سها البغدادى :
قمنا باجراء حوار جرىء مع الاستاذ عبد السلام قاسم مسعد
رئيس مكتب الإدارة العامة للشؤون الخارجية
الولايات المتحدة الامريكية وكندا
نبذة مختصرة عن دور العلاقات الخارجية للمجلس الانتقالى واهدافها
– دائرة الشؤون الخارجية للمجلس الانتقالي الجنوبي هي احدى دوائر المجلس الانتقالي الجنوبي ، ولديها مهام كبيرة في تقديم القضية الجنوبية للمجتمع الدولي وكسب التأييدوالدعم لها وهي تعكس كل نضالات ومعاناة واهداف شعب جنوب اليمن ، وهي جبهة مهمة على الصعيد السياسي والدبلوماسي الخارجي وتحضر نفسها لتكن وزارة لخارجية دولة جنوب اليمن القادمة ومكاتبها في الخارج تؤسس كنواه لسفارات لدولة الجنوب مستقبلا .
ما اهم اولوياتكم فى المرحلة القادمة
– اولوياتنا هي ان نثبت المكانة السياسية والدبلوماسية للمجلس الانتقالي الجنوبي كحامل سياسي للقضية الجنوبية في الدول المتواجدين فيها وقد حققنا الاساس القانوني والاداري ، وتجاوزنا ذلك الى إثبات حضورنا وعلى صعد مختلفة واصبح التعامل مع مكاتب الشؤون الخارجية للمجلس الانتقالي الجنوبي ملموسا في كل الدوائر الرسمية الحكومية والبرلمانية ومراكز صنع القرار وعلى الصعيد الاعلامي ايضا..
هل هناك انعاكس ايجابى لدوركم فى امريكا وكندا فى دعم القضية الجنوبية وما هى مؤشرات النجاح.
– خلال فترة زمنية وجيزة لا تتجاوز الخمسة الاشهر حققنا مالم نتوقع تحقيقة، فبعد اقل من ثلاثة اشهر من اشهار مكتب الادارة العامة للشؤون الخارجية في الولايات المتحدة الامريكية اصبحت الجهات الرسمية الامريكية ومراكز صنع القرار تتعامل معنا كممثلين للمجلس الانتقالي الجنوبي، بعد ان ظلينا لسنوات نخطب ودهم للقائهم والاستماع الى ما نود ان نشرحه لهم حول معاناة شعبنا الجنوبي والى جوهر قضيتنا وما هي اهدافنا وبالكاد كانوا يقابلونا في الاماكن العامة ونفرح لذلك ، واليوم لا يتحرجون من مقابلتنا في مكاتبهم كممثلين للمجلس الانتقالي الجنوبي بل إن العديد من الجهات والخبراء يبادرون للتواصل معنا ويطلبون لقاءنا بغرض مناقشتنا حول مختلف القضايا المتعلقة في الجنوب واليمن وتفسير اغلب الاحداث على الارض وكذا استشفاف آفاق المستقبل ، وهذا شيئ ايجابي يعكس مكانة المجلس الانتقالي الجنوبي كفاعل اساسى على الساحة الجنوبية والمنطقة بشكل عام وله حضور فاعل في الخارج ويعزز وجوده يوما عن يوم كفاعل سياسي في الخارج. ولا يعني ذلك إن طريقنا مفروشا بالورود ، فنحن نواجه بامكانياتنا المحدودة اعداء كثير من الشرعية الى الاصلاح والاخوان المسلمين عبر سفاراتهم ولوبيات القطريين والايرانيين والاتراك وبكل امكاناتهم وخبراتهم ، ورغم ذلك حققنا انجازات كثيرة في زمن قياسي ازعجت الاعداء وعززت فينا الثقة بنجاحاتنا وآفاق انتصار قضيتنا .
ماذا تتوقع للجنوب وقضيته فى المرحلة القادمة –
– امامنا مهمات كبيرة وكثيرة في الوقت الحاضر وفي المستقبل وهي ليست سهلة ابدا .
الجنوب قدم تضحيات كبيرة من دماء الشهداء والجرحى والمعتقلين والمشردين ، وعانى ويعاني شعبنا حاليا من انعدام الخدمات وانقطاع الراتب وتدني مستوى التعليم والخدمات الصحية وانتشار الامراض وفساد الحكومة وانعدام فرص العمل وغلاء الاسعار وتفشي الفساد ، كل ذلك واكثر منها تجعل شعب الجنوب تواقا الى التحرر والاستقلال وبناء دولته الحرة والمستقلة والعيش بحياة حرة وكريمة … شعب الجنوب عُرف تأريخيا بنزوعه للحرية وقاوم غزوات عدة لاحتلالة من قبل البرتغاليين الى الهولنديين والدانماركيين والاتراك واخيرا البريطانيين ولم يستكن لاي منهم ، شعب الجنوب ( جنوب اليمن ) دائما تواق الى الحرية والحياة الكريمة. ويستحيل ان يعيش شعب جنوب اليمن تحت الظلم والاستبداد مطلقا .. شعبنا يطمح الى بناء دولة جنوبية حرة ومستقلة ديمقراطية وفيدرالية ، يسود فيها النظام والقانون واحترام وصيانة حقوق الانسان وتمكين المرأة والشباب من إدارة السلطة وحق الطوائف والاقليات بممارسة حرية اداء طقوس عباداتهم وحماية دور العبادة ، وحرية الاقتصاد وتطوير التربية والتعليم والصحة والخدمات المختلفة وكل مناحي الحياة المعاصرة .
هل هناك ترحيب باستقلال الجنوب من المجتمع الدولى ام هناك تعارض فى المصالح الدولية
المجتمع الدولي يتعامل مع حقائق الواقع ومع المصالح المشتركة ، ونحن في الجنوب ايضا نتماها في مصالحنا مع ما يجمعنا مع مصالح دول الاقليم والدول الاخرى في انسجام ، واذا استطعنا ان نقدم رؤيتنا للمستقبل بشكل موضوعي وحضاري يتماها مع رؤية واهداف ومصالح دول المنطقة و العالم في المجالات الانسانية والاستراتيجية فسنكسب تاييد العالم لنا ، اما اذا قدمنا رؤيتنا وهي تتناغم مع ممارسات الفساد والمحسوبية الحالية فلن يلتفت لنا احدا ابدا.. العالم يرحب بدولة تنسجم مع معاييره ، نحن نريد ان نكون منسجمين في دولتنا القادمة مع الدولة المدنية الحديثة التي تواكب العصر وشروط وجودها واهدافها وبما يحقق حياة حرة وكريمة ومتقدمة لشعبنا تتناغم مع حياة العصر وتقدمه المضطرد لا مع حياة السلف فنحن ابناء عصر العلم والتكنولوجيا ويجب ان نكون كذلك .
رأيكم فى اصدار جماعة الاصلاح شائعات تستهدف زعزعة ثقة الشعب الجنوبى بالدور الاماراتى وخصوصا ما يدور حول جزيرة سقطرى.
– شعب الجنوب يعرف جيدا من هم اصدقائه ومن هم اعدائه حتى الطفل الجنوبي الصغير يعرف ذلك ، فتاريخ حزب الاصلاح الذي يشكل الفرع الاساس لحركة اللاخوان المسلمين في اليمن معروف بعدوانيته وعدائيته للجنوب ،
فتاوي حزب الاصلاج في 1994 في استباحة دماء ابناء الجنوب بما فيها حتى الاطفال والنساء لازالت في الذاكرة وآثارها على الارض وفي النفوس وجراحها لم تندمل ، فبالرغم من ادعائهم التمسك بتعاليم الاسلام إلا إن ممارساتهم تناقض ذلك تماما فليس لديهم اي حرمة لدماء المسلم طالما تتناقض مع مصالحهم السياسية والاقتصادية ، كل مواقعهم الاعلامية توظيف كل شيطنائهم لتشويه المجلس الانتقالي الجنوبي والحط من حق شعب الجنوب في استعادة سيادته الوطنية وبناء دولته الحرة والمستقلة، يحدوهم في ذلك مطامعهم بثروات الجنوب والهيمنة عليه وهذا محال ان تحقق امنياتهم فقد عرفهم شعبنا وعرف اساليبهم واهدافهم النفعية التي تتستر خلف الدين الاسلامي والدين منهم براء ، يروجون الاشاعات ضد دولة الامارات العربية المتحدة التي تحارب الحوثيين والتمدد الايراني والقاعدة وداعش وكل الارهابيين فمن يخدم حزب الاصلاح إذا؟ ندرك جيدا إن محاربة دولة الامارات العربية المتحدة والتحالف العربي بشكل عام إنما هي محاولة فاشلة ومفضوحة لتحالف الاخوان المسلمين والقطريين والإيرانيبن والاتراك حتى يسهل لهم السيطرة على الجنوب وبالتالي على ثرواته والمياة الاقليمية والممرات الدولية، وهذا مستحيل، فقد فهنا الاهداف والدرس التي يرمون اليها جيدا ولن نحقق للاعداء مراميهم تلك ابدا .
رأيكم فى مبدأ الحوار الجنوبى الاخير هل سيأتى بثمار نافعة للدعم القضية الجنوبية وما مدى نجاحه بحسب التوقعات المرئية.
الحوار اداة عصريه حضاريه ومن أكثر أساليب التواصل رقيا بين الأفراد والشعوب وتكمن أهميّة الحوار بالوصول للعديد من الحلول المرضية لجميع الأطراف المتحاوره بعيدا عن التعصب والتخندق وراء افكار ضيقه او مصالح ضيقة وهو مصدر لتبادل الآراء وتقريب وجهات النظر وردم هوة التباعد والخصومة.. ومن هذا المنطلق فنحن متفائلون جدا بحوار الاخوه قادة الجنوب التاريخيين وقادة المستقبل من الشباب وكل الأطياف السياسية والاجتماعية في المجتمع الجنوبي. ومن اجل ذلك أعلن الاخ رئيس المجلس الانتقالي السيد عيدروس قاسم الزبيدي عن مبادرة وطنية للحوار الجنوبي الذي لا يستثني أحدا وأكد بأن من لم يستطع الوصول الينا نحن على استعداد للوصول اليه وما يجر في أبوظبي حاليا من حوار بين ابناء الجنوب وتحديدا مع القادة السياسيين الجنوبيين السابقين هو انعكاس ايجابي لعمليه مبادرة الاخ رئيس المجلس الانتقالي سيتمر معها الحوار في الداخل مع كل الطيف السياسي والاجتماعي الجنوبي .
نرى إن الحوار مبدأ اساس في حياتنا العامة وبه نتعامل مع المشاكل ونبحث في الحلول لكل ما يواجه قضية وطننا الجنوبي حاضرا ومستقبلا ونرى ضرورة التوصل الى الإتفاق على صياغة وثيقة وطنية يٍتفق حولها وتجمع عليها كل الاطراف الجنوبية كمرجعية نحتكم اليها من اجل مواجهة ومعالجة كل مشكلات الحاضر والمستقبل ، نريد ان نتجاوز سلبيات الماضي المؤلمة ونؤسس لمستقبل نلتزم فيه قولا وعملا للمبدأ النبيل المتمثل في التصالح والتسامح الذي يجعلنا معه ندفن مآسي الماضي ونؤسس لمستقبلا حال من الصراعات والقتن ،
_من وجهة نظركم ما هى أسباب تأخير اعلان استقلال الجنوب طالما هناك تفويض كامل من الشعب الجنوبى وما هى العراقيل والتحديات التى سيواجهها الجنوب فور اعلان دولته حرة مستقلة
– الجنوب حاليا يقع عمليا ، شعبيا وعسكريا تحت سيطرة الامر الواقع ويتصدر المجلس الانتقالي الجنوبي المشهد السياسي حاليا بدعم شعبي غير مسبوق ، وبامكان المجلس الانتقالي الجنوبي والمقاومةالجنوبية السيطرة على الجنوب في اي لحظة .. ولكن المجلس الانتقالي الجنوبي يراعي كل الاوضاع في المنطقة وملتزم بشراكته مع التحالف العربي لمواجهة الحوثيين والتمدد الا يراني ، هو حاليا عنصر اساسى من عوامل السلام في المنطقة لا مصدر قلق بل مصدر امن وسلام لها وفي نفس الوقت متمسك باهداف شعب الجنوب في استعادة السيادة الوطنية الجنوبية وبناء دولته الحرة والمستقلة .
نحن نعد حاليا لكل الترتيبات لإستلام سلطة إدارة الجنوب ولدينا من الخطط والاٍلتزامات ما يؤهلنا لإستلام وإدرة دولة الجنوب بكل ما يعني ذلك من إلتزامات تجاة المتطلبات المحلية والدولية .
كلمة اخير نطمئن بها الشعب الجنوبى والشعب العربى على مستقبل جنوب شبه الجزيرة العربية.
– الامل يحدونا بتحقيق النصر لقضيتنا التي لا تعني غير الطموح الى الحرية والسيادة الوطنية على ارضنا ، وصيانة حريات وحقوق الانسان وحرية الاقتصاد والعيش بحياة حرة وكريمة وخلق علاقة اخوية وتبادل المصالح مع اخوتنا في الجمهورية العربية اليمنية وبما يحفظ الامن والاستقرار والسلام في المنطقة ، ووحدتنا الجنوبية هي مفتاح انتصارنا ومفتاح تحقيق احلامنا وضمان امننا واستقرارنا . والعالم يتفهم لقضيتنا ويتماها معها متى ما احسنا تقديم انفسنا للعالم برؤيتنا الواضحة والمحددة تجاه مستقبلنا و مدى قدرتنا على تجاوز صور الماضي المؤلمة التى يحاول الاعداء إعادة استنساخها وتقديمنا للعالم كهاوين للصراعات والاقتتال وذلك بهدف عرقلة وصولنا الى اهدافنا التي ستنهي حتما اهداف مطامعم في السيطرة على الجنوب شعبا وارضا وثروة وهذا عليهم محال