننى أصبحت لا أستطيع ملاحظة تلك التفاصيل لإنشغال الذهن بأمور كل كثيرة .