كتبت/مرثا عزيز
كما يستعد العالم لاستقبال أعياد الكريسماس والاحتفال بها، يستعد تنظيم داعش الإرهابى هو الآخر لتلك الأعياد، ولكن ليس للاحتفال بل من أجل نشر الإرهاب والدماء.
استعدادات «داعش» هذا العالم تختلف عن كل عام، حيث بدأ التنظيم فى اتباع استراتيجية جديدة ستمكنه من تنفيذ عمليات إرهابية كبرى فى العالم، بعيدا عن أعين الأمن وشكوكه.
تعتمد هذه الاستراتيجية ببساطة على استخدام الأطفال فى عمليات التفجير، بل وجعلهم عبارة عن أسلحة فتاكة لـ«داعش»، وفى نفس الوقت بعيدة عن كل الشبهات.
بدأ تنظيم داعش الإرهابى منذ ظهوره فى تجهيز الأطفال لتنفيذ عملياته الإرهابية، فضمهم إلى معسكراته من سن ٦ سنوات، كى يعلمهم القتل والذبح واستخدام الأسلحة بمختلف أنواعها، ثم جعلهم ينفذون عمليات إعدام لعدد من المنشقين عن التنظيم والجواسيس والمعارضين لـ«داعش» بمختلف انتماءاتهم.
انفجار طفلة سورية
وبعد نهاية مرحلة تأهيل الأطفال، بدأت مرحلة جديدة من الإرهاب، حيث نفذت طفلة سورية عمرها ٨ سنوات عملية تفجير فى مركز شرطة فى دمشق، وبالتحديد فى حى الميدان يوم ١٦ ديسمبر الحالى. ودخلت الطفلة مركز الشرطة دون أن يشك بها أحد رغم ارتدائها حزاما ناسفًا، وفى لحظات، انفجرت الطفلة فى مركز الشرطة مسببة خسائر فادحة فى المبنى وأصيب شرطى سورى واحد.
وبعد التحقيقات اكتشف الأمن السورى أن الطفلة تم تفجير حزامها الناسف من خلال ريموت كنترول مسئول عن التفجير عن بعد.
الخلية البلجيكية
وخططت خلية من الأطفال التابعين لتنظيم داعش الإرهابى مكونة من ١٠ أفراد، لا يتخطى عمر أكبرهم ١٦ عامًا تنفيذ عمليات إرهابية فى بلجيكا يوم الاحتفال بالكريسماس، ولكن جاءت الرياح بما لا تشتهى السفن، ونجح الأمن البلجيكى فى الكشف عن مخطط تلك الخلية، وقبض على كل عناصرها أول أمس الاثنين، وعند التحقيق معهم تبين أنهم تلقوا أوامر داعشية من خلال شبكة الإنترنت لتنفيذ عمليات إرهابية فى الكريسماس، كما أنهم تلقوا تدريبات لعمل القنابل محلية الصنع لاستخدامها فى هذه العمليات.
الطفل الألمانى
ومن بلجيكا إلى ألمانيا، حاول طفل عمره ١٢ عاما تنفيذ عملية إرهابية فى سوق كبيرة خاصة ببيع أدوات وهدايا أعياد الكريسماس، إلا أن الأمن الألمانى نجح فى القبض عليه قبل تنفيذ التفجير مستخدما قنبلة مسمارية منزلية الصنع.
وبعد التحقيقات مع الطفل تبين أنه تحدث مع عنصر داعشى عبر مواقع التواصل الاجتماعى «فيسبوك» و«تويتر»، وتلقى تعليمات منه بضرورة تنفيذ عملية إرهابية فى الكريسماس، وبعدها تم الاتفاق على تفجير السوق.
ووعد العنصر الداعشى الطفل حال نجاحه فى تنفيذ التفجير بتسهيل سفره إلى العراق لحمل السلاح والقتال جنبا إلى جنب جنود التنظيم فى الصيف المقبل بعد انتهاء فصل الشتاء. الطفل الألمانى تم وضعه فى مدرسة لإعادة تأهيله من جديد، كونه حاليا لا يجوز إخضاعه للمحاكمة لصغر سنه.
أطفال بريطانيا
وكشفت دراسة بريطانية حديثة أصدرها عدد من المراكز المتخصصة فى الإرهاب عن نجاح الأمن الإنجليزى فى منع ما يقرب من ٥٠ طفلا تحت السن القانونية من السفر إلى تنظيم داعش الإرهابى فى العراق وسوريا هذا العام.
وأكدت الدراسة أن أعداد الأطفال الراغبين فى السفر إلى «داعش» ازدادت إلى الضعف تقريبا عن العام الماضى، حيث حاول فى عام ٢٠١٥ ما يقرب من ٢٣ طفلا السفر، إلا أن الأمن البريطانى قد نجح فى منعهم.
وأوضحت الدراسة أن هناك طفلين بريطانيين ظهرا فى الإصدارات الوحشية للتنظيم، وهما ينفذان عملية قتل بالرصاص وبالذبح لعناصر معارضة للتنظيم.
وأزاحت الدراسة الستار عن أبرز الأطفال والمراهقين البريطانيين الذين نجحوا فى الهروب من الأمن البريطانى والتحقوا بتنظيم داعش فى العراق وسوريا، وهم عيسى دير الذى ظهر فى فيديو إعدام ٤ من سجناء تنظيم داعش مؤخرا بسيارة مفخخة، هذا بالإضافة إلى خديجة سلطانة بنت الـ ١٧ عاما التى هربت من مدرستها فى لندن للانضمام إلى التنظيم مصطحبة صديقتين لها وهما شميمة بيجم، وأميرة بيز.
وعلمت السلطات البريطانية بمقتل خديجة فى مدينة الرقة السورية أثناء غارة جوية وسط أنباء تفيد بأن المراهقة الإنجليزية قد حاولت أكثر من مرة الهروب للعودة إلى أسرتها دون جدوى.