كيف نواجه المشكلة من جذورها؟
أول خيوط الحل هو التشخيص الجيد للمشكلة.فالتحرش بدأ كظاهرة منذ القدم فهو موجود منذ قديم الزمان ولكنه على مر العصور يتشكل ويتغير بحسب ظروف كل عصر.والتحرش حاليا يتشكل بطرق كثيرة منها التحرش اللفظي والجسدي والكتابي
دعونا نطرح الأسئلة التالية ونحاول أن نجيب عليها: من خلال المثال التالي:
امرأة محجبة وأخرى عادية وثالثة ترتدي ملابس مثيرة ومروا الثلاثة على ثلاثة رجال الأول متدين والثاني شخص عادي (ابن بلد) والثالث متحرش.
السؤال: ما اثر مرور الثلاثة نسوة على الثلاثة رجال؟وهل اختلفت ردود افعال الرجال الثلاثة باختلاف شكل وملبس المرأة؟
هل تتوقع ان يتحرش الرجل المتدين والعادي بأي امراة مرت أمامه؟
هل تتوقع ان سلمت اي امرأة من الثلاثة من أي نوع من التحرش خلال مرورها على الرجل المتحرش؟
ما الذي جعل المتحرش يتحرش بالنساء وما الذي منع الشابين الآخرين من التحرش رغم توحد الظروف ظاهريا؟
هل لزي المرأة دور وأثر مهم في التحرش بها من عدمه؟
ساحاول أن أجيب على هذه التساؤلات من وجهه نظري للموضوع فالأول عن اثر مرور الثلاثة نسوة على الرجال فالمراة المحجبة خلال مرورها ستكون محمية عند الشخص المتدين والعادي ,ولن تسلم من المتحرش وكذلك الحال بالنسبة للمرأة العادية إلا انها ربما تتعرض لدرجة تحرش اعلى نسبيا من الأولي اما المرأة التي ترتدي ملابس مثيرة فلها تأثير على الشباب الثلاثة وإن لم يظهر أثر هذا التأثير بشكل واضح على الشخصين الأول والثاني ولكنها اثارتهم وربما تحرشوا بها معنويا في مخيلاتهم لأن المرأة المثيرة لها أثر في خلق واستثارة غريزة الرجال لكن لا اثر مادي لهذا المرور على الشخصين الأول والثاني بينما المتحرش ستكون درجة تحرشه بها عالية جدا عن الأولي والثانية، من هنا نستنتج أن لزي المرأة أثر ليس في التحرش بل في خلق التحرش او عدمه.
كذلك نجد أن النساء الثلاثة سلموا من التحرش عند النوع الأول والثاني ولم يسلموا عند النوع المتحرش، فما هي الموانع التي منعت الشابين الأول الثاني من فعل التحرش ولم تمنع الثالث المتحرش؟
يعود السبب الرئيسي إلى مجموعة القيم المزروعة أو المغروسة في نفوس الشباب فالقيم هي المحرك الأساسي لسلوك الانسان فسلوك الإنسان وليد فكره، والأفكار التي تحمل قيما عظيمة وأصيلة هي التي تحرك الانسان لفعل أو لعدم فعل شيء معين.
وعليه فإن المتحرش هو شخص لم تزرع فيه القيم الصحيحة وانما زرعت في نفسه قيم خبيثة .
وللحصول على مجتمع نظيف وخالي من التحرش علينا بزرع القيم العظيمة ونبذ غيرها، فمن يزرع القيم؟
الأسرة متمثلة في الأب والأم، المدرسة متمثلة في المعلم، المسجد متمثلا في المصلين، الكنسية متمثلة في روادها، الإعلام متمثلا فيما يبثه من افكار وقيم ، مؤسسات الدولة مع موظفيها، المجتمع المدني من خلال جمعياته وغيره، كل هؤلاء لهم دور في نشر وغرس القيم في نفوس الناس وبدون القيم نتحول إلى غابة وإلى مجتمع غواغائي تملؤه البغضاء والكراهية والحقد والحسد والشتائم وعدم الاحترام والتطاول على الغير وأخذ الحقوق بالذراع دون رادع، ولذلك قبل أن نعالج مشكلة التحرش من منظور أمني بفرض قوانين رادعه للمتحرش علينا أن نسلك طريقا علميا لغرس القيم السليمة ونبذ غيرها، ثم يأتي دور المؤسسات الأمنية في تنفيذ القانون ضد كل متحرش ويجب على الجهات التشريعية تغليظ عقوبة التحرش والجهات الأمنية سرعة ضبط المتحرشين والتواجد في الأماكن المزدحمة وتركيب الكاميرات في الأماكن العامة وسرعة رصد المتحرشين وضبطهم وتوقيع أشد العقوبات بحقهم.
إن المرأة التي تسير في الشارع أو تركب المواصلات أو تذهب للعمل هي أختك أو أمك او ابنتك أو زوجتك أو عمتك أو خالتك أو جارتك او قريبتك وواجبك ألا تضايقها بل تيسر لها الطريق.
احفظوا للمرأة حقها وامنعوا كل متحرش وسلموه للشرطة فلا تشاهدوا متحرشا دون رد فعل منكم أيها الشباب يا من تحملون القيم في نفوسكم.
ايتها المرأة لا تكوني سببا في خلق التحرش وارتدي من الثياب ما يسترك ولا يثير غرائز الشباب.
أيها الشباب مهما ارتدت المرأة من ثياب ومهما تسترت أو تكشفت فواجبك الحفاظ عليها وعدم مضايقتها باي حال من الأحوال ولا سلطان لك عليها.
احفظوا القيم فهي المحرك الآمن لمجتمع فيه أناس يتطهرون