متابعة اشرف المهندس…
ويتجدد بنا اللقاء الايمانى وحلقة جديدة من سلسلة الدين والأخلاق مع فضيلة الدكتور/ اسماعيل احمد اسماعيل مرشدى من علماء الازهر
إن انهيار الأخلاق والقيم وهو السبب الرئيس في انهيار الأمم والذي يستقرا التاريخ يرى تلك الحقيقة يقول ابن خلدون – رحمه الله – (إذا تأذّن الله بانقراض الملك من أمة حملهم على ارتكاب المذمومات وانتحال الرذائل وسلوك طريقها، وهذا ما حدث في الأندلس وأدى فيما أدى إلى ضياعه)وهذا ما قرره الله تعالى في كتابه في غير ما آية منه فقال سبحانه ﴿ وَإِذَا أَرَدْنَا أَنْ نُهْلِكَ قَرْيَةً أَمَرْنَا مُتْرَفِيهَا فَفَسَقُوا فِيهَا فَحَقَّ عَلَيْهَا الْقَوْلُ فَدَمَّرْنَاهَا تَدْمِيرًا * وَكَمْ أَهْلَكْنَا مِنَ الْقُرُونِ مِنْ بَعْدِ نُوحٍ وَكَفَى بِرَبِّكَ بِذُنُوبِ عِبَادِهِ خَبِيرًا بَصِيرًا ﴾ ما الذي غرّق أهل الأرض كلّهم حتى علا الماء فوق رؤوس الجبال؟وما الذي سلّط الريح العقيم على قوم عاد حتى ألقتهم موتى على وجه الأرض، كأنهم أعجاز نخل خاوية، ودمّرت ما مرّت عليه من ديارهم وحروثهم وزروعهم ودوابّهم حتى صاروا عبرة للأمم إلى يوم القيامة
وما الذي أرسل على قوم ثمود الصيحةَ حتى قطّعت قلوبهم في أجوافهم، وماتوا عن آخرهم؟ وما الذي رفع قرى اللوطية حتى سمعت الملائكة نبيحَ كلابهم، ثم قَلَبها عليهم، فجعل عاليها سافلها، فأهلكهم جميعًا. ثم أتبعهم حجارةً من السماء أمطرها عليهم، فجمع عليهم من العقوبة ما لم يجمعه على أمّةٍ غيرهم. ولإخوانهم أمثالُها، وما هي من الظالمين ببعيد! وما الذي أرسل على قوم شعيب سحابَ العذاب كالظُّلل، فلمّا صار فوق رؤوسهم أمطر عليهم نارًا تلظّى؟ وما الذي أغرق فرعون وقومه في البحر، ثم نُقلت أرواحُهم إلى جهنّم. فالأجساد للغرق، والأرواح للحرق؟ وما الذي خسف بقارون وداره وماله وأهله؟ وما الذي أهلك القرون من (بعد نوح بألوان العقوبات، ودمّرها تدميرًا؟ إنه الانحلال الأخلاقي والوقوع في بحار المعصية قال الله سبحانه ﴿ ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ لِيُذِيقَهُمْ بَعْضَ الَّذِي عَمِلُوا لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ ﴾ وها هو النبي – صلى الله عليه وسلم – يبن لنا في خماسية الشقاء الاجتماعي التي متى ضربت أمة أهلكتها وجعلت عاقبة أمرها خسرا عبد الله بن عمر بن الخطاب قال: كنتُ عاشرَ عشرةِ وهو من المهاجرين عند رسول الله – ص -، فأقبل علينا رسول الله – ص- بوجهه، فقال: “يا معشر المهاجرين، خمسُ خصال وأعوذ بالله أن تدركوهنّ: ما ظهرت الفاحشة في قوم حتى أعلنوا بها إلاّ ابْتُلُوا بالطواعين والأوجاع التي لم تكن في أسلافهم الذين مضوا. ولا نقص قومٌ المكيالَ والميزانَ إلا ابتلُوا بالسنين وشدة المؤنة وجور السلطان. وما منع قوم زكاةَ أموالهم إلا مُنِعوا القَطْرَ من السماء، فلولا البهائم لم يُمطَروا. ولا خفر قوم العهد إلا سلّط الله عليهم عدوَّهم من غيرهم، فأخذوا بعض ما في أيديهم. وما لم تعمل أئمّتُهم بما أنزل الله في كتابه إلا جعل الله بأسَهم بينهم”.
(2)الكأس والغانية: قصة انهيار الأندلس: فشبابنا يعانون من حرب ضروس من الغرب والعلمانية. بدأت هذه الحرب منذ مئات السنين بدأت واضحة عندما أرادو استعادة بلاد الأندلس من المسلمين فأرسلوا جاسوسا لهم إلى بلاد الأندلس ليعلموا هل حان الوقت للغزو أم لا. فذهب الجاسوس فأول ما قابل قابل شابا على صخرة يبكي فقال له ما يبكيك؟ قال أبكى لأن صاحبي يصيب هدفين بسهم واحد وأنا أصيب هدف بسهم فعاد الجاسوس إليهم وقال لهم لم يحن الوقت بعد لغزو بلاد الأندلس.
ففكر الغرب جيدا كيف يكون لهم النصر فعلموا وتأكدوا أن هذا لن يكون إلا بضرب العمود الفقري وهو الشباب ثم أخذو في الكيد للشباب، وبعد مرور بضع سنوات أرسلوا جاسوسا أخر فأول ما قابل قابل شابا يبكي فسأله ما يبكيك؟ قال أبكى لأن حبيبتي تركتني ولم تأتي في موعدها.فعاد الجاسوس وقال لهم الآن الآن حان وقت الغزو. وقد كان ما كان وأصبحت بلاد الأندلس لهم. فمع وجود الغزو الفكري الذي يعد استعماراً لعقولنا، كما قال أحد اليهود: كأس وغانية نملك بهما المجتمع المسلم، وصلنا إلى ما وصلنا إليه، وترتب على ذلك العنف بين الأزواج والسعار الجنسي الذي ابتلى به الكثيرون وقضية تبادل الأزواج، والدعارة المنتشرة وقانون الطفل الذي يسمح للابن بأن يشتكي والده في قسم الشرطة ومن جهة أخرى نجد من يهدمون قيم الإسلام ويتلاعبون بثوابته. قال شوقي – رحمه الله -:
إنما الأمم الأخلاق ما بقيت فإن هموا ذهبت أخلاقهم ذهبوا
أتت عجوز إلى ابن فراته الظالم الوزير البغدادي في القرن الرابع فقدمت له عريضة لأنه أخذ بستانها ومزرعتها قال البستان بستاني والمزرعة مزرعتي قالت أنا عجوز حسيرة كسيرة مسكينة عمياء ليس لي ناصر إلا الله والله ليس لي من ولد ولا أخو ولا زوج فأسألك أن تعيدها فقال لا فقالت أعد مزرعتي وإلا شكوتك على الله فقال من جبروته عليك بالثلث الأخير من الليل يقول أحد العلماء والله أني بجانبه وأني انتفضت وارتعدت من هذه الكلمة فذهبت فمسكت الثلث الأخير في جلسة السحر تدعو عليه شهراً كاملاً فسلط الله عليه الخليفة فقطع يده يوم الجمعة وفي الجمعة الثانية حُكم عليه بالإعدام فمرت عليه قبل أن تقطع رأسه إعداماً فقالت يا ابن الفرات والله إني جربت دعاء الليل وإني وجدته فقال أتشمتين بي قالت جزاك الله خيرا إنك دللتني على جلسة السحر ودعاء الليل وما وجدته أنت من دعاء السحر ولما قُتل قالت :إذا جار الوزير وكاتباه . وقاضي الأرض أجحف في القضاء .فويل ثم ويل ثم ويل. لقاضي الأرض من قاضي السماء