مطارده ….بقلم محمد عبد الستار الدش

مُطارَدَة

محمد عبد الستار الدش

صحيفة المثقفكُنْتُ أمامَ الْبَحرِ أُحَدِّثُهُ:

– ضِرْسِي يُرْهِقُنِي.

– بِنْتِي تَبْحثُ عَنْ حُلْمٍ

وتصلي

تَفتَحُ أبوابا للناسِ

ولا يُفْتَحُ بابٌ تطلبُهُ.

– أمِّي (حُبِّي الدّائمِ)

أَمْسكُ يَدَهَا

تُطْعمُنِي أُطْعِمُهَا

حَتّى تفْرشَ ضِحْكتَهَا

ويفوحَ الوَرْدُ بِقلْبِي

 تَقْتلنِي كَحَّتُها

أخْشَى

  إِنْ عَرفتْ حَالِي

 يغْلبُها الدّمعُ.

– وَجَارِي

ستْرِي

لم يرْحمْ دارِي.

– لم يَعُدِ الشّارعُ يَحْنُو

ويقرِّبُ .

يا بحْرُ

أتَفْهمُ قَوْلِي؟ .

هَبَّتْ رِيحٌ عاصِفةٌ

وَاشْتدَّ المَوْجُ

إلى أنْ غِبْتُ بَعيدًا

يلْقانِي شيْخٌ مُبْتَسمًا :

لا بأسَ عَليْكَ

اهْدَأْ .

فَجَرَيْتُ

يُطارِدُنِي قِطٌّ

حَتّى انْقَطَعتْ أنْفَاسِي

يلْقانِي الشَّيْخُ

 وَقَدْ أَمسَكَ بي مُبْتَسِمًا :

 لا تَفْزعْ مِنِّي

قَدْ ذَهَبَ بَعِيدًا .

غَامَ الْمَشْهدُ

وَتَدَاخَلَتِ الصِّوَرُ

 اسْوَدَّ الْمَنْظَرُ

لا أَتَذكَّرُ شيْئًا بَعْد

سِوَى صَوْتِ الْحُبِّ الدَّائِمِ

 يُوقِظُنِي:

الأرْزاقُ يُقَسِّمُهَا الرَّزَّاقُ

انْهَضْ

فالشَّمْسُ انْتَشَرَتْ .

***

Related posts

Leave a Comment