بقلم : سري القدوة
الرئيس الأميركي دونالد ترامب لم يكن إلا صانعا للوهم بأسلوب يدعو الى سخرية المواطن الامريكي الذي بات هو الاخر يعاني الكثير من جراء سياسة العنصرية والكراهية التي بثها ترامب على مستوي العالم اجمع فمن اعلانه الاخطر واعترافه بضم القدس لدولة الاحتلال الي دعمه الاحتلال الاسرائيلي وإعلانه صفقة القرن الى دعوته لقتل المتظاهرين الغاضبين على سياسته في المظاهرات العارمة التي شهدتها المدن الامريكية واستخفافه بحقوق المواطن وبثه للتفرقة والعنصرية وممارساته للاضطهاد حيث تشهد اكبر المدن الامريكية الاحتجاجات العنيفة وبتعليمات مباشرة من الرئيس ترامب لتفريق المتظاهرين استخدمت شرطة مكافحة الشغب الغاز المسيل للدموع والرصاص ووقعت مصادمات في نيويورك وفيلادلفيا وواشنطن وتعد هذا المظاهرات هي الاعنف والأكبر بعد ان قتل شرطي المواطن جورج فلويد البالغ من العمر 46 عاما حيث اقدم رجلَ شرطة أبيض يدعى ديريك تشوفين يضغط برُكبته على عنق فلويد المثبّت إلى الأرض ولم يتركه الا بعد ان فارق الحياة.
الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الذي يواجه هذه المظاهرات التي اندلعت بعد الحادث مباشرة ويواجه فشله في مواجهة وباء كورونا لحتى الان امر بتدخل الجيش إذا لم تتمكن السلطات المحلية في الولايات من التعامل مع الاحتجاجات التي باتت تهدد نظامه وأركان حكمه ملقيا باللائمة في أحداث العنف على ما اطلق عليهم مرتكبي أعمال السلب والنهب ومثيري الشغب والفوضى.
العنصرية ضد ذوي البشرة السوداء مازالت متغلغلة في المجتمع الأمريكي بدون ادنى شك وتلك الولايات التي باتت مهددة بالانهيار بعد ان تركت سياسات ترامب وتحديه للقوانين والشرعية الدولية ومخالفته الواضحة للمواثيق والمعاهدات المبرمة منذ عقود اثارها بين الدول والتي ادلت هي الاخرى بظلالها على السياسة الامريكية الداخلية ليبدأ الانفجار الكبير في وجه سياسة الادارة الامريكية والتي اثبتت فشلها الكبير في تحقيق العدالة والمساواة بل لجيء ترامب وإدارته الي تحميل المسؤولية الكاملة لمنظمة الصحة العالمية بانتشار وباء كورونا في الولايات المتحدة الامريكية وسحب التمثيل الامريكي منها بعد ان قام بقطع المساعدات المخصصة للمنظمة العالمية.
ولعل تنوع وسائل الاضطهاد وممارسة العنصرية لم تكن وليده الصدفة في الولايات المتحدة فهناك المئات من الحوادث التي تم توثيقها من خلال نشر فيديوهات توضح السياسة العنصرية كنهج قائم في المجتمع الامريكي فمن وفاة رجل أسود في مينيابوليس إلى حادث عنصري في سنترال بارك حيث تُستخدم كاميرات الهواتف بشكل متزايد كسلاح ضد العنصرية حتى لو لم تواكبها الأنظمة القضائية والقانونية لدى مؤسسات الدولة الرسمية وتحاول الالتفاف عليها فان اصوات المتظاهرين بدأت تعلو وتتوصل وتتصاعد خلال الايام الاخيرة لتعم اغلب المدن الامريكية في تحد واضح لتلك السياسات العنصرية والفشل لساسة ترامب وإدارته.
ترامب الذي وصل الي الحكم من خلال تشريعه العنصري ودعمه للبيض علي حساب السود والمسلمين وسلسلة القرارات التي اتخذها وفرضها بعد صعوده للسلطة شكلت محورية التكتل ضد العنصرية التي باتت قاعدة اساسية للعمل السياسي وإقرار القوانين التي تحكم مسار الولايات المتحدة فهذه الحادثه التي وثقتها احد كاميرات جوال المارة لم تكن هي الاولي او الاخيرة في مسلسل يمارس بل ان تصريحات ترامب تكاد تقول انا الاوحد في هذا العالم وعليكم الاستماع وتنفيذ الاوامر مما دفع بتصعيد المظاهرات الغاضبة ضد هذه السياسات لتشكل نقطة البداية لثورة الغضب ولمواجهة الحكم العنصري الامريكي.