بقلم..احمد الشامي
وذلك لأن القرين في لغة العرب في المعجم الوسيط المقارن أو المصاحب أو الزوج أو البعير المقرون بآخر أو الأسير .والجمع قرناء . وقارنه مقارنة وقرانا لغة صاحبه وإقترن به . وصاحبه مصاحبة وصحابا لغة رافقه . والأسير لغة المأخوذ في الحرب . وورد في تفسير الجلالين لقوله تعالى ( ومن يكُنِ الشيطانُ له قريناً فساء قريناً ) سورة النساء آية 38 . أي صاحباً يعمل بأمره كهولاء . وورد في تفسير الوسيط لطنطاوي أن المراد بالشيطان هنا كل ما يغرى الإنسان بالشر ويدفعه إليه من الإنس أو الجن والقرين هو المصاحب والملازم للإنسان . وورد في تفسير البغوي قرينا أي صاحبا وخليلا . وورد في تفسير الشعراوي فالشيطان قرين أي ملازم لصاحبه ومقترن به أي بئس هذا القرين لأنه القرين الذي لا ينفعني ولا يصدني عن مجال ضار . وورد في تفسير الطبري أن المراد بالقرين الصاحب والصديق . وعن عبدالله قال .قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( ما منكم من أحد إلا وقد وكِل به قرينه من الجن وقرينه من الملائكة قالوا وإياك يا رسول الله ؟ قال وإياي ولكن الله أعانني عليه فلا يأمرني إلا بحق ) مسند الإمام أحمد رقم 3519 . لذا يجب علينا أن نتعامل مع القرين على أنه جن مقترن بالإنسان أو بغيره يصاحبه ويلازمه ويقترن به . والجن قد يكون شيطان وقد يكون عغريت والشيطان قد يكون مارد والجن قد يكون مؤمن وقد يكون ما دون ذلك . والقرين على إتصال دائم بالإنسان المقترن به وليس الإنسان هو الذي يقترن به لأن الله سبحانه وتعالى هو الذي وكل لكل إنسان قرين وبالتالي فإن القرين يدفع الإنسان إلى أمور تضره فإن تلقاها الإنسان هلك وإن عارضه فيها وسيره على الحق سار على الحق معه ولا يأمره إلا بخير . وإن استجاب لشره سار هو معه في الشر والضلال وهكذا فإن القرين على دين خليله . ولاشك في أن لكل إنسان قرين من الجن وقرين من الملائكة . والملائكة من الجن بإعتبارهم كائنات حيه مستترة عن عالم الإنس خلقها الله من نور وتختلف طبيعتها وصفاتها وعباداتها لله عن طبيعة وصفات وعبادات الجن والإنس . ويضاف إلى ذلك قرين الإنسان من الإنس بينما لا يكون للجن قرناء من الإنس لأننا لا نراهم حتى نقترن بهم ولا نقدر على ملازمتهم كما هو الحال بالنسبة لهم لأن طبيعة وحياة الجن تختلف عن طبيعة وحياة الإنسان .